الأوضاع العامة للجزائر قبل الاحتلال الفرنسي ( 1800-1830 )
إن الأوضاع العامة للجزائر سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية تأثرت بشكل كبير بطبيعة و خصائص الحكم العثماني بها الذي استمر ما يزيد عن ثلاثة قرون من جهة ، و بشخصيات الحكام الأتراك من جهة أخرى ، حيث تميزت هذه الأوضاع بالاستقرار و الازدهار في بعض الأحيان و الاضطرابات و الانحطاط أحيانا أخرى .
1- الأوضاع السياسية على الصعيد الداخلي و الخارجي :
أ- الأوضاع السياسية الداخلية : تميزت بمايلي :
• عدم الاستقرار السياسي و الأمن ( التناحر على الحكم و الاستبداد ، و الاغتيالات ).
• كثرة الاضطرابات ، و التمرد و العصيان من طرف الأهالي بسبب السياسة التي انتهجها الدايات بإرهاقهم بالضرائب و الإتاوات ، في كل من العاصمة ، تلمسان ، القبائل الكبرى ، البليدة ، الحضنة ، واحات الجنوب ، الأوراس ... )
• مواجهة الدايات هذا التمرد بالقوة و سفك الدماء.
1- الأوضاع السياسية على الصعيد الداخلي و الخارجي :
أ- الأوضاع السياسية الداخلية : تميزت بمايلي :
• عدم الاستقرار السياسي و الأمن ( التناحر على الحكم و الاستبداد ، و الاغتيالات ).
• كثرة الاضطرابات ، و التمرد و العصيان من طرف الأهالي بسبب السياسة التي انتهجها الدايات بإرهاقهم بالضرائب و الإتاوات ، في كل من العاصمة ، تلمسان ، القبائل الكبرى ، البليدة ، الحضنة ، واحات الجنوب ، الأوراس ... )
• مواجهة الدايات هذا التمرد بالقوة و سفك الدماء.
ب- الأوضاع السياسية الخارجية :
• نقص الغنائم البحرية في السنوات الأخيرة من العهد التركي بالجزائر بسبب فقدانها السيطرة على البحر المتوسط .
• توتر العلاقات الجزائرية المغاربية ، فقلما ما كانت ودية أو حسنة ، فمثلا مع تونس كانت الجزائر تعتبرها إقليما تابعا لها و تونس ترفض ذلك ، كما كانت لتونس أطماع في قسنطينة. و من جهته كان للمغرب أطماع قديمة في تلمسان ، كما كان ينظر للجزائر كخطر يهدده و يجب تفاديه حتى و ان اقتضى الأمر التحالف مع الغرب .
• اقامة الجزائر علاقات سياسية و تجارية مع عدة دول أوروبية ، حيث كان دافع الجزائر الحيلولة دون قيام أي تحالف أوروبي ضدها ، أما الدول الأوروبية فقد أجبرت على التقرب من الجزائر و تبادل التمثيل الدبلوماسي معها ، لحفظ مصالحها التجارية من القرصنة بتقديم الترضيات المالية لها.
• لم تخلو العلاقات السياسية الجزائرية الأوروبية من نزاعات و حروب بحرية بسبب الخلاف حول السيادة على البحر الأبيض المتوسط .
• كانت تجمع الجزائر ببريطانيا علاقات ودية في غالب الأحيان ، فاستفادت الجزائر من التنافس الحاد بين بريطانيا و فرنسا ، كما تخللت تلك العلاقات معاهدات سلام بين الدولتين ، نصت على تنشيط التجارة بين البلدين ، استفادت من خلالها بريطانيا بامتيازات في الجزائر من 1806 الى 1816 .
• تميزت علاقة الجزائر باسبانيا بالتوتر في معظم فتراتها بسبب احتلالها للمرسى الكبير و وهران ، و الحملات المتكررة على المدن و الموانئ الجزائرية .
• كانت علاقة الجزائر بالولايات المتحدة الامريكية تتسم بالود ، حيث اعترفت الجزائر بأمريكا كدولة مستقلة عن بريطانيا عام 1776 ، كما منحتها مساعدات كثيرة ، إلا أنها توترت فيما بعد عندما رفضت الولايات المتحدة الامريكية دفع الايتاوات التي كانت تفرض على كل الدول الأخرى المارة على البحر المتوسط ، و نتيجة لذلك شنت الجزائر حربا عليها انتهت بالتوقيع على معاهدة سلام بين الدولتين عام 1796 و ارغامها على دفع الضريبة السنوية .
