مقالة المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية

 المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية

قارن بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية؟ ما الفرق بين العلم والفلسفة؟

كيف نميز بين التفكير العلمي والتفكير الفلسفي؟

قارن بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية؟ ما الفرق بين العلم والفلسفة؟

كيف نميز بين التفكير العلمي والتفكير الفلسفي؟

صيغ السؤال

 

فهم السؤال

يوحي السؤال بوجود موضوعين المطلوب مني هو المقارنة بينهما الطريقة المناسبة هي المقارنة.

طرح المشكلة

يعرف الإنسان بأنه كائن توّاق إلى المعرفة فيحصلها بعدة طرق تبعا لاحتياجاته وللوصول إليها يستخدم السؤال كوسيلة منهجية، حيث يعتبر مفهوم السؤال هو طلب المعرفة واستدعاؤها بمعنى أن السؤال هو الوسيلة التي تستدعي المعرفة أو الحافز الذي يدفع إلى البحث والتفكير الجاد في الموضوع قصد معرفته. والأسئلة أنواع فمنها السؤال الذي يحمل مشكلة علمية والسؤال الذي يحمل إشكالية فلسفية، ولاختلافهما الظاهري من حيث التسمية والمنهج والهدف ساد الاعتقاد بأنه لا توجد علاقة بينهما لهذا كان لابد من التحذير من هذا الاعتقاد الذي يبدو ،مخطئا وعليه كان لابد من طرح السؤال التالي ما الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟

محاولة حل المشكلة

أوجه الاختلاف:

إن الاختلافات بين العلم والفلسفة عديدة نذكر منها:


من حيث طبيعة الموضوع: المشكلة العلمية مجالها الطبيعة والظواهر المحسوسة وتسمى "الفيزيقا ،

هي تبحث عن العلل

أما الإشكالية الفلسفية فمجالها ما وراء الطبيعة والمعقولات أي "الميتافيزيقا"، فمثلا . الأولى للوجود لذلك قال أفلاطون: "الفلسفة هي البحث عن العلل الأولى للوجود". من حيث التخصص المشكلة العلمية محدودة وجزئية أي تهتم بموضوعات خاصة لأنها تتعلق بظاهرة معينة مثلا ظاهرة سقوط الأجسام أو قانون الجاذبية، أما الإشكالية الفلسفية فهي كلية شاملة لأنها تتعاق

بقضية عامة إنسانية مثل موضوع الحرية والأخلاق.

من حيث اللغة المشكلة العلمية تستعمل التقدير الكمي أي لغة الرياضيات للتعبير عن قوانينها ونتائجها، أما الإشكالية الفلسفية فهى تستعمل لغة لفظية خاصة أى المصطلحات الفلسفية مثل مصطلح

"الميتافيزيقا".

- من حيث المنهج المشكلة العلمية منهجها تجريبي استقرائي يقوم على الملاحظة والفرضية والتجربة واستخلاص القوانين أما الإشكالية الفلسفية فمنهجها عقلي تأملي يقول هوسرل: "من أراد أن يكون فيلسوفا وجب عليه أن ينطوي على نفسه وينسحب داخلها".


- من حيث الهدف: المشكلة العلمية تهدف للوصول إلى نتائج دقيقة تصاغ في شكل قوانين والوصول . إلى الأسباب القريبة، أما الإشكالية الفلسفية فهي تهدف للوصول إلى حقائق وتصورات والبحث عن الأسباب

القصوى البعيدة.

أوجه الاتفاق والتشابه:

إن المتأمل في كل من العلم والفلسفة يجد أنهما يتشابهان من حيث: أن كلاهما سبيل للمعرفة ويعتبران وسيلة لبناء المنتوج الثقافي والحضاري وهما ينبعان من الشخص

الذي يتمتع بحب المعرفة والفضول المعرفي. وكلاهما يثير الحرج والحيرة والدهشة والإحراج.

- وبذلك تكون صيغة كلاهما استفهامية، مثل تساؤل باستور عن ظاهرة التعفن وتساؤل كانط عن أصل المعرفة وما هو دور كل من العقل والحواس يقول غاستون باشلار: "كل" معرفة في نظر الروح العلمية

جواب عن سؤال وإذا لم يكن هناك سؤال فلا حديث عن الروح العلمية". كما أن كلاهما عمل منظم منهجي يهتم بموضوع ما ويتماشى مع طبيعته.

وكلاهما يعتمد على مهارات مكتسبة لتأسيس المعرفة.

كما أن كلاهما دليل على عظمة الإنسان وقدرته على الاجتهاد والإبداع لتجاوز جهله.

أوجه التداخل:

إن الملاحظ عمليا هو أن العلاقة بين العلم والفلسفة تكاملية إذ يمكن القول إن المشكلة العلمية هي نتاج الإشكالية الفلسفية لأن هذه الأخيرة هي التي عبرت عن حيرة الإنسان تجاه الوجود ككل وما وراء الطبيعة وبعدها انشغل الإنسان بالظواهر الطبيعية وكيفية حدوثها ، أي أن الحيرة الفلسفية تولدت عنها الحيرة العلمية، ومنه اعتبرت الفلسفة أم العلوم جميعا ومن الأمثلة التوضيحية الحديث عن أصل الكون في القديم يعتبر مبحثا فلسفيا أما اليوم فهو تخصص علمي يسمى علم الفلك، وأيضا تعمل الفلسفة على نقد العلوم وتوجيهها والعمل على إعادة بنائها، لذلك قال غوبلو: "لقد عملت الفلسفة على تلوين سائر العلوم

فغذتها في حجرها حتى تكاملت وتحررت".

كما أن المشكلات العلمية بدورها تصل إلى قضايا قد تدفع العقل البشري إلى تساؤلات فلسفية مثل التساؤل حول الاستنساخ وعلاقته بالإنسان والأخلاق، أي أن المشكلات العلمية تخدم الإشكاليات الفلسفية من جهة أخرى لذا يقول المفكر الفرنسي لوي التوسير: "لكي تولد الفلسفة أو تتجدد نشأتها لا بد لها من وجود العلوم".

لهذا يبدو لي أن العلاقة بين الفلسفة والعلم تنطوي على جانبين الجانب الأول وهو الفرق لأنه من ناحية طبيعة الموضوع والمنهج والهدف نلاحظ بأن هناك اختلافا بينهما، ولكن من جانب آخر يوجد تكامل بينما وهذا عبرت عنه نظرية فلسفة العلوم. فالعلم يعتمد على الفلسفة لأن المشكلات العلمية تنطوي على أبعاد فلسفية بدليل فلسفة العلوم فالفيلسوف هو الذي يوجه العلم من الناحية المنهجية والمعرفية، وهذا من خلال تقييم ونقد العلوم من أجل تحقيق التطور والابتعاد عن الأخطاء.

حل المشكلة

إنه بالرغم مما يبدو لنا من مظاهر الاختلاف بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية، فإن التحليل والتعمق في العلاقة بينهما توحي بأن كلا من هما يتداخلان فيما بينهما وظيفيا وهما لا يفترقان كثيرا. ونتيجتهما واحدة وهي تحصيل المعرفة يقول هيغل: " تظهر الفلسفة في المساء بعد أن يكون العلم قد

قضى يوما طويلا".



ليست هناك تعليقات