مقاومة الأمير عبد القادر بالغرب الجزائري ( 1832-1847)
1- الوضع العام لإقليم الغرب : كان يتسم ب :
• فراغ سياسي و عدم الأمن ، نتيجة تخلي الباي " حسن " الذي كان يحكم ايالة الغرب عن السلطة يوم 7 جانفي 1831 ، و قد جاء هذا الاستسلام للعدو بعد أن قام الجيش الفرنسي باحتلال ميناء المرسى الكبير يوم 4 جانفي 1831.
• تعيين الجنرال كلوزال باي تونس حاكما على وهران بموجب الاتفاقية التي تمت بين الطرفين يوم 4 فيفري 1831 ، و هذا مقابل دفع ضريبة سنوية لحكومة فرنسا . إلا أن قوات باي تونس انسحبت بسبب عدم وجود أية سلطة تدفع رواتبهم و كذلك بسبب استياء باي تونس من المبلغ المالي الكبير الذي يدفعه الى فرنسا. و هناك بعض الروايات تقول أن قوات باي تونس انسحبت لأنه وجد أمامه خزينة فارغة من الأموال.
• استنجاد سكان تلمسان بالسلطان المغربي " عبد الرحمن بن هشام " يطلبون منه الحماية و بعد تردد قبلها ، فأرسل خليفته مولاي سليمان رفقة قوة من الجيش المغربي ليتولى حكم تلمسان ، غير أن نفوذ المغرب توسع ليمتد إلى مناطق أخرى من التراب الجزائري ، مما أزعج فرنسا التي ضغطت عليه دبلوماسيا و عسكريا فأجبرته على سحب قواته من الجزائر .
• أمام هذا الوضع القائم في اقليم الغرب الجزائري التجأ سكانه إلى شيوخ الزوايا و لم يجدوا أفضل من الشيخ محي الدين كقائد يوحدهم و يقود المقاومة ، فطلبوا منه الامارة فرفضها و قبل الجهاد في سبيل الله .
2- بداية مقاومة الأمير عبد القادر كقائد في صفوف جيش والده :
شارك الأمير عبد القادر في الهجومات التي شنها والده محي الدين على العدو الفرنسي المتواجد بمدينة وهران ، و قد تمكن الشيخ محي الدين من مضايقة العدو ، و في هذه الفترة برزت شخصية ابنه " عبد القادر " ، حيث أظهر في المعارك التي شارك فيها مع والده شجاعته و بطولة أبهرت المجاهدين منها : معركة خنق النطاح الأولى يوم 4 ماي 1832 و معركة خنق النطاح الثانية في 4 جوان 1832 .
3- بيعة الأمير عبد القادر :
عرضت قبائل و أعيان الغرب للمرة الثانية من الشيخ محي الدين الامارة بتاريخ 22 نوفمبر 1832 ، غير أنه تمسك برفضه و اقترح ابنه لهذا المنصب . و هذا ما حدث بالفعل فقد تمت مبايعة الأمير عبد القادر في سهل غريس تحت شجرة الدردارة صباح الاثنين 27 نوفمبر 1832 ، بايعوه بالإمارة و لقبوه ب " ناصر الدين " و كانت هذه البيعة الأولى ( الخاصة) . و بعدها وقعت بيعة ثانية ( البيعة العامة ) في قصر الإمارة بمعسكر في 4 فيفري 1833 .
• فراغ سياسي و عدم الأمن ، نتيجة تخلي الباي " حسن " الذي كان يحكم ايالة الغرب عن السلطة يوم 7 جانفي 1831 ، و قد جاء هذا الاستسلام للعدو بعد أن قام الجيش الفرنسي باحتلال ميناء المرسى الكبير يوم 4 جانفي 1831.
• تعيين الجنرال كلوزال باي تونس حاكما على وهران بموجب الاتفاقية التي تمت بين الطرفين يوم 4 فيفري 1831 ، و هذا مقابل دفع ضريبة سنوية لحكومة فرنسا . إلا أن قوات باي تونس انسحبت بسبب عدم وجود أية سلطة تدفع رواتبهم و كذلك بسبب استياء باي تونس من المبلغ المالي الكبير الذي يدفعه الى فرنسا. و هناك بعض الروايات تقول أن قوات باي تونس انسحبت لأنه وجد أمامه خزينة فارغة من الأموال.