• أما فيما يخص علاقتها بفرنسا فقد عرفت تطورات متباينة من المودة و التعاون إلى التوتر و الحروب و ذلك منذ 1535 . علما أن عدد المعاهدات الموقعة بين الجزائر و فرنسا بلغ السبعين ( 70 معاهدة ) و هي معاهدات سلم و تجارة تم التوقيع عليها في سنوات مختلفة ( 1534 ، 1619 ،1628 ، 1640 ، 1661 ، 1662 ، 1666 ...الخ ) و أكثر هذه المعاهدات تخدم مصالح فرنسا .كما تنوعت المساعدات التي قدمتها الجزائر لفرنسا بين المساعدات العسكرية البحرية ، و المساعدات الدبلوماسية للثورة الفرنسية ، و المساعدات الاقتصادية و المالية للثورة. غير أن أطماع فرنسا التوسعية كانت تحول دوما دون استقرار علاقتها السياسية مع الجزائر و التي انتهت باحتلالها عام 1830.
• تحالف الأوروبيون ضد الجزائر في مؤتمر فيينا الذي انعقد في 9 جوان من عام 1815 بطلب من الانجليز و ذلك لوضع حد نهائي لأعمال القرصنة البحرية الجزائرية في البحر الأبيض المتوسط و استعباد المسيحيين ، و نتيجة لهذا التحالف شن الاسطول البريطاني و الهولندي حملة ضد الجزائر بقيادة الانجليزي اللورد ايكسمون ( اكسماوث) عام 1816 التي انتهت بخسارة الاسطول الجزائري و الحاق به أضرار جسيمة.
• تحالف الأوروبيون ضد الجزائر مرة ثانية في مؤتمر "ايكس لاشابيل " يوم 30 سبتمبر 1818 قرروا فيه أن ما لحق الجزائر من خسائر اثر حملة اكس ماوث غير كاف و بالتالي لابد من تنظم حملة عسكرية أخرى تشارك فيها معظم الدول الأوروبية لتأديبها ، كما اعتبروا أي مساس بالبواخر التجارية لأحد من هذه الدول المتحالفة سيؤدي إلى رد فعل سريع.
2- الأوضاع العسكرية :
• تراجع دور البحرية و نشاط الأسطول الجزائري مع مطلع القرن 19 إلى أن اضمحل نهائيا سنة 1830 ، و ذلك بسبب تقييد الجزائر بمعاهدات شراء سلامة تجارة الدول الأوروبية مقابل بعض الهدايا و الغرامات ، مما قل من نشاطات الأسطول الجزائري فتقلص عدد قطعه من حوالي 100 قطعة عام 1588 إلى 14 قطعة رئيسية سنة 1825 .
• اتفاق الدول الأوروبية على ضرورة التصدي للجزائر و تقليص دورها ، فقامت بشن حملات عسكرية ضدها كان أخطرها حملة اكس ماوث .
• اشتراك الاسطول الجزائري في حروب الدولة العثمانية ، و كان آخرها معركة نافارين 1827 أثناء حرب اليونان التي دمر فيها ما تبقى منه .
• تخلف صناعة السفن الجزائرية و مهارة الأسطول قياسا إلى التقدم الصناعي الهام الذي أحرزته مثيلاتها في دول الغرب ، و المهارة الفنية التي اكتسبتها الأساطيل الأوروبية .
• تخلي الجزائر عن الصناعة البحرية ( كانت تصنع بواخرها الحربية بنفسها ) نظرا لانشغال التقنيين و المهندسين و الفنيين في الحرب ، و كذلك بسبب تنازلها عن غابات الكرستا الموجودة ببجاية لفائدة التجار اليهود و في مقدمتهم بكري و بوشناق .
3- الأوضاع الاقتصادية :
• إن الاهتمام الكبير للعثمانيين بالجوانب العسكرية و السياسية انعكس سلبا على الجانب الاقتصادي ، حيث لم يكن لهم سياسة اقتصادية واضحة المعالم من شأنها أن تنهض بالبلاد .
• كان الاهتمام بالموانئ الجزائرية بقصد ايجاد مرسى آمن لسفن القرصنة و ليس بقصد التجارة .
• اهمال الفلاحة بتوقف الحرث و الزرع بسبب انتشار حركات التمرد و الاضطرابات .
• اغلاق الأسواق خوفا من قطاع الطرق نتيجة حالة اللاأمن التي كان يعيشها الاهالي في أواخر فترة الدايات.
• ارتفاع الأسعار و غلاء المعيشة.
• عرفت الجزائر أزمة المجاعة و ظاهرة الجفاف التي استمرت سنوات خاصة بشرق البلاد.
