بوجمعة جعلاب (1923 ـــ 2017)


 

بوجمعة جعلاب (1923  ـــ 2017)


ولد الشيخ بوجمعة جعلاب بضواحي بلدية تاملوكة ولاية قالمة حاليا عام  1923، ينحدر من عائلة محافظة عرفت بالتدين والمحافظة على كل ماهو أصيل، فوالده وجده من أبيه كانا من حافظة القرآن الكريم فأخذ عنهما، ومنهما طبع بطابع التدين والمواظبة على قراءة كتاب الله وحفظه حتى إذا صار محفوظا في صدره.

انتسب بأمر والده إلى زاوية البهالية لصاحبها العلامة الفقيه القرآني الولي الصالح الشيح حمانة بهلول.

 وقد حفظ كتاب الله عن والده وأعاده عليه ست مرات، وكان سريع الحفظ وقد ختمه حفظا وتلاوة وعمره 18 سنة .

وبعدها مباشرة سجله والده بالمدرسة الخيرية المستقلة لعين البيضاء/أم البواقي وكان ذلك عام 1939، أين درس على شيوخها حوالى عامين، تلقى  خلالهما مبادئ في الفقه والنحو و، وكذا مبادئ في الحساب والرياضيات وغيرها من المواد....

كان رحمه الله في تعلمه مجتهدا ومتخلقا، مما جعله محببا لدى شيوخها وبخاصة شيخه الخضر بن العربي بوكفة الحركاتي .

بطموحه ونصيحة شيخه الخضر رحل إلى جامع الزيتونة بتونس في أكتوبر 1944، وواصل تعليمه حتى غاية 1955 ، إذ غرق في الدراسة والتحصيل عن طريق حلقات الشيوخ وبصفة فردية ما يقارب 11 سنة وقد تحصل على الشهادات الآتية :

وقد أحرز هذه الشهادات العلمية بحسب تاريخ الحيازة :

إذ نال الأهلية  عام 1949

وأحرز التحصيل العلمي عام 1952 

ثم واصل اجتهاده لينال شهادة العالمية من كلية الشريعة شعبة أصول الدين ويفوز بجائزة الباي شهر جويلية عام 1955 متحصلا على الدرجة الأولى ،علما أن هذه الشهادة تعد أعلى شهادة تمنح في جامعة الزيتونة آنذاك،وقد وقعت من قبل العلامة الطاهر بن عشور .

علما أن شهادة العَالِمِية التي كانت تمنح  من الجامع الأعظم الزيتونة، أو جامعة الزيتونة، من أقوى الشهادات العِلْمية في العالم الإسلامي، والحاصلون عليها قلائل في الجزائر، وقليلون جدا حاملوها. 

ومجازى كذلك  من قبل  الشيخ إبراهيم النيفر في تدريس صحيحي البخاري و مسلم.

أحرز الماجستير  في النحو بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة منتوري بقسنطينة بتاريخ 13 ديسمبرعام 1995 عن موضوع موسوم بــــ الجملة عند النحاة التقديم والتأخير في باب المرفوعات تأطيرعبد الله بوخلخال.

كما قدم من قبل بحثا موسوما بــــ  " سيبويه " كان ذلك  بين عