بحث حول الأنتخابات الرئاسية في الجزائر



الأنتخابات الرئاسية في الجزائر
مقدمة : 
تعتبر الجزائر من بين الدول العربية التي إنتهجت التعددية الحزبية و التداول على السلطة بعد احداث مظاهرات 5 اكتوبر 1988 و المطالبة الجماهيرية بالتعددية الحزبية بعد سيادة الحزب الواحد ، و المتتبع لسيرورة النظام الجزائري سيجد ان اول إنتخابات رئاسية جرت في 15 نوفمبر 1995 و ترشح لها كل من : 
اليمن زروال ( مرشح حر ) 
محفوظ نحناح ( حركة مجتمع السلم ) 
سعيد سعدي ( التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية ) 
نورالدين بوكروح ( حزب التجديد الجزائري ) 
و لقد فاز بهذه الانتخابات اليمين زروال بحصوله على 61٪ من إجمالي الأصوات .
و من ثم تم إجراء الانتخابات الرئاسية كل 5 سنوات 
و كانت سنة 1999 و 2004 و 2009 و 2014 و فاز بها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة 
و خلال بحثنا هذا سوف نتطرق الى معالجة الانتخابات الرئاسية و تسليط الضوء على شروط الترشح و الانتخاب و عملية الفرز و اعلان الفائز .
مما دعانا الى طرح الاشكالية التالية : 
كيف يتم إنتخاب رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري ؟ 
و اما بخصوص الأسئلة الفرعية فهي 
ماهي شروط الترشح لرئاسية الجمهورية ؟
ماهي شروط الانتخاب؟
كيف يتم تنظيم الحملات الانتخابية ؟
كيف تتم عملية الفرز و اعلان الفائز ؟
و اعتمدنا في بحثنا هذا على المنهج الوصفي و التاريخي و قمنا بإنتهاج الخطة التالية :
مقدمة 
المبحث الأول : مفهوم الانتخابات الرئاسية في الجزائر 
المطلب الاول : تعريف الانتخابات و شروط الترشح للرئاسيات 
المطلب الثاني : تنظيم القوائم و الحملات الانتخابية 
المطلب الثالث : عملية الاشراف و فرز الاصوات و إعلان النتائج
المبحث الاول : مفهوم الانتخابات الرئاسية في الجزائر 
المطلب الاول: تعريف الانتخابات و شروط الترشح للرئاسيات 
أولا : تعريف الانتخابات : 
المعنى اللغوي : إنتخب الشيء أي إختاره 
المعنى الاصطلاحي : الانتخاب هو قيام الشعب بإختيار أفراد يمثلونهم في مزاولة السيادة نيابة عنهم .
و هو ايضا وسيلة بموجبها يختار المواطن الاشخاص الذين يسندون اليهم مهمة ممارسة السلطة و الحكم نيابة عنهم .
و تكمن اهمية الانتخاب في إضفاء الشرعية للفئات الحاكمة و تطوير الاتصال بين الشعب و السلطة .
ثانيا : شروط الترشح للرئاسيات 
يترشح الفرد للرئاسيات و يكون اما ممثلا حرا او ينتمي لأحد الاحزاب السياسية ، لكن يجب عليه ان يتمتع بعدة شروط و هي : 
ان يقدم طلبا للمجلس الدستوري يبين فيه : 
اسمه و لقبه و توقيعه و مهنته و عنوانه ، و يجب ان يرفق الطلب بعدد من السندات اهمها : 
شهادة ميلاد ، شهادة جنسية اصلية ، التصريح بكل الممتلكات العقارية ، شهادة تثبت مشاركته في ثورة التحرير للمولودين قبل 1 جويلية 1942 و شهادة تثبت عدم تورط والديه ضد الثورة بالنسبة للمترشحين الذين ولدوا بعد 1 جويلية 1942
كما يقوم بجمع 600 توقيع على الاقل لأعضاء منتخبين في المجالس المختلفة من 25 ولاية على الاقل ، أو جمع 75 الف توقيع فردي على الاقل لمواطنين مسجلين في القاىمة الانتخابية من 25 ولاية على الاقل .
و لا يقبل انسحاب المترشحين بعد ايداع ملفات الترشح الا بالوفاة او حدوث مانع قانوني كدخوله للسجن .
المطلب الثاني : تنظيم القوائم و الحملات الانتخابية 
اولا : 
تنظيم القوائم : يعتبر كل جزائري و جزائرية ناخبا اذا بلغا سن 18 سنة كاملة يوم الاقتراع و كان يتمتعا بكامل حقوقهما السياسية و المدنية بشرط ان يكونا مسجلين في القائمة الانتخابية للبلدية التي يسكونا بها .
و يكون التسجيل في القواىم الانتخابية اجباري و يتم مراجعة القواىم ابتداءا من اول اكتوبر من كل سنة .
و لا يسجل في القائمة الانتخابية من حكم عليه في جناية او بعقوبة حبس او سلك سلوكا اثناء الثورة التحريرية .
