مفهوم التعليم التفاعليّ


◄◄ مفهوم التعليم التفاعليّ ..
◄ يُعتبر أفضل استثمارٍ على وجه البسيطة هو الاستثمار في الإنسان، أما الاستثمار الذي يزيده قيمةً ويبقيه هو الاستثمار في عقل هذا الإنسان ، والعامل الأهم في نجاح المنظومة التعليميّة هو المعلّم ، فعندما يكون الطالب بين يدي معلمٍ قويّ ، فهو بذلك يستطيع تحصيل ثلاثة أضعاف ما يلقنه إيّاه هذا المعلّم ، مقارنةً بمعلّمٍ ضعيف ، وهذا يعني أنّ التحصيل العلميّ مع معلمٍ قويّ في عامٍ واحد يساوي تحصيل ثلاثة أعوامٍ مع معلمٍ ضعيف الأداء.
▬ مراحل دائرة التعليم : يُعرّف التعليم التفاعليّ على أنّه تصميم الوسائل والمنظومة التعليميّة لتتوافق مع الطريقة الجيولوجيّة الطبيعيّة ، للعمل على نقل المعلومات إلى أجزاء الدماغ أثناء عمليّة التعليم ، ويطلق على هذه العمليّة اسم (دائرة التعليم) ، وقد اعتمد المدرسين في طريقة التدريس على التعليم التفاعليّ عوضاً عن المنظومة التلقينيّة ، وتتكوّن دائرة التعليم من أربعة مراحل هي:
← 1/ مرحلة استقبال المعلومات من العالم الخارجيّ ، عن طريق استخدام الحواس الخمس ، وتجميعها في جزء من الدماغ.
← 2/ مرحلة التفكّر والتأمل في كافّة المعلومات المستقبلة في منطقة (الفصّ الصدغيّ) في الدماغ ، وهذه العمليّة تتمّ بين الإنسان ذاته والدماغ ، لهذا فإنّها تُعتبر عمليّة ذاتيّة جداً وشخصيّة ، وهي تحتاج إلى وقتٍ يتمّ تخصيصه للتفكير والتأمل في المعلومات بطريقةٍ مبهمة وغامضة ، للوصول إلى .
← 3/ مرحلة الفهم العميق والراسخ ، الذي يأتي فجأة من أعماق الإنسان ، لتتحوّل إلى ما يشبه البصيرة النافذة التي تتوق للتجديد ، والاختراع ، والإبداع ، ودون هذه العمليّة تصبح المعلومات مبتورة وسطحيّة ومؤقتة ، وهي تشبه عمليّة الدراسة قبل الاختبار مباشرة لكتابة الإجابة الصحيحة فقط. في هذه المرحلة ينتقل الطالب من دور المستقبل للمعلومات ، إلى مكوّن للمعرفة والمعلومة ، وتتمّ هذه المرحلة في جزء من الدماغ يسمّى (Prefrontal lobe) ، وفي هذا الجزء يعاد تشكيل المعلومات ليتمّ ربط المعلومات الماضية بالحديثة ، بمنطقٍ ترتيب ذاتيّة خاصّة بدماغ الإنسان ، ومن الجدير بالذكر أنّ لكل دماغ طريقته الخاصّة بالترتيب. 

← 4/ وفي المرحلة الأخيرة يتمّ تفعيل الأفكار والمفاهيم في الدماغ ، من شكلٍ نظري لتحوّل إلى تطبيقاتٍ عمليّة ، ومن هذه العمليّات القدرة على شرح المفاهيم الخاصّة للآخرين ، أو عن طريق الدخول في نقاشٍ أو حوار، أو من خلال تقديم المحاضرات وعمل دراسات ، وتشير الأبحاث بأنّ هذه المرحلة من أهمّ المراحل لتعميق المفاهيم ، وترسيخ المعلومات. أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات على أنّ المراحل الأربعة تلك لا يمكن أن تتمّ في التعليم السلبيّ التلقينيّ الجامد ، ولا يعني إنصات الطالب للمعلم أثناء الدرس بأنّه يتعلّم ، فدون عمليّة التفاعل لا تكون هناك دراسة ، وهذا ما أوضحته الدراسات الحديثة التي أوضحت أنّ تحوّل معلّم الفيزياء من الطريقة التقليديّة إلى الطريقة التفاعليّة ، فإن استيعاب الطالب للمادة يتحسّن بنسبة قد تصل إلى خمسين بالمئة. هذا الأمر يتوافق مع ما يتمّ مشاهدته في تقنية الأشياء الحديثة من خلال استخدام الرنين المغناطيسيّ الوظيفيّ ، ومتابعة طريقة سير الدم في الدماغ أثناء عمليّة التعلّم أظهرت بأنّ هناك فرقاً كبيراً في النشاط الدماغيّ بين التعليم التقليديّ التلقينيّ السلبيّ ، وبين التعليم التفاعليّ في جزء من الدماغ يطلق عليه اسم (Happocampus)، ومناطق أخرى مسؤولة عن تشكيل ذاكرةٍ جديدة لتفعيل السيطرة والتحكم في الذاكرة المستحدثة ، إضافةً لوظائف أخرى خاصّة بالفهم والتعلّم. ..


ليست هناك تعليقات