مقالة فلسفية النظام الاقتصادي استقصاء بالوضع

 

مقالة استقصاء بالوضع

 


دافع عن الاطروحة القائلة

 

" النظام الاقتصادي القائم على الحرية الفردية كفيل بتحقيق رفاهية الشعوب "

 

طرح المشكلة . مقدمة ‏ يعتبر الاقتصاد هو عصب الأمة وقوامها وأساسها المتين؛ فالاقتصاد كعلم يتمثل في

أنه العلم الذي يدرّس الثرّة من حيث طبيعتها ومصادرها والعوامل المؤثرة فيها فهو يدرس كل ما يتعلق

بالنشاط الإنساني الذي يؤدي,الى خلق, الثروة وزيادتها والواقع يثبت ان كل أمة بشرية تسعى قدر الإمكان الى

محاولة تحقيق الرقي وضمان: التطور والرفاهية لمجتمعها؛ ولكن ذلك لا يكون الا من خلال انتهاج نظام اقتصادي

قوي؛ يضمن تجنب وقوع المجتمع في مشاكل اقتصادية واجتماعية ويحقق الرفاهية والرقي داخل المجتمع وقد

شاعت فكرة لدى أنصار النظام: الاشتراكي. مضمونها ان احسن نظام اقتصادي هو الاشتراكي فهو الذي يحقق

المساواة الاجتماعية ؛ بينما ذهب أنصار النظام الوٌأسماليالقائم على الحرية الفردية الى الاعتقاد بأنه هو النظام

الاقتصادي الأمثل لتحقيق الرفاهية في المجتمع؛» فإذا بين لي أن هذه الأطروحة الأخيرة صحيحة وقابلة للدفاع

وطلب مني ذلك فكيف يتسنى لي ذلك؟ وما هي الحجج: البراهين التي استخدمها للدفاع عنها؟

 

محاولة حل المشكلة ‏ العرض - عرض منطق الاطزاوة ‏ يرى هذه الاطروحة أن النظام الاقتصادي الأمثل

والأفضل لكافة الشعوب هو النظام الليبرالي "الرأسمالي" فهو "لذي يحقق العدالة في المجتمع ويمثلها مجموعة

من الفلاسفة والمفكرين وعلى رأسهم رجل الاقتصاد الانجليزي آدم سَعيِتٌ ,وجون باتيست وفريديريك باستيا

حيث تعود الجذور الفلسفية للرأسمالية حسب عالم الاجتماع ماكس فيبر إلى اميق الأول وهو فلسفة التنوير

التي دافعت عن حرية الفكر والتصرف والثاني هو البروتستانتية التي مجّدت العمل والحزية؛ ولقد ظهر النظام

الرأسمالي في خضم التغيرات الاجتماعية التي أحدثها انتقال المجتمع الأوربي من مجتمع إقطاعي إلى مجتمع

رأسمالي بفعل الثورة الصناعية في انجلترا والتي أحدثت تغييرا جذريا على البنية الاقتصادية والاجتماعية

للمجتمع الأوروبي وعليه تعد الرأسمالية أكثر نظام اقتصادي استطاع ان يحرر الانسان ويبعده عن الرق

والعبودية

 

الدفاع عن الاطروحة ويمكن الدفاع عن اطروحتنا هذه بحجج كثيرة وادلة واقعية تثبت حقيقها حيث تقوم

الرأسمالية على مجموعة من المبادئ التي جعلت منها احسن نظام اقتصادي نذكر منها مبدأ الحرية المطلقة في

ممارسة كل الأنشطة الاقتصادية؛ فالرأسمالية تمنح للأفراد أكبر قدر من الحرية بهدف تحقيق الرفاهية المادية

والعدالة الاجتماعية؛ وتهدف إلى ضمان أكبر قدر من الربح المادي مع أكبر قدر من الحرية وهذه يؤدي بدوره

الى حرية المنافسة بين المنتجين والمستثمرين فيسعى كل واحد منهم الى تحسين نوعية المنتوج ودراسة الأسعار

بدقة من اجل الوصول الى الريادة لذا يقول فريديريك باستيا "الغاء التنافس الحر معناه الغاء للعقل والفكر

والانِشان” هذا يعني ان للفرد الحرية المطلقة في اختيار النشاط الاقتصادي وما يتبع هذه الحرية من حريات

أسياسية وفكربيةٍااجتماعية فتفتح الأبواب للفرد وتهياً له الميادين ويجوز للفرد التملك والاستثمار والتشغيل

والإنتاج والتسويق والمنافسة والاستهلاك بحرية تامة وانتهاج أي طريق لكسب المال ومضاعفته على ضوء

مصالحه الشخصية. وايضا الملكية الفردية فمن أهم المبادئ التي يقوم عليها النظام الرأسمالي إقراره بالملكية

الفردية وإيمانه بالفرد وتتبع مصنلحته في ممارسة أي نشاط اقتصادي يرغب فيه؛ لذلك رفع النظام الرأسمالي

شعار " دعه يعمل اتركه يز "» كما أن المنافسة الاقتصادية شكلت محركا أساسيا للآلة الاقتصادية ودافعا قويا

لتحسين المنتوج "الجودة" ويؤدي هذا حتما الى الرخاء الاقتصادي من خلال " انخفاض الأسعار" لذلك نجد

جون ستيوارت ميل يقر ذلك بقوله "الملكية الخاصة تقليد قديم اتبعه الناس وينبغي اتباعه لأنه يحقق منفعتهم".