• استنجاد سكان تلمسان بالسلطان المغربي " عبد الرحمن بن هشام " يطلبون منه الحماية و بعد تردد قبلها ، فأرسل خليفته مولاي سليمان رفقة قوة من الجيش المغربي ليتولى حكم تلمسان ، غير أن نفوذ المغرب توسع ليمتد إلى مناطق أخرى من التراب الجزائري ، مما أزعج فرنسا التي ضغطت عليه دبلوماسيا و عسكريا فأجبرته على سحب قواته من الجزائر .
• أمام هذا الوضع القائم في اقليم الغرب الجزائري التجأ سكانه إلى شيوخ الزوايا و لم يجدوا أفضل من الشيخ محي الدين كقائد يوحدهم و يقود المقاومة ، فطلبوا منه الامارة فرفضها و قبل الجهاد في سبيل الله .
2- بداية مقاومة الأمير عبد القادر كقائد في صفوف جيش والده :
شارك الأمير عبد القادر في الهجومات التي شنها والده محي الدين على العدو الفرنسي المتواجد بمدينة وهران ، و قد تمكن الشيخ محي الدين من مضايقة العدو ، و في هذه الفترة برزت شخصية ابنه " عبد القادر " ، حيث أظهر في المعارك التي شارك فيها مع والده شجاعته و بطولة أبهرت المجاهدين منها : معركة خنق النطاح الأولى يوم 4 ماي 1832 و معركة خنق النطاح الثانية في 4 جوان 1832 .
3- بيعة الأمير عبد القادر :
عرضت قبائل و أعيان الغرب للمرة الثانية من الشيخ محي الدين الامارة بتاريخ 22 نوفمبر 1832 ، غير أنه تمسك برفضه و اقترح ابنه لهذا المنصب . و هذا ما حدث بالفعل فقد تمت مبايعة الأمير عبد القادر في سهل غريس تحت شجرة الدردارة صباح الاثنين 27 نوفمبر 1832 ، بايعوه بالإمارة و لقبوه ب " ناصر الدين " و كانت هذه البيعة الأولى ( الخاصة) . و بعدها وقعت بيعة ثانية ( البيعة العامة ) في قصر الإمارة بمعسكر في 4 فيفري 1833 .
4- استراتيجية مقاومة الأمير عبد القادر :
بمجرد مبايعته نادى الأمير عبد القادر نداء الجهاد ، فهرعوا إليه من مختلف مناطق الجزائر ، معتمدا في مقاومته على استراتيجية واضحة على الصعيد السياسي و العسكري ، حيث عمد الى :
• توحيد كافة الجزائريين تحت راية واحدة و حول مبدأ الجهاد و تحت سلطته .
• حاربة القبائل المتمردة و لو أدى ذلك الى استخدام القوة.
• انشاء دولة عصرية لسد الفراغ السياسي اثر استسلام الداي و حكومته.
• اقامة علاقات دبلوماسية مع المغرب و بريطانيا.
• محاصرة العدو في مناطقهم الساحلية و منع امدادهم بالمئونة ( حصار اقتصادي) .
• اقامة صناعة حربية و عدد من الحصون و القلاع الدفاعية.
• اعتماده على اسلوبين للمقاومة : اسلوب الحرب النظامية بمساعدة جيشه الوطني النظامي ، و أسلوب حرب العصابات.
• اقامة عاصمة متنقلة عرفت بالزمالة .
5- مراحل مقاومته : مرت مقاومة الأمير عبد القادر بثلاث مراجل نوجزها فيمايلي :
أ- مرحلة الانطلاق و القوة (1832-1837): تميزت هذه المرحلة بمايلي :
• اتخاذ معسكر عاصمة له .
• شرع الأمير في تشكيل حكومته في فيفري 1833 و مجلسه للشورى .
• مقاطعة المحتلين و محاصرة مراكزهم في وهران و مستغانم ، و حملهم على الخروج من معاقلهم لقتال بالداخل.
• الاستيلاء على ميناء أرزيو و استخدامه في تزويد السلاح و الاتصال بالعالم الخارجي و ذلك قبل أن تستولي عليه فرنسا .
