أنقدٌ أم حسد؟

أنقدٌ أم حسد؟



إذا كتب أحدهم مقالًا لم يَرُقْ لكَ، فالويل لكَ إذا جهرت بعقيدتك، فديوان تفتيشهم يؤدِّبك، وإذا أسمعوك قصيدة ولم تكبِّر —كما أشار مولاي محمد علي منذ سنوات— عند كل بيت، فأنت حسود، وإذا لم تصفِّق لكل شطر فأنت لئيم خبيث، أما إذا نقدت فأنت كافر بالعباقرة، تتهاون بنوابغ الأمة.

...

فهل من نُقّاد مخلصين للفن لا يحابون كاتبًا ولا يمالئون شاعرًا، فلا يكيلون الثناء لشهير، ولا يتعامون عن جيد جاء من نكرة؟

...

فَلْتتركَنَّ الصحف هذه الطلاسم التي ترقي بها قرَّاءها، وتنفج الأدباء حتى يصبحوا كالقطن المنفوش.

حقًّا إن محصولنا الأدبي في تأخُّر مستمر، ونحن على أبواب مجاعة روحية، فأدباؤنا اكتفوا بشهرة جوفاء تذهب بذهابهم كصدى ينقطع بانقطاع الصوت، إنهم كتلك الزهرة «شب الليل» التي تعيش في الظل ليلةً واحدة.


- مارون عبود | كتاب: على المِحَكِّ، مقال: أنقدٌ أم حسد؟


ولكم أن تتخيلوا أن مارون كتب هذا عامَ 1934، أيامَ طه حسين والعقاد وغيرهم...

فكيف بحال ما يُنتجه أدباء اليوم؟!

ليست هناك تعليقات