وكذلك عدم تدخل الدولة في الاقتصاد ومنبين المبادئ الأساسية أيضا للرأسمالية عدم تدخل الدولة في النشاط

الاقتصادي ويتمثل دورها فقط في حماية الأشخاص والدفاع عن مصالحهم كما أن السعر لا تحدده الدولة بل

يخضع لقانون العرض والطلب وبالتالي ينبغي على الدولة ألا تعيقّ النشاط الطبيعي للاقتصاد. وفي هذا يرى

آدم سميث أن سعر البضاعة يساوي ثمن التكلفة زائد زبجمغقول؛ لكن إذا حدث بسبب ندرة بضاعة معينة أن

ارتفع سعر بضاعة ما فوق سعرها الطبيعي فإن هدم البضاعة, تصبح مربحة في السوق الأمر الذي يؤدي

بمنتجيها إلى المزيد من إنتاجها فيرتفع العرض وهذا يؤدي بوره إلى إنّفاض ثمنها والعكس صحيح يقول آدم

سميث "إن كل بضاعة معروضة في السوق تتناسب من تلقاء نفسها بصفةظبيعية مع الطلب الفعلي عليها".

وبالتالي فالاقتصاد الحر هو الكفيل بتطور المجتمع ورفاهيته. وبالاعتماد على الواقع نرى ان الدول التي

اعتمدت على النظام الرأسمالي كان مصيرها الازدهار والقوة بعكس الدول التي اعتمّدت عُلى النظام الاشتراكي

كان مصيرها الانهيار والتلاشي فمثلا عندما نرى أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي انتهجت هذا النظام

الاقتصادي وما وصلت اليه من تطور تقني ورفاهية كبيرة فلا يسعنا الا الاقرار بأن هذا النظام هو الذي ساعد

على ذلك لا سيما انه يشجع على الابداع والتطور ويمنح اكبر قدر من الحرية للإفراد وهذا ما يزيدمن فرص

ظهور الابداعات والابتكارات وتحقيق الرقي ...الخ

 

خصوم الاطروحة: يرى خصوم الاطروحة وهم انصار النظام الاشتراكي الذي يرى مؤسسوه وعلى رأسهم

الفيلسوف الألماني " كارل ماركس " إن هذا النظام هو الذي يكفل تحقيق العدالة في المجتمع ويقضي على

الطبقية التي أنتجها النظام الرأسمالي؛ وإلغاء استغلال الانسان لأخيه الانسان وذلك من خلال مراعاة مبدأ تكافؤ

 الفرص وتدخل الدولة في شؤون الاقتصاد ويقوم هذا النظام على عدة مبادئ نذكر منها الملكية الجماعية ويقوم

النظام الاشتراكي على عدة أسس ومبادئ أهمها الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج وهذا يعني أن الدولة في

النظام الاشتراكي هي التي تملك وسائل الإنتاج والمؤسسات كلها عمومية في التسيير» فلا وجود لشخص يملك

تطبيقا"للشعالا الاشتراكي القائل "الكل يملك الكل يعمل الكل ينتج الكل يستفيد" وأيضا مبدأ تدخل الدولة في

الاقتصاد كماهيؤاكة هذا النظام أيضا على ضرورة تدخل الدولة في كل النشاطات الاقتصادية والتحكم فيها وذلك

عن طريق ما يسمى بعملية التخطيط المركزي المسبق لسير الاقتصاد من طرف الدولة؛ وهذا يعني أن الدولة

هي الزأسئ/الفُذبر والمخطط الأول والأخير بقول ماركس "كل ما تأخذه الدولة منك من أسلوب حياتك

وانسانيتك يرده اليك في شكل ثلاؤة أو نفوذ" وكذلك مبدأ تكافؤ الفرص والذي يعني ضمان حصول الجميع

على فرص متساوبة والقضاء على كل أنواع المعاملة غير العادلة تحطيم كل الفوارق وخلق مجتمع متوازن

نقد الخصوم : لكن الاشتراكية تحمل الكثير من السلبيات والعيوب تتمثل في قمعها للحرية الفردية التي تعتبر

شيئا مقدسا للإنسان وكذلك أدى, تطبيقها إلى الاتكال, على الدولة في كل شيء والى المشاكل الإدارية ممثلة في

البيروقراطية وكذا غياب المبادرة الفردية؛ ولعلاهم دليل ,غلى فشل الاشتراكية هو انهيارها السريع في معظم

الدول التي تبنت هذا النظام وأفضل مثال على/ذلك إتهيار المعسكر الشيوعي ممثلا في الاتحاد السوفياتي أمام

المعسكر الليبرالي.

 

خاتمة وهكذا نستنتج في الأخير بان النظام الرأمتمالي هو النظام الذي يحقق العدالة والرفاهية المبتغاة منه

لاحتوائه على إيجابيات ومحاسن جعلت منه النظام الأول ,على مستوئ الدول والحكومات واصبح الخيار

الاحسن للكثير من الأنظمة السياسية عبر العالم وعليه فان الأطروحة القائلة. " النظام الاقتصادي القائم على

الحرية الفردية كفيل بتحقيق رفاهية الشعوب " هي أطروحة صحيحة وقابلةٍ للدفاع عنها وتبنيها لما فيها من حجج واقعية وأدلة منطقية



ليست هناك تعليقات