و يمكن لاي مقيم بالخارج شطب اسمه من القائمة الانتخابية و اعادة تسجيل نفسه لدى القنصلية الجزائرية بالخارج .
و بخصوص بطاقة الناخب فإدارة الولاية هي من تقوم بإصدارها و تكون صالحة لكل العمليات الانتخابية .
ثانيا : الحملات الانتخابية 
تكون الحملة الانتخابية مفتوحة لمدة 21 يوم قبل الاقتراع و تنتهي قبل يومين من تاريخ الاقتراع ، و يمنح للمترشحين مجال عادل في وسائل الاعلام التلفزية و الاذاعية ، و يتم خلالها الكشف عن مشاريع و برامج كل مترشح ، و اتاحة الفرص لإلصاق الملصقات و عقد تجمعات .
و يمنع خلال الحملة الانتخابية استعمال اللغات الاجنبية للدعاية و استعمال الطرق الاشهارية التجارية و الوسائل و الممتلكات العامة .
و يمنع استخدام اماكن العبادة و مؤسسات التعليم لأغراض الدعاية .
و تتكفل الدولة بنفقات طباعة بطاقة الناخب و النفقات القائمة على تنظيم الانتخابات .
و يحظر على كل مترشح قبول هبات نقدية من اي دولة اجنبية .
المطلب الثالث : عملية الاشراف و فرز الاصوات و اعلان النتائج 
اولا : الاشراف و مراقبة الانتخاب : 
يقوم المجلس الدستوري بمراقبة الانتخابات كما يقوم بفحص طلبات الترشح .
و يقوم المراقبون الدوليون و كذا اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخاب بالاشراف على مراقبة العملية الانتخابية .
و كان حضور اللجان و المراقبون الدوليين بطلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد التعديل الدستوري الذي صدر في 15 نوفمبر 2008 و الذي نشر في الجريدة الرسمية رقم 63 المؤرخة في 16 نوفمبر 2016 .
ثانيا : عملية الفرز و اعلان الفائز بالرئاسيات 
- يجرى الفرز علنيا و يتم في مكاتب التصويت و يعين أعضاء مكتب التصويت فارزين إثنين من بين الناخبين المسجلين في هذا المكتب و يوضع في كل مكتب محضر نتائج الفرز و مكتوب بحبر لا يمحى ، و من ثم يتم جمع كل صناديق التصويت و جمع جميع المحاضر داخل البلدية لتتولى اللجنة الانتخابية للبلدية احصاء النتائج المحصلة على مستوى البلدية و تسجيلها في محضر محرر في ثلاث نسخ ترسل إحداها الى اللجنة الانتخابية الولائية و التي بدورها تقوم بإحصاء النتائج المحصل عليها على مستوى الولاية .
إعلان النتائج : 
يتم إعلان النتائج النهائية للإنتخابات الرئاسية من طرف المجلس الدستوري بعد المداولة عن طريق اعلان يتم وضعه في الجريدة الرسمية كما يتم ايضا اعلان الفائز بالرئاسيات في وسائل الاعلام السمعية البصرية ، و بهذا يكون الفاىز هو رئيس الجمهورية لمدة 5 سنوات حسب المادة71 من الدستور و يحق له الترشح ل 3 عهدات رئاسية متتالية حسب المادة 74 من الدستور
المبحث الثاني : مسار الإنتخابات الرئاسية في الجزائر
المطلب الاول : الانتخابات الرئاسية سنة 1995 
اجريت اول انتخابات رئاسية بنظام التعددية الحزبية في الجزائر في نوفمبر 1995 بعد انتهاء الفترة الانتقالية التي كان اليمين زروال رئيسا فيها ، و لقد اعلن اليمين زوال القيام بإجراء إنتخابات رئاسية ، و قد استطاع اربعة مترشحين إستكمال كل شروط ، فحين تم رفض ملف كل من لويزة حنون ( حزب العمال ) و رضا مالك ( التحالف الوطني الجمهوري ) و ذلك بسبب عجزهم عن جمع 75الف توقيع .
و من بين المترشحين الذي تم قبول ملفاتهم نجد : 
اليمين زروال ( مرشح حر )
محفوظ نحناح ( مجتمع السلم ) 
سعيد سعدي ( التجمع من اجل الثقافة و الديموقراطية ) 
نور الدين بوكروح ( التجديد الجزائري ) 
و لقد فاز بهذه الانتخابات اليمين زروال ب 61٪ من الأصوات يليه محفوظ نحناح 25٪ و سعيد سعدي 09٪ و نور الدين بوكروح 04٪ 
و لقد قيل عن هذه الانتخاب انها ليست نزيهة .
المطلب الثاني : الانتخابات الرئاسية سنة 1999
بعد اعلان الرئيس اليمين زروال اجراء انتخابات رئاسية مسبقة في 11 سبتمبر 1998 و تحديد 15 افريل موعد اجراء الانتخابات للرئاسية ، نتج عنه تكتلات و انقسامات داخل الاحزاب المختلفة ، فلقد تم سحب الثقة من الطاهر بعيبش رئيس التجمع الديمقراطي و عبد الله جاب الله رئيس حركة النهضة بسبب عدم دعمهم للمرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة .
