كتاب الدولة في الفكر الإباضي محمد صابر عرب

 لقد عنيت هذه الدراسة بتاريخ الفكر الإباضي بمعناه الديني والسياسي عبر ما يزيد على ثلاثة عشر قرنا. وبينها كانت عان الحاضن الأول لمشروع الدولة الإباضية، راحت تلك الدعوة تشق طريقها بقوة نحو أرض جديدة في إفريقيا، متسمة بقدر من الواقعية.


إن الفكر الإباضي لم يتكون دفعة واحدة؛ وإنها بدأ بقضية الخلافة، ثم راحت القواعد الشرعية تتوالى وفقا لسياقها التاريخي؛ حينها انخرط الإباضية في مجتمع العراق بكل قسوته أحيانا، وتسامحه في بعض الأحيان. فراحوا يبيعون ويشترون وهم يتحاورون بهدوء وتؤدة، ينشدون مجتمعا تسوده العدالة والحرية، تحت قيادة عبد الله بن إباض.






لقد شغلت قضية الإمامة مساحة كبيرة في الفكر الإباضي؛ لذا رفضوا الاعتراف ببيعة معاوية، ويزيد، وغيرهما من الأمويين؛ اعتقادا منهم بأنهم فقدوا كل شروط الإمامة، وفي مقدمة تلك الشروط الاختيار، فضلا عن حق الأمة في عزل الإمام الذي يفقد شرطا من شروط البيعة.


کا کفل الفكر الإباضي حقوقا طبيعية للناس لا يجوز الاقتراب منها؛ كحق الناس في أن يعيشوا في أمان، وأن تصان أموالهم وأرواحهم وأعرافهم. واللافت للنظر أن الفكرة الإباضية في الحكم والسياسة وإدارة شئون الدولة كانت من أكثر نظريات الفرق الإسلامية ميلا إلى الديمقراطية.

.

.

الدولة في الفكر الإباضي

محمد صابر عرب

ليست هناك تعليقات