منهج الفن الاسلامي لمحمد قطب




هذا الكتاب يمثل اول عمل جاد لاثارة الفن الاسلامي والتصور الاسلامي وتبيين العلاقة بين الفن والعقيدة وبين الرواسب التاريخية والثقافية للمجتمع الاسلامي ، ويعالج مفهوم الفن والدين ونقط التشارك والالتقاء بينهما 
وحسب محمد قطب ،الفن هو البحث عن الجمال اما العقيدة فهي البحث عن الحقيقة وهما يلتقيان في حقيقة النفس الانسانية ،وفي اعماق وجودها ، فكلاهما انطلاق من عالم الضرورة وكلاهما شوق لعالم الكمال وكلاهما ثورة على آلية الحياة ورتابتها ،والفن الاسلامي ليس بالضرورة على الاساليب الوعظية انما هو هو رسم تصور وادراك للوجود من زاوية التصور الاسلامي والتعبير الجميل عن الانسان الكون والحياة 
في فصله الاول (طبيعة الاحساس الفني ) عالج مفهوم الفن وهو تصوير الايقاع الذي يتلقاه البشر في حسهم من حقائق الوجود في صور جميلة موحية ومؤثرة ،اما الفنان فهو الشخص الموهوب الذي يستطيع التقاط هذه الايقاعات الخفية دون الناس العاديين و آدائها اداء جميل مؤثر يحرك حاسية الجمال ،وان التصور الاسلامي للفن هو اكمل واشمل تصور للانسان والكون للحياة عرفته البشرية بأخذه لكل جوانب الوجود بمادياته وروحانياته وكائناته .،ثم عالج بعدها التصور طبيعة التصور الاسلامي للانسان والحياة والكون وكيفيتة ترابط بعضها بعض ودلل على ذالك بنماذج من القرآن ،وبيّن صفاء التصور لله سبحانه وتعالى في التصور الاسلامي فذالك موقف الانسان والكون والحياة من الله ، و طبيعة التصور الغربي للآلهة واساطير الصراع والاضطراب بين الانسان والآلهة
الانسان في التصور الاسلامي هو قبضة من طين الارض ونفخة من روح الله وهذان معا يكونان الانسان ، اذا فصل عن احدها لم يبقى انسانا وان طغى عنصر منه على عنصر في بعض الاحيان وعبقرية الانسان ان يسير بجسمه في الارض متطلعا بروحه الى السماء 
والواقعية في التصور الاسلامي تختلف كل الاختلاف بل وتناقظ التصور الغربي للانسان والكون والحياة المنبثقة نظرياتهم من حيوانية الانسان وماديته وانكار الروح وما لا تدركه الحواس وتأثر هذه الواقعية بفنونهم وآدبهم وتختلف في نقطتين اساسيتين 
موقف الانسان من الله والحياة والكون واخيه والانسان 
وطريقة تسجيل لقطات البشرية للتعبير الفني 
العواطف البشرية في التصور الاسلامي هي تصوير الوجود الحقيقي للانسان بكل عواطفه وانفعالاته واهتماماته وتأملات فكره ونوازع جسده والتعبير عنها دون افساد او رسم التقزز من الافساد عند ذكره
الجمال في التصور الاسلامي هو التدبر والاحساس بكل الكون وكائناته من الذرة الى اكبر شيء فيه و بكل سمات الجمال التي يرسمها ناموس الوجود (اجتماعي سياسي فكري روحي ) دون الاسراف عن دوره في خلافة الارض 
والقدر في التصور الاسلامي هو التسليم الكامل لله تعالى بالقوة التي تدبر و تصرف الحياة دون التواكل عن العمل والاجتهاد ،والرضى به وبكل مآسيه ومحاسنه 
العقيدة في التصور الاسلامي حقيقة كامنة في اعماق الوجود 
فكل ما هو موجود مهتد الى الله سائر على هداه و امره ويبنغي للفن الاسلامي ان يصور كل ما يحسه ويتأثر به انطلاقا من عقيدة او على الاقل عدم مصادمتهامجالات الفن الاسلامي هي كل مجال يعني عناية خاصة بحقيقة الشمول والتكامل في النفس البشرية بجميع حقائقها وصراعاتها وقيمها المعنوية والروحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ،مع الفات النظر الى الناموس الاكبر الذي يحكم الكون والحياة والانسان 
والقرآن هو الذخيرة الحية لهذا الفن فهو يعرض الكون والحياة والانسان بشمول واحاطة يضم نماذج من الاداء الفني والاغراض الفنية 
لا تتوفر في كاتب آخر وهذا واضح جلي في مشاهد الطبيعة في القرآن الكريم والقصة ومشاهد القيامة في القرآن الكريم 
والاسلام وحده لا يكفي لانتاج ادب اسلامي انما هو الانفعال الخاص بالاشياء الناس و الاحداث تتلقاه النفس وتنفعل به في اعماقها من خلال التصور الاسلامي ومن نماذجه محمد اقبال الشاعر وعمر الاميري وسكينة بنت الحسين 
ومن بعض اجزائه طاغور الهندوكي وابن الرومي وفي القصة والمسرحية قصة ضرس لحميدة قطب والراكبون في البحر للكاتب الايرلندي جون ميلينجتون 
وفي آخر الكتاب تكمل محمد قطب عن الآفاق المستقبلية للفن الاسلامي ويرى بوادر نهضة بدات تظهر في ادباء هذا الجيل في عالم الفن والادب وينصح بالصبر والاناة والتمكن والاصالة

ليست هناك تعليقات