مؤسس مصر الحديثة "محمد علي"

 مؤسس مصر الحديثة "محمد علي"


بقلم:مريم عباس✍️


-ولد "محمد علي" في "قولة" التابعة لمحافظة "مقدونيا" شمال "اليونان" عام ١٧٦٩م ووالده "ابراهيم آغا" توفي وهو في الرابعة من عمره، ولما بلغ أشده التحق بالجهادية فأبدي شجاعة لا مثيل لها فقربه الحاكم و زوجه من امرأة شديدة الجمال وغنية تسمي "امينة هانم".


-بداية دخوله الي مصر وتوليته حكمها كانت عندما ارسلت الدولة العثمانية جيش الي مصر لطرد الفرنسيين منها وكان هو من ضمن القوي التي اشتركت في موقعة "ابي قير البرية"، وبعد خروج الفرنسيين من مصر ، وكما نعرف كان هناك صراع علي الحكم بين المماليك والعثمانيين والانجليز ولكن استمرت مصر ولاية عثمانية، ومع استمرار فرض الضرائب والاتاوات على الاهالي قاموا بالعديد من الثورات اهمها ثورة "١٨٠٤" ومن هنا بدأت شخصية" محمد علي"  وبدأ دهائه السياسي في الظهور، حيث جاهر بالانضمام الي العلماء والمشايخ واختلط بالأهالي الساخطين وتعهد لهم ان يبذل قصاري جهده لرفع الضرائب، كما ظهر بمظهر غير الطامع في الحكم عندما اقترح تعيين "خورشيد باشا" واليا على مصر وبهذا الموقف كسب عطف الشعب وثقتهم، فأجتمع زعماء الشعب لأول مرة في "دار المحكمة" وقرروا عزل"خورشيد" الوالي العثماني وتعيين "محمد علي"واليا علي مصر بدلا منه فوافق السلطان العثماني علي قرارهم وكانت تلك اول مرة في التاريخ ان يعزل والي ويعين آخر بإرادة الشعب.

-‏


-بدأ "محمد علي" بعد توليته الحكم في اتخاذ إجراءات تساعدة علي الانفراد بالحكم دون وصاية او رقابة من احد فقرر التخلص من الزعامة الشعبية "السبب الرئيسي في توليته الحكم"


فأخذ يترقب الوقت المناسب للتخلص من "عمر مكرم" نقيب الاشراف ، وانقسام الزعامة حول مكانة عمر مكرم ساعد "محمد علي" علي ذلك فعزل عمر مكرم من نقابة الاشراف ونفاه الي دمياط عام ١٨٠٩م، وتخلص من المماليك عن طريق "مذبحة القلعة" الشهيرة، وبعد تخلصه منهم حقق انفراده بالحكم وبدأ في بناء مصر الحديثة، حيث عمل علي بناء مصر اقتصاديا فإهتم بالزراعة وانشأ "القناطر الخيرية" وطبق نظام الاحتكار، كما اهتم بتطوير الصناعة واقام مصانع الغزل والنسيج و السكر، واهتم ايضا بالتجارة والنقل والمواصلات؛ حيث طهر البحر الأحمر من حركة القرصنة وحفر الترع و بني اسطول في البحريين الاحمر والمتوسط، بالاضافة الي اهتمامه بالتعليم والثقافة واشتهر بإرسال البعثات الي اوروبا وكان ابرز اعضائها: "رفاعة الطهطاوي،علي مبارك" واسهموا في استمرار النهضة التعليمية بعد عودتهما من أوروبا.


-واستمر "محمد علي" في البناء والنهضة في مصر في كافة المجالات ابرزها اهتمامه ببناء جيش نظامي قوي لاول مرة في مصر بعد ان كان الجيش عبارة عن مرتزقة تنفذ ما يأمرها به الوالي مقابل الاموال فهو له الفضل في بناء هذا الجيش، وبالرغم من مساوئه الا انه يستحق لقب"مؤسس مصر الحديثة"


ولكن الشئ الذي كسر شوكة محمد علي ونفوذه لم تكن دولة واحدة بل وابل من الدول بتطبيقهم " معاهدة لندن" 1840م التي تعتبر  بداية نهاية "محمد علي" بعد ان اتفقت الدول الكبري على الحد من تقدمه في البلاد واستيلاؤه عليها لانه يعد خلل في التوازن الدولي بالنسبة للدول الاوروبية فإنسحب الجنود المصريين من الشام وفصلت عن مصر وعادت الي الدولة العثمانية وتخلت فرنسا عن وعودها للوقوف بجانب "محمد علي"،  خلالها اصيب بحالة من الخرف وتشوش العقل وازداد حزن "محمد علي"بعد مرض ابنه "ابراهيم باشا" الشديد، وبعد ان اشتد المرض عليه وأصبح توليه الحكم امر مستحيل تم عزله وتولي "ابراهيم" لمده ٦ اشهر فقط ثم توفي، وفي ذلك الوقت كان "محمد علي" قد اشتد عليه المرض والخرف فلم يستوعب خبر وفاة "ابراهيم" ثم بعد بضعة اشهر توفي" محمد علي" في قصر" رأس التين بالاسكندرية" عام ١٨٤٩م، ونقل جثمانه الي القاهرة حيث دفن في الجامع الذي كان قد سبق وبناه في القلعة.



#قسم_التاريخ_والاثار

ليست هناك تعليقات