أسباب الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830

1- النوايا الفرنسية و مشاريعها لاحتلال الجزائر:
• نية ملك فرنسا لويس التاسع في الثلث الأخير من القرن 13 في احتلال الجزائر ، بعد تمكنه من شن حملة عسكرية على المنصورة بمصر سنة 1249 ، و أخرى على تونس سنة 1270 ، غير أن شارل التاسع مات دون تحقيق حلمه سنة 1270.
• نية ملك فرنسا شارل التاسع في عام 1572 غزو الجزائر و تعيين أخيه دوق دانجو ( le duc d’Anjou ) ملكا على الجزائر ، منتهزا حالة ضعف الأسطول الجزائري ( و لو كان ضعفا مؤقتا ) بعد المعركة البحرية التي ألحقت أضرارا كبيرة به رفقة الأسطول العثماني يوم 9 أكتوبر 1571 .
• في عهد لويس الخامس عشر راودت فرنسا فكرة احتلالها للجزائر مرة أخرى ، حيث تمت دراسة كيفية تنفيذ خطة وضعها لوفور ( Lefort ) سنة 1763 ، تحت عنوان " مذكرة لتخريب الجزائر ".
• في عهد لويس السادس عشر تمت دراسة خطة لغزو الجزائر ، أعدها القنصل الفرنسي العام بالجزائر " دو كيرسي " ( De Kercy ) سنة 1782 ، و في عام 1785 تم مرة أخرى إعداد خطة لغزو الجزائر .
• في سنة 1802 تمت دراسة الخطة التي وضعها القنصل الفرنسي العام " سانت أندري " ( Jean Bon Saint-André ) . و بناء على ذلك أوصى هذا القنصل بضرب الجزائر ضربة قوية و سريعة و إنهاء الحرب في ثمانية أيام . و اقترح فرنسي آخر بنزول حملة فرنسية قرب تنس و الهجوم على مدينة الجزائر برا . 
• مشروع " بوتان " ( Y .Boutin ) عام 1808 الذي تلقى أوامر من نابيلون بونبارت بإعداد خطة لغزو الجزائر . 
• و آخر النوايا العدوانية لفرنسا في غزو الجزائر كانت في عهد شارل العاشر الذي حقق حلم من سبقوه في حكم فرنسا و نفذ عام 1830 الخطة التي وضعها بوتان في عهد نابليون بونبارت .
2- خلفيات الاحتلال ( الأسباب غير المباشرة ) :
أ‌- الخلفيات السياسية :
• تأزم الأوضاع السياسية الداخلية في فرنسا بعد تولي شارل العاشر الحكم في سنة 1824 ، و بالتالي سعيه إلى إلهاء الرأي العام الفرنسي عن مشاكل فرنسا الداخلية بقضية خارجية .
• رغبة شارل العاشر في ترضية التجار بخلق تحالف معهم من شأنه أن يعيد لهم أرباحهم التي خسروها بسبب الثورة الفرنسية و إعادة السيطرة البريطانية على التجارة في العالم عقب هزيمة نابليون . هذا من جهة ، و إسكات المعارضة من جهة أخرى من خلال إحراز انتصار باهر على داي الجزائر و تحقيق انتصار سياسي عليها .
• تشجيع الدول الكبرى مثل بريطانيا و النمسا شارل العاشر على القيام بغارة على الجزائر ، بحيث يحافظ على عرشه و يبقى في الحكم لمدة أطول ،نظرا لأن مصالح هذه الدول كانت في إبعاد فرنسا من أوروبا و تشجيعها على الاهتمام بمناطق أخرى غير أوروبا.
• اعتبار حكومة الرياس في الجزائر تابعة للإمبراطورية العثمانية التي بدأت تنهار ، و الدول الأوروبية تتهيأ للاستيلاء على الأراضي التابعة لها .
ب‌- الخلفيات العسكرية :
• انهزام الجيش الفرنسي في أوروبا و فشله في احتلال مصر و الانسحاب منها تحت ضربات القوات الانجليزية في سنة 1801 ، و انهزامه مرة أخرى مع نابليون في معركة واترلو 1815 و تحالف الدول الكبرى ضده.
• رغبة شارل العاشر في تشجيع رجال الجيش على تحقيق انتصار عسكري يعيد لهم الثقة و الهيبة الاجتماعية التي فقدوها بعد انهزامهم في أوروبا عام 1815 .
• تخلص الملك من إمكانية قيام الجيش بانقلاب ضده في فرنسا بعد انشغاله بمسائل حيوية و المتمثلة في التوسع في افريقيا باحتلال الجزائر .
• تطلع فرنسا إلى التعويض عما فقدته من مستعمرات و مراكز في أمريكا الشمالية و الهند و غرب افريقيا ( السنغال) عقب حرب السنوات السبع ( 1756-1763) ضد بريطانيا ، و كذلك بعض الأراضي في أوروبا بعد حروب نابليون.
ت‌- الخلفيات الاقتصادية :
• اعتقاد فرنسا أنها ستحصل على غنيمة تقدر ب 150 مليون فرنك توجد بخزينة الداي.
• تطلع فرنسا إلى ثروات الجزائر الزراعية و المعدنية و أسواقها التجارية ، خاصة بعد انطلاق ثورتها الصناعية عام 1825.
• التخلص من تسديد ديونها المتبقية للجزائر.
ث‌- الخلفيات الدينية : 
• إن الصراع الذي كان قائما بين الدول المسيحية الأوروبية و الدولة العثمانية الاسلامية قد انعكس على الجزائر ، خاصة بعد التعاون الوثيق بين الدولتين لحماية المسلمين و الدفاع عن الاسلام ، الأمر الذي دفع بالدول المسيحية في أوروبا أن تتعاون فيما بينها لضرب المسلمين في الجزائر و في اسطنبول . 
• إحياء المسيحية في افريقيا بتنصير الجزائر.
ج‌- الخلفيات الاجتماعية :
• تزايد أعداد سكان فرنسا بفضل تحسن ظروف الصحة و الحياة ، إذ بلغوا 33 مليونا عام 1830 ، و البحث عن مجال لإسكان بعضهم .
3- الأسباب المباشرة :
كتبت جريدة مونيتور ( Moniteur ) الفرنسية تبرر اقدام فرنسا على احتلال الجزائر ، و تذكر أن فرنسا قد أقدمت على ضرب الحصار على الجزائر نظرا للأسباب التالية :
1- أن الداي حسين قد سمح لصيادي المرجان من كل الأجناس بالصيد على الساحل الجزائري ، و بذلك إنهاء الاحتكار الفرنسي لهذا النشاط سنة 1826 ، و في ذلك مساس بكرامة فرنسا.
2- أن الداي حسين قد أقدم على تفتيش المؤسسات التجارية العاملة في الشرق الجزائري.
3- أن الداي حسين أجاب بالرفض للوفد الذي ذهب إليه باسم مؤتمر إكس لاشبال.
4- أن الداي حسين منع المؤسسات الفرنسية في القالة من أن تقيم المدافع على الحصن لحماية نفسها من هجومات الجزائريين.
5- ان الداي حسين قد وجه برقية شديدة اللهجة فيها احتجاجا على الحكومة الفرنسية التي لم تسدد الديون المترتبة عليها.
6- اهانة شرف فرنسا بضرب الداي القنصل الفرنسي دوفال بمروحته و رفض الاعتذار له.

ليست هناك تعليقات