و لقد أودع 17 ملف امام المجلس الدستوري ، ليتم قبول 7 مرشحين و هم : 
آيت احمد محند الحسين 
عبد العزيز بوتفليقة 
مولود حمروش 
يوسف خطيب 
عبد الله جاب الله 
سيفي مقداد 
احمد طالب الابراهيمي 
و أفرزت النتائج فوز المرشح عبد العزيز بوتفليقة ب 73،79٪ و جاء احمد طالب الإبراهيمي بة12،53٪
المطلب الثالث : الانتخابات الرئاسية 2004
بعد تحسن الاوضاع الامنية في الجزائر و نشوء خلافات بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و علي بن فليس الذي اعلن ترشحه للرئاسيات و هو على رأس الحكومة مما ادى إلى إقالته في 5 ماي 2003 و تعين احمد اويحي مكانه .
كما شهدت هذه الفترة مقاطعة جبهة القوى الاشتراكية للإنتخابات .
و لقد تم قبول 6 مترشحين عن احزاب مختلفة و هم : 
عبد العزيز بوتفليقة مرشح التحالف 
علي بن فليس جبهة التحرير 
عبد الله جاب الله حركة الاصلاح الوطني 
سعيد سعدي التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية 
على فوزي رباعين عهد 54 
و لقد فاز بهذه الانتخابات عبد العزيز بوتفليقة ب 85،1٪ 
يليه علي بن فليس ب 6،5 ٪
المطلب الرابع : الانتخابات الرئاسية 2009 و 2014
بعد طرح فكرة تعديل الدستور و اعطاء الحق للرئيس في الترشح اكثر من مرتين متتاليتين و ذلك من اجل استمرار السلطة الحاكمة ، نتجت معارضة من حزب التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية الذي صوت رفقة حزب القوى الاشتراكية ضد هذا التعديل ، بينما ساندت هذا التعديل حركة حماس و التجمع الوطني الديمقراطي و جبهة التحرير و حزب العمال 
و لقد تقدم العديد من المواطنين بملفات الترشح لرئاسيات 2009 و فاقت 50 ملفا لكن تم قبول 6 مترشحين فقط و هم 
عبد العزيز بوتفليقة ( التحالف الرئاسي )
موسى تواتي ( الجبهة الوطنية ) 
لويزة حنون ( حزب العمال ) 
محمد السعيد ( حركة العدل و الوفاء الغير متعمد ).
فوزي رباعين ( عهد 54)
محمد جهيد يونسي ( حركة الاصلاح الوطني ) 
و لقد استطاع عبد العزيز بوتفليقة بإنتزاع الصدارة ب 90،4 ٪ من الاصوات تليه لويزة حنون ب 4،22٪ 
و اما بخصوص إنتخابات 2014 التي جاءت بعد مد و جزر بسب الشكوك حول ترشح عبد العزيز بوتفليقة و الذي ترشح بعدها ، رفقة كل من علي بن فليس و لويزة حنون و موسى تواتي . و هذه الانتخابات فضيحة سرقة السيارة التي كانت تحمل التوقيعات للمرشح رشيد نڨاز .
و هذه الانتخابات ايضا شهدت تفوق الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة على المترشحين الاخرين ب 81،53 ٪ 
ليبقى هو الرئيس الحالي للجمهورية الجزائرية في إنتظار ما تفرزه إنتخابات 2019 
الخاتمة : 
لقد شهدت الجزائر منذ 1988 تطورا جذريا في عملية التعددية الحزبية و التخلص من سلطة الحزب الواحد المسيطر و المهيمن على زمام الامور في الدولة الجزائرية ، فإستطاعت الجزائر ان تبرمج 5 إنتخابات رئاسية في تاريخها ابتداءا من 1995 الى يومنا هذا و هذا تطور ملحوظ في المنظومة التعددية الجزائرية و كذا نتج عنه ازيد من 60 حزب تتنافس فيما بينها لتمثل الشعب و التداول على السلطة في جميع المجالس .
لكن ما نلحظه كدارسين ان التعدد الحزبي في الجزائر لم يقم بدوره و ذلك لغياب المنافسة و الولاء الكلي للحزب الواحد ألا وهو جبهة التحرير الوطني ، و هذا ما يجعل السلطة موجودة في كفة واحدة .
قائمة المراجع و المصادر :
الغول وهيبة ، الانتخابات الرئاسية في الجزاىر دراسة المسار و التداعيات ، مذكرة نيل شهادة الماستر في العلوم السياسية و العلاقات الدولية ، جامعة محمد خيضر ، بسكرة : 2013/2014
محمد بوضياف ، مستقبل النظام السياسي الجزائري ، اطروحة دكتوراه ، جامعة الجزائر ،كلية العلوم السياسية و الاعلام 200

ليست هناك تعليقات