مقالة مقارنة ميز بين المنطق الصوري والمنطق المادي


يمكن تجد في بعض مواضيع اسئلة مشابهة لها :
الفرق ما بين “المنطق الأرسطي” (المنطق “الصوري”) و”المنطق الكلاسيكي”
ما الفرق بين المنطق الصوري و المنطق المادي ؟



I - المقدمــة (طرح المشكلة) يراد بالمنطق الأرسطي تلك المبادئ والقواعد التي طرحت من طرف أرسطو قصد تحقيق تطابق الفكر مع ذاته، تأسيس التفكير السليم ومواجهة الأقيسة الفاسدة التي كان يفرضها الفكر السوفسطائي. لكن التطورات المتسارعة في بداية العصر الحديث أدت إلى ظهور أنماط متعددة من المنطق، حيث وجد المنطق المادي(بيكون)، الرمزي  وكذا المنطق الجدلي. لكن ليس مهما هذا التعدد الحاصل في المنطق وإنما الأهم من ذلك هو تحديد طبيعة العلاقة بين الأورغنون والأورغنون الجديد، انطلاقا من أنه قد شاع الزعم بالتباين التام بينهما، إلا أن الواقع يقدم تفسيرا مغايرا. لذا فما هي أوجه الاختلاف الموجودة بين هذين الحدين؟ ما هي نقاط التشابه والتداخل المسجلة بينهما؟ بل ما طبيعة العلاقة القائمة بين منطق أرسطو ومنطق بيكون ؟


 II - التوسيـع (محاولة حل المشكلة)       
                                                          
1 - نقاط الاختلاف:  إن الدراسة النقدية لكل من الحدين تقودنا إلى تسجيل نقاط اختلاف جوهرية بينهما، وتتمثل أساسا في أن منطق أرسطو صوري، وجد من أجل تحقيق تطابق الفكر مع ذاته، بينما منطق بيكون مادي  كان هدفه تحقيق التطابق مع الواقع. منطق أرسطو طبق مبادئ ثابتة (مبدأ الهوية، عدم التناقض، الثالث المرفوع والسبب الكافي)، بينما منطق بيكون وضع مبادئ بديلة (السببية، الاطراد والحتمية). منطق أرسطو اعتمد الاستدلال بنوعيه( المباشر، وغير المباشر) من أجل البرهنة على صدق القضايا، وظف التقابل، العكس المستوي والقياس، بينما منطق بيكون فقد اعتمد الاستقراء، أي تلك الحركة الفكرية الانتقالية من الجزء إلى الكل. إن انطباق الفكر مع ذاته يراعي فقط توافق النتائج مع المقدمات، بينما انطباق الفكر مع الواقع يقتضي التوافق بين النتائج والواقع. إن المنطق الصوري انحصر فقط في مجال التصور فكان مجاله الأكبر التجريد (الرياضيات)، بينما المنطق المادي طبق خطوات المنهج التجريبي (الملاحظة الفرضية والتجربة) وهذا ما جعله منطلقا للعلم التجريبي (الفيزياء ...).
        
          
  2 - نقاط التشابه:  لكن وجود الاختلاف بين منطق أرسطو ومنطق بيكون لا يمنع من تسجيل نقاط تشابه واتفاق جوهرية بينهما، إذ أن كلاهما منطق، كلاهما من إبداع الفكر الإنساني، وكلاهما وجد من أجل بناء التفكير السليم وإبعاده عن الأخطاء، كلاهما أوجد طريقا بغية تحصيل المعرفة ومن ثم الحقيقة. كلاهما يعد منطلقا للعلوم سواء العقلية ( الرياضيات ) أو التجريبية ( الفيزياء ). و هو ما أكده برتراند راسل من خلال قوله: "المنطق يمثل شباب الرياضيات". كلاهما اعتمد نوع من الاستدلال في البرهنة على القضايا سواء الاستنتاجي أو الاستقرائي.


  3- نقاط التداخل:  من خلال ما تقدم نكتشف وجود تكامل وظيفي بين المنطق الصوري والمنطق المادي، لأن ما أنجزه بيكون داخل الأورغنون الجديد لم يكن إلا إنزالا لمبادئ أرسطو من أجل البحث عن الانتقال من تطابق الفكر مع ذاته إلى التطابق مع الواقع. وكذلك لولا وجود المنطق الصوري لما تمكن بيكون من إبداع المنطق المادي، فقط احتوى منطق أرسطو على بعض النقائص إثر اهتمامه بالتصورات، والبحث عن توافق النتائج مع المقدمات، فجاء المنطق المادي من أجل سد هذه الثغرات والنقائص من اجل هدف واحد هو توسيع دائرة الصواب الإنساني.       


    
III - خاتمة (حل المشكلة ) ختام القول يمكن التأكيد أن الدراسة الأولية لكل من الحدين توحي بوجود اختلاف تام بينهما، خاصة وأن التباين من حيث المفهوم يفرض ذلك، بينما الدراسة التأملية تقودنا إلى تسجيل التشابه بينهما، انطلاقا من أن كلاهما منطق، وتقودنا إلى الاقتناع بوجود علاقة بينهما، لأن الأورغنون الجديد (بيكون) لم يأت من لا شيء، بل اعتمد على المنطق الصوري كمنطلق. كما أن النقص الذي وجد في المنطق الصوري قد عمل المنطق المادي على سده.  

تحميل مقالة برابط مباشر :


او 


Microsoft Word



       لمزيد من مقالات اضغط هنا  اي استفسار ضعه في تعليق  الله ينجحك ولا تنسونا من دعائكم لنا                                                          


هناك تعليق واحد:

  1. مقالة جدلية حول المنطق الصوري و المنطق المادي؟

    ردحذف