4- الأوضاع الاجتماعية :
• انتشار الأوبئة خاصة في الفترة التي بلغ فيها مرض الطاعون درجة خطيرة و هي الفترة الممتدة من جوان 1817 إلى سبتمبر 1818.
• ظهور الطبقة الدخيلة من اليهود التي ارتفع شأنها في الجزائر ، و نخص بالذكر شخصيتين و هما بوشناق و بوخريص ( بكري ) ، حيث تجلت نفوذهما في هذا البلد بداية القرن 19 ، فكانا يقومان لوحدهما بدور البنوك في الجزائر ، و يحتكران الأسواق التجارية الجزائرية و خاصة في ميدان تصدير الحبوب فامتد نفوذهما حتى في بلاط الحكم ، فأصبحت لهما قوة تأثير في القرارات السياسية و الاقتصادية و كانا سببا مباشرا في احتلال فرنسا للجزائر عام 1830 .
• نقص الغنائم البحرية في السنوات الأخيرة من العهد التركي بالجزائر بسبب فقدانها السيطرة على البحر المتوسط .
• توتر العلاقات الجزائرية المغاربية ، فقلما ما كانت ودية أو حسنة ، فمثلا مع تونس كانت الجزائر تعتبرها إقليما تابعا لها و تونس ترفض ذلك ، كما كانت لتونس أطماع في قسنطينة. و من جهته كان للمغرب أطماع قديمة في تلمسان ، كما كان ينظر للجزائر كخطر يهدده و يجب تفاديه حتى و ان اقتضى الأمر التحالف مع الغرب .
• اقامة الجزائر علاقات سياسية و تجارية مع عدة دول أوروبية ، حيث كان دافع الجزائر الحيلولة دون قيام أي تحالف أوروبي ضدها ، أما الدول الأوروبية فقد أجبرت على التقرب من الجزائر و تبادل التمثيل الدبلوماسي معها ، لحفظ مصالحها التجارية من القرصنة بتقديم الترضيات المالية لها.
• لم تخلو العلاقات السياسية الجزائرية الأوروبية من نزاعات و حروب بحرية بسبب الخلاف حول السيادة على البحر الأبيض المتوسط .
• كانت تجمع الجزائر ببريطانيا علاقات ودية في غالب الأحيان ، فاستفادت الجزائر من التنافس الحاد بين بريطانيا و فرنسا ، كما تخللت تلك العلاقات معاهدات سلام بين الدولتين ، نصت على تنشيط التجارة بين البلدين ، استفادت من خلالها بريطانيا بامتيازات في الجزائر من 1806 الى 1816 .
• تميزت علاقة الجزائر باسبانيا بالتوتر في معظم فتراتها بسبب احتلالها للمرسى الكبير و وهران ، و الحملات المتكررة على المدن و الموانئ الجزائرية .
• كانت علاقة الجزائر بالولايات المتحدة الامريكية تتسم بالود ، حيث اعترفت الجزائر بأمريكا كدولة مستقلة عن بريطانيا عام 1776 ، كما منحتها مساعدات كثيرة ، إلا أنها توترت فيما بعد عندما رفضت الولايات المتحدة الامريكية دفع الايتاوات التي كانت تفرض على كل الدول الأخرى المارة على البحر المتوسط ، و نتيجة لذلك شنت الجزائر حربا عليها انتهت بالتوقيع على معاهدة سلام بين الدولتين عام 1796 و ارغامها على دفع الضريبة السنوية .
• أما فيما يخص علاقتها بفرنسا فقد عرفت تطورات متباينة من المودة و التعاون إلى التوتر و الحروب و ذلك منذ 1535 . علما أن عدد المعاهدات الموقعة بين الجزائر و فرنسا بلغ السبعين ( 70 معاهدة ) و هي معاهدات سلم و تجارة تم التوقيع عليها في سنوات مختلفة ( 1534 ، 1619 ،1628 ، 1640 ، 1661 ، 1662 ، 1666 ...الخ ) و أكثر هذه المعاهدات تخدم مصالح فرنسا .كما تنوعت المساعدات التي قدمتها الجزائر لفرنسا بين المساعدات العسكرية البحرية ، و المساعدات الدبلوماسية للثورة الفرنسية ، و المساعدات الاقتصادية و المالية للثورة. غير أن أطماع فرنسا التوسعية كانت تحول دوما دون استقرار علاقتها السياسية مع الجزائر و التي انتهت باحتلالها عام 1830.
• تحالف الأوروبيون ضد الجزائر في مؤتمر فيينا الذي انعقد في 9 جوان من عام 1815 بطلب من الانجليز و ذلك لوضع حد نهائي لأعمال القرصنة البحرية الجزائرية في البحر الأبيض المتوسط و استعباد المسيحيين ، و نتيجة لهذا التحالف شن الاسطول البريطاني و الهولندي حملة ضد الجزائر بقيادة الانجليزي اللورد ايكسمون ( اكسماوث) عام 1816 التي انتهت بخسارة الاسطول الجزائري و الحاق به أضرار جسيمة.
• تحالف الأوروبيون ضد الجزائر مرة ثانية في مؤتمر "ايكس لاشابيل " يوم 30 سبتمبر 1818 قرروا فيه أن ما لحق الجزائر من خسائر اثر حملة اكس ماوث غير كاف و بالتالي لابد من تنظم حملة عسكرية أخرى تشارك فيها معظم الدول الأوروبية لتأديبها ، كما اعتبروا أي مساس بالبواخر التجارية لأحد من هذه الدول المتحالفة سيؤدي إلى رد فعل سريع.
2- الأوضاع العسكرية :
• تراجع دور البحرية و نشاط الأسطول الجزائري مع مطلع القرن 19 إلى أن اضمحل نهائيا سنة 1830 ، و ذلك بسبب تقييد الجزائر بمعاهدات شراء سلامة تجارة الدول الأوروبية مقابل بعض الهدايا و الغرامات ، مما قل من نشاطات الأسطول الجزائري فتقلص عدد قطعه من حوالي 100 قطعة عام 1588 إلى 14 قطعة رئيسية سنة 1825 .
• اتفاق الدول الأوروبية على ضرورة التصدي للجزائر و تقليص دورها ، فقامت بشن حملات عسكرية ضدها كان أخطرها حملة اكس ماوث .
• اشتراك الاسطول الجزائري في حروب الدولة العثمانية ، و كان آخرها معركة نافارين 1827 أثناء حرب اليونان التي دمر فيها ما تبقى منه .
• تخلف صناعة السفن الجزائرية و مهارة الأسطول قياسا إلى التقدم الصناعي الهام الذي أحرزته مثيلاتها في دول الغرب ، و المهارة الفنية التي اكتسبتها الأساطيل الأوروبية .
• تخلي الجزائر عن الصناعة البحرية ( كانت تصنع بواخرها الحربية بنفسها ) نظرا لانشغال التقنيين و المهندسين و الفنيين في الحرب ، و كذلك بسبب تنازلها عن غابات الكرستا الموجودة ببجاية لفائدة التجار اليهود و في مقدمتهم بكري و بوشناق .
3- الأوضاع الاقتصادية :
• إن الاهتمام الكبير للعثمانيين بالجوانب العسكرية و السياسية انعكس سلبا على الجانب الاقتصادي ، حيث لم يكن لهم سياسة اقتصادية واضحة المعالم من شأنها أن تنهض بالبلاد .
• كان الاهتمام بالموانئ الجزائرية بقصد ايجاد مرسى آمن لسفن القرصنة و ليس بقصد التجارة .
• اهمال الفلاحة بتوقف الحرث و الزرع بسبب انتشار حركات التمرد و الاضطرابات .
• اغلاق الأسواق خوفا من قطاع الطرق نتيجة حالة اللاأمن التي كان يعيشها الاهالي في أواخر فترة الدايات.
• ارتفاع الأسعار و غلاء المعيشة.
• عرفت الجزائر أزمة المجاعة و ظاهرة الجفاف التي استمرت سنوات خاصة بشرق البلاد.
4- الأوضاع الاجتماعية :
• انتشار الأوبئة خاصة في الفترة التي بلغ فيها مرض الطاعون درجة خطيرة و هي الفترة الممتدة من جوان 1817 إلى سبتمبر 1818.
• ظهور الطبقة الدخيلة من اليهود التي ارتفع شأنها في الجزائر ، و نخص بالذكر شخصيتين و هما بوشناق و بوخريص ( بكري ) ، حيث تجلت نفوذهما في هذا البلد بداية القرن 19 ، فكانا يقومان لوحدهما بدور البنوك في الجزائر ، و يحتكران الأسواق التجارية الجزائرية و خاصة في ميدان تصدير الحبوب فامتد نفوذهما حتى في بلاط الحكم ، فأصبحت لهما قوة تأثير في القرارات السياسية و الاقتصادية و كانا سببا مباشرا في احتلال فرنسا للجزائر عام 1830 .
🎓
ردحذف