ضم النحل وتقوية الطوائف
ضم النحل وتقوية الطوائف: وحدة من الوحدات القوة التي تكون القطيع الذي يقوم النحال بتربيته, ولذلك يعتبر المنحل إذا كانت جميع طوائفه مستوي واحد من القوة, منحلا جيدا.
أما وجود طوائف قوية وأخرى ضعيفة في منحل واحد يعتبر دليل على نقص في إدارة العمل ومن الأفضل أن تكون جميع الطوائف متوسطة القوة فذلك أجدى من وجود تباين كبير بين قوى الطوائف المختلفة.
تتأثر الطوائف المختلفة بشدة بالتغيرات التي تحدث في العوامل لجوية, ومثل هذه الطوائف تكون عرضة للتأثيرات البيئية وأقل احتمالا من الطوائف القوية وخصوصا في الشتاء , وأواخر الخريف حيث يقف نشاط النحل وتقل مقاومته للجو المتغير, كما أن مثل هذه الطوائف الضعيفة تكون عرضة لفتك الأمراض التي تصيب النحل,وتسهل مهاجمتها من قبل الأعداء , حيث أن عدد النحل في هذه الطوائف الضعيفة يكون قليلا, فأن العاملات تعجز عن الدفاع عن مسكنها في حالة هجوم النحل من الطوائف القوية عليها فتكثر بذلك حوادث السرقة مما يسبب هلاك الطائفة .
وقبل التحدث عن ضعف الطائفة يجب التحدث عن أسباب ضعفها وشرحها.
العوامل التي تسبب ضعف الطائفة:
كبر سن الملكة: كبر سن الملكة أو فقدانها لأحد أعضائها يسبب انخفاضا في وضع البيض الذي تضعه الملكة فيقل عدد الأفراد في الخلية وينتج عن ذلك الضعف.
فقدان الملكة: تحدث هذه الظاهرة لعدة أسباب هي :
وقوعها على الأرض عند فحص الخلية.
إصابتها بأحد الأمراض ثم موتها.
قد تفقد الملكة أثناء هجوم النحل السارق على الطائفة.
قد يقتل النحل الملكة عندما لا يجد فيها الكفاءة التي يتطلبها النحل من ملكيه.
ظهور الأم الكاذبة: يعتبر ظهور الأم الكاذبة في الخلية أكبر خطر على الطائفة التي يكون مآلها الدمار المؤكد.
الجهل بإجراء عملية التقسيم: أن تقسيم الخلية تقسيما جائرا. خصوصا إذا كانت في الأصل ضعيفة إلى خليتين تكون نتيجة إنتاج طوائف ضعيفة.
الإصابة بدود الشمع: وهي من أشد أعداء النحل فتكاً.
الدبور: يعمل انتشار الدبور على الطوائف بإضعافها وخصوصا عندما يبدأ في الانتشار في الوقت الذي يبدأ فيه النحل في إعداد نفسه لعملية التشتية, حيث لا يمكن تعويض أي فقد في النحل.
الأمراض: إن إصابة النحل بالأمراض أكبر عامل في اضمحلال الطائفة.
ضعف التغذية: إن عدم العناية بتوفير الغذاء في الخلية دائما أو تغذية النحل بمواد غير ملائمة تضعف الطائفة.
المسكن غير الملائم: إن تعريض النحل إلى الحر الشديد كتعريضه للبرد الشديد يساهم إلى حد كبير في إضعاف الخلية.
السرقة: عندما تفقد الخلية عندما تهاجم الطوائف القوية على الخلية للسرقة تتسبب في موت عدد كبير من الحراس كما أنها تفقد غذائها التي بذلت جهدا كبيرا في جمعه يؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى ضعفها.
التطريد: التطريد وسيلة من وسائل التكاثر الطبيعي ولكن النحال يجهد من أجل منعه , لأن الطائفة تفقد فيه عدد كبير من النحل ويؤدي ذلك إلى ضعف الخلية.