• تنشيط مدن الداخل و السهول العليا كتلمسان و مليانة و المدية و قصر البخاري ...و جعلها محاور اقتصادية و اجتماعية و عسكرية للدولة.
• توسع نفوذ الأمير ليشمل كل الغرب الجزائري ماعدا وهران و مستغانم و أرزيو ، كما توغل في إقليم التيطري و استولى على مليانة في أفريل 1835 ، و على المدية في الشهر التالي ، و توسع شرقا فأحذ مدينة بسكرة .
• شرع في تكوين جيش نظامي وطني .
• توقيع معاهدة ديمشال في 26 فيفري 1834 .
• ابرام معاهدة التافنة في 30 ماي 1837.
ب- مرحلة تنظيم الدولة ( 1837-1839) ( الهدوء المؤقت ) :
استغل الأمير عبد القادر معاهدة التافنة و عاد لإصلاح حال بلاده فقام ب :
• ترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع .
• تنظيم شؤون البلاد .
• تعزيز قواته العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة و الذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء حتى يزيد من فاعلية جيشه .
بمجرد مبايعته نادى الأمير عبد القادر نداء الجهاد ، فهرعوا إليه من مختلف مناطق الجزائر ، معتمدا في مقاومته على استراتيجية واضحة على الصعيد السياسي و العسكري ، حيث عمد الى :
• توحيد كافة الجزائريين تحت راية واحدة و حول مبدأ الجهاد و تحت سلطته .
• حاربة القبائل المتمردة و لو أدى ذلك الى استخدام القوة.
• انشاء دولة عصرية لسد الفراغ السياسي اثر استسلام الداي و حكومته.
• اقامة علاقات دبلوماسية مع المغرب و بريطانيا.
• محاصرة العدو في مناطقهم الساحلية و منع امدادهم بالمئونة ( حصار اقتصادي) .
• اقامة صناعة حربية و عدد من الحصون و القلاع الدفاعية.
• اعتماده على اسلوبين للمقاومة : اسلوب الحرب النظامية بمساعدة جيشه الوطني النظامي ، و أسلوب حرب العصابات.
• اقامة عاصمة متنقلة عرفت بالزمالة .
5- مراحل مقاومته : مرت مقاومة الأمير عبد القادر بثلاث مراجل نوجزها فيمايلي :
أ- مرحلة الانطلاق و القوة (1832-1837): تميزت هذه المرحلة بمايلي :
• اتخاذ معسكر عاصمة له .
• شرع الأمير في تشكيل حكومته في فيفري 1833 و مجلسه للشورى .
• مقاطعة المحتلين و محاصرة مراكزهم في وهران و مستغانم ، و حملهم على الخروج من معاقلهم لقتال بالداخل.
• الاستيلاء على ميناء أرزيو و استخدامه في تزويد السلاح و الاتصال بالعالم الخارجي و ذلك قبل أن تستولي عليه فرنسا .
• تنشيط مدن الداخل و السهول العليا كتلمسان و مليانة و المدية و قصر البخاري ...و جعلها محاور اقتصادية و اجتماعية و عسكرية للدولة.
• توسع نفوذ الأمير ليشمل كل الغرب الجزائري ماعدا وهران و مستغانم و أرزيو ، كما توغل في إقليم التيطري و استولى على مليانة في أفريل 1835 ، و على المدية في الشهر التالي ، و توسع شرقا فأحذ مدينة بسكرة .
• شرع في تكوين جيش نظامي وطني .
• توقيع معاهدة ديمشال في 26 فيفري 1834 .
• ابرام معاهدة التافنة في 30 ماي 1837.
ب- مرحلة تنظيم الدولة ( 1837-1839) ( الهدوء المؤقت ) :
استغل الأمير عبد القادر معاهدة التافنة و عاد لإصلاح حال بلاده فقام ب :
• ترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع .
• تنظيم شؤون البلاد .
• تعزيز قواته العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة و الذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء حتى يزيد من فاعلية جيشه .
• تنظيم دولته من خلال الإصلاحات الإدارية و التنظيمات العسكرية .
• تقسيم الجزائر الى ثماني مقاطعات على رأس كل منها خليفة ( معسكر ، تلمسان ، مليانة ، المدية ، مجانة ( برج بوعريريج –سطيف –الحضنة) ، الزيبان ( اقليم بسكرة) ، برج حمزة ( الصومام ، جرجرة ) ، الجنوب الوهراني و المناطق الشمالية الغربية من الصحراء.