سوء استخدام المبيدات الحشرية: إذا جرى استعمال المبيدات السامة وقت تزهير النباتات. تعرض الطوائف إلى فقدان عدد كبير من النحل نتيجة تسممه بهذه المركبات.
لهذا العلاج شقان : الأول تحاش الأسباب المؤدية إلى ضعف الخلية والثاني ضم الخلايا
الضم: الضم جمع طائفتين ضعيفتين لتكوين طائفة قوية, أو إضافة نحل طائفة ضعيفة إلى نحل قوية لأن ترك الطائفة الضعيفة وحدها يعرضها للهلاك
مواعيد الضم:
تضم الطوائف عادة بعد تمضية الشتاء قبل موسم النشاط, فيعرف مربي النحل الطوائف الضعيفة, ويضمها إلى الطوائف القوية حتى يمكن للطائفة العمل في موسم فيض العسل.
ضم الطرود بعد خروجها من الخلايا في موسم التطريد ( أفريل حتى جوان) كل طردين معا ليكونا طائفة قوية, أو ضم الطرود إلى طائفة ضعيفة.
تضم الطائف الضعيفة إلى الطوائف القوية في فصل الخريف قبل حلول الشتاء كي يتمكن من تمضية الشتاء.
الخطوات التي يجب إتباعها قبل إجراء عملية الضم:
إن نحل الطائف لا يقبل بسهولة دخول نحل أجنبي على مسكنه ولو كان بنفس السلالة, فالنحل بالغريزة يعرف نحل طائفته برائحته الخاصة فلكي نتمكن من دمج طائفتين يجب أولا أن نتخلص من هذه العادة في النحل.
كما أن من الطبيعة النحل معرفته لمسكنه من المعالم التي تحيط به, وهو يتعود على المكان الموجود فيه مسكنه, كما أنه يعتاد على الرجوع إلى مكانه إذا خرج منه , ولما كانت الطوائف التي يراد ضمها متباعدة عن بعضها البعض, فلهذا يجب تدريب النحل على المكان الجديد المزمع نقله إليه.
ولذلك يجب علاج الحالتين السابقتين اللتين ذكرتا قبل الشروع في الضم.
أن تغذية النحل المراد ضمه إلى بعضه على محاليل سكرية يوجه النحل على عملية تشغله , وإن تغذية النحل في اليوم السابق للضم تجعل النحل في حالة شبع وأقل ميلا للسع , مما يسهل عملية الضم, ولذا كان من المحتم تغذية النحل يومين متتاليين قبل الضم.
إذا كانت الخليتان المحتويتان على الطائفتين المراد ضمهما في صف واحد فإن كل خليتين من هاتين الخليتين تحرك باتجاه الأخرى مسافة لا تزيد عن 30 60 سم كل يوم وبذلك لا يفقد النحل مكان الخلية إذا خرج منها, فيرجع بسهولة إليها فعندما تصبح الخليتان متجاورتين بعد عدد من الأيام تكون حالة خروج النحل ودخوله إليها طبيعية.
أما إذا كانت الخليتين المراد ضمهما بعيدتين عن بعضهما فتترك إحدى الخليتين في المكان المستديم , أما الثانية فيقفل بابها عند الغروب بحيث يكون جميع النحل السارح قد دخل إلى الخلية وترفع وتنقل إلى جانب الخلية التي ستضم إليها وتترك الخلية مقفلة لمدة يومين على الأقل ثم يفتح على النحل بالتدريج فيخرج من النحل إلا القليل يتعود على المكان الجديد بعد أن فقد معالم مكانه القديم مدة حبسه, ومن الملاحظ قبل عملية النقل تزويد النحل بكمية كافية من الغذاء الصناعي المناسب,كما يحسن استخدام الأعشاب الخضراء لقفل المدخل, حتى إذا ما جفت بعد يومين يعمل النحل على قرضها ويخرج تدريجيا.
بعد هذه العملية التمهيدية تجري عملية الضم بإحدى الطرق الآتية.
ـ ضم الطوائف باستخدام التدخين لشديد:
يستخدم الدخان في عملية ضم الطوائف لما لهمن خاصية تهدئة النحل وإكسابه رائحة واحدة لنحل الطائفتين وصرف نحل كل طائفة عن تمييز النحل الغريب , وبعد زوال تأثيره يكون نحل كلتا الطائفتين قد امتزج وأصبح ذو رائحة واحدة.
وفيما يلي وصف لعملية الضم:
تقرب الخليتان حتى تصبحا متلاصقتان كما شرح سابقا.
ينتخب النحال أصلح الملكتين ويعدم الأخرى, وتوضع الملكة في صندوق صفر الملكات مع بعض عاملاتها وتزود الملكة وعاملاتها بقليل من القندة للتغذية
يدخن النحال على نحل الطائفتين تدخينا شديدا.
بعد فترة قصيرة يبدأ في نقل الأقراص بما عليها من نحل من خلية إلى أخرى ويستحسن نقل الطائفة التي أعدمت ملكتها كما يجب التدخين على كل قرص بعد نقله.
توضع الإطارات بما تح من أقراص شمعية عليها النحل بالتبادل مع أقراص الطائفة الأخرى وتترك متباعدة قليلا حتى تتم عملية النقل, لأن ذلك يقلل من هياج النحل, وتستمر من حين لآخر في التدخين, وبعد , وبعد تمام نقل التمام نقل الإطارات تدفع لتلتصق ببعضها, ثم يوضع الحاجز الخشبي بجوار القرص الأخير إن كان عددها أقل من عشرة أقراص.
يوضع القفص المحتوي على الملكة بين قمتي إطارين من إطارات الحضنة بحيث يكون الوجه المحتوي على التجاويف والمغطى بالسلك إلى أسفل ويزاح الغطاء السلكي حتى يكشف فقط على حلاوة القندة الموضوعة التجويف الصغير كي يتمكن النحل من إطلاق صراح الملكة بأكله هذا الغذاء.
ترفع الخلية الفارغة وتنقل الخلية التي بها النحل وتحرك حتى تصبح في وضع وسطي بين موضع الخليتين قبل عملية الضن.
فحص الطائفة الجديدة بعد يوم أو يومين لمعرفة النتيجة, وإذا كان النحل لم يفرج بعد عن الملكة يخرجها النحال ولا خوف عليها بعد ذلك, وإذا لوحظ أن عدد الأقراص زائد عن الحاجة ترفع الأقراص الزائدة.
تغذى الطائفة بعد عملية الضم لفترة من الزمن.
ـ الضم باستخدام الزيوت العطرية:
يعترض بعض النحالين على الطريقة السابقة لأن التدخين الشديد قد يؤدي إلى هلاك عدد كبير من النحل, ولذلك تتبع هذه الطريقة يحضر محلول سكري أو مائي ويضاف إليه زيت عطري قوي الرائحة, يرش به نحل الطائفتين قبل عملية الضم مباشرة فيكون له تأثير المهدئ لأن النحل المبتل قليل التضارب كما أن الرائحة القوية تفقد رائحة النحل الغريب, أما باقي الخطوات فهي نفسها التي ذكرت في الطريقة السابقة.
ويجب أخذ الاحتياط عند إستعمال الزيوت العطرية لأن نحل الطوائف القوية يهجم على الخلية ضنا منه وجود غذاء لذلك يجب تضييق فتحة الخلية إلى أقصى حد ممكن وفحصها باستمرار, إلى أن تتم عملية الضم ولذلك تفضل طريقة الرش لأنها وقتية.
ـ ضم الطوائف باستخدام الدقيق( الغاريف): يمكن ضم الطوائف باستعمال أي مادة دقيقية ( مرحية ) ذات رائحة للتضليل والمستعمل بكثرة دقيق القمح.
تقرب الخلايا المراد ضمها كما سبق وتعمل جميع الأمور التمهيدية الأخرى .
وقبل ضم الطوائف تعفّر كل طائفة تعفيرا غزيرا وينثر الدقيق على المدخل بكثرة ثم تنقل الأقراص بعد ذلك إلى الخلية الأخرى والفائدة من نثر الدقيق أن النحل ينصرف إلى إزالة المادة الغريبة عن جسمه فيصرفه ذلك عن قتال النحل الغريب, وبعد إن يتخلص النحل من الدقيق يكون قد اختلط مع نحل الطائفة الأخرى واكتسب كل منهما رائحة واحدة فينعدم سبب القتال.
استخدام ورق الجرائد: تعتبر هذه الطريقة من أهم الطرق المتبعة في ضم الطوائف الضعيفة, دون أن ينشأ عنها أي ضرر للنحل إذا أتبعت بدقة.
تقرب الخليتان من بعضهما حتى تصبحا متجاورتين.
تنتخب إحدى الملكتين وتعدم الأخرى, وتفتح الخلية التي انتخبت ملكتها وتغطى بطبقة من ورق الجرائد بعد عمل عدة ثقوب فيها بدبوس أو مسمار رفيع. مع بقاء الملكة المختارة في الصندوق مع العاملات
يرفع صندوق التربية التي أعدمت ملكته ويوضع فوق صندوق التربية للطائفة الأخرى فتكون قطعة الجرائد فاصل بين الخليتين ثم تقفل الخلية.
ليس للنحل الموجود في الصندوق فتحة للخروج ولذلك يشغل في البحث عن مخرج له خلال الحاجز الورقي بأن يقرضه, كما أن صوت القرض يجذب النحل الموجود في الأسفل ولكن بعد فترة من الوقت وبالتدريج فيؤدي إلى اكتساب النحل العلوي رائحة النحل السفلي, وذلك لأن تهوية الخلية تمر من باب الخلية السفلية إلى الخلية العليا فيمر الهواء حاملا معه رائحة النحل السفلي فيكسبها للنحل العلوي ويتعود عليها في الوقت نفسه, فعندما يمر النحل من الأسفل لإل الأعلى أو العكس تكون الطائفتين قد اعتادتا على بعضهما فلا يحصل القتال.
بعد إجراء هذه الخطوات بأيام ثلاثة تفتح الخلية بالتدخين المعتاد ثم يعدل وضع الأقراص بحيث تكون المحتوية على الحضنة في الوسط تحيط بها من الجانبين الأقراص المحتوية على العسل وحبوب اللقاح.
تقوى بعد ذلك الطائفة بالأغذية الصناعية المناسبة.
ضم الطرود: هناك حالتان
أولا: إذا صادف أن خرج طردان من خليتين مختلفتين, في وقت واحد بضم هذان الطردان إلى بعضهما في خلية جديدة, وذلك بتهيئة أقراص كافية فيها ثم تنتخب إحدى الملكتين, ويدخن على الطردين ويوضعان معا على الأقراص وتقفل الخلية بعد إدخال الملكة, ويلاحظ أن نحل الطردين يقبل بعضه بعض دون قتال.
ثانيا:إذا أردنا أن نضم طردا إلى طائفة ضعيفة أخرى, تعزل الملكة غير المرغوب فيها ثم توضع أمام الخلية الموجودة فيها الطائفة الضعيفة لوحا خشبيا مستطيلا, يسند طرفه الضيق إلى لوح الطيران, ويسند طرفه الضيق الآخر على قالب من الخفان أو الطوب الأحمر, ثم ندخن على مدخل الخلية ونفتحها وندخن على النحل تدخينا بسيطا إلى أن يملأ حوصلته بالعسل, ثم نهز كل قرص على اللوح الخشبي فيتساقط نحا الخلية الضعيفة على هذا اللوح, ثم نضع الطرد مباشرة على هذا النحل وندخن على الجميع ونحرك اللوح الخشبي قليلا وذالك برفع وخفض الطرف الضيق منه البعيد عن الخلية وذلك كي يسرع النحل في الدخول إلى الخلية, وتفضل هذه الطريقة عن وجود ملكة ضعيفة في الطائفة ووجود طرد يراد ضمه إلى الخلية لتقويتها , فتقتل الملكة الضعيفة وتصبح ملكة الطرد أما للطائفة
التعليقات على الموضوع