ت- مرحلة الضعف (1839-1847)حرب الابادة:
بادر المارشال فالي إلى خرق معاهدة التافنة بعبور قواته الأراضي التابعة للأمير ، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة.
و في هذه المرحلة بدأت الكفة ترجح لصالح العدو بعد استيلائه على عاصمة الأمير تاقدامت 1841، ثم سقوط الزمالة -عاصمة الأمير المتنقلة- سنة 1843 و على إثر ذلك اتجه الأمير إلى المغرب في أكتوبر عام 1843 الذي ناصره في أول الأمر ثم اضطر إلى التخلي عنه على إثر قصف الأسطول الفرنسي لمدينة ( طنجة و الصويرة ). الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى الجزائر في سبتمبر 1845 محاولا تنظيم المقاومة من جديد .
ث- محاصرة الامير و استسلامه عام 1847 :
اضطر الأمير عبد القادر للاستسلام في عام 1847 بعد محاصرته من طرف الجيش الفرنسي شرقا و جيش السلطان المغربي غربا و خيانة بعض القبائل له. و لم يستسلم الأمير إلا بعد أن اشترط على الجيش الفرنسي إعطاء عهد الأمان لجميع رفاقه وجنوده و السماح لهم بالالتحاق بقبائلهم ، أما هو فطلب السماح له بالهجرة إلى الإسكندرية بمصر أو عكا بفلسطين ، و إذا لم تقبل فرنسا بهذين الشرطين فإنه الجهاد حتى الموت.
و كعادتها تنكرت فرنسا لهذه الشروط و لم تسمح له بالهجرة الى المشرق ، بل حملوه أسيرا الى فرنسا حتى سنة 1852 ، فانتقل الى اسطنبول ، فبيروت ، و منها الى دمشق في 1856 ، و بها توفي عام 1883.
• تقسيم الجزائر الى ثماني مقاطعات على رأس كل منها خليفة ( معسكر ، تلمسان ، مليانة ، المدية ، مجانة ( برج بوعريريج –سطيف –الحضنة) ، الزيبان ( اقليم بسكرة) ، برج حمزة ( الصومام ، جرجرة ) ، الجنوب الوهراني و المناطق الشمالية الغربية من الصحراء.
ت- مرحلة الضعف (1839-1847)حرب الابادة:
بادر المارشال فالي إلى خرق معاهدة التافنة بعبور قواته الأراضي التابعة للأمير ، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة.
و في هذه المرحلة بدأت الكفة ترجح لصالح العدو بعد استيلائه على عاصمة الأمير تاقدامت 1841، ثم سقوط الزمالة -عاصمة الأمير المتنقلة- سنة 1843 و على إثر ذلك اتجه الأمير إلى المغرب في أكتوبر عام 1843 الذي ناصره في أول الأمر ثم اضطر إلى التخلي عنه على إثر قصف الأسطول الفرنسي لمدينة ( طنجة و الصويرة ). الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى الجزائر في سبتمبر 1845 محاولا تنظيم المقاومة من جديد .
ث- محاصرة الامير و استسلامه عام 1847 :
اضطر الأمير عبد القادر للاستسلام في عام 1847 بعد محاصرته من طرف الجيش الفرنسي شرقا و جيش السلطان المغربي غربا و خيانة بعض القبائل له. و لم يستسلم الأمير إلا بعد أن اشترط على الجيش الفرنسي إعطاء عهد الأمان لجميع رفاقه وجنوده و السماح لهم بالالتحاق بقبائلهم ، أما هو فطلب السماح له بالهجرة إلى الإسكندرية بمصر أو عكا بفلسطين ، و إذا لم تقبل فرنسا بهذين الشرطين فإنه الجهاد حتى الموت.
و كعادتها تنكرت فرنسا لهذه الشروط و لم تسمح له بالهجرة الى المشرق ، بل حملوه أسيرا الى فرنسا حتى سنة 1852 ، فانتقل الى اسطنبول ، فبيروت ، و منها الى دمشق في 1856 ، و بها توفي عام 1883.
التعليقات على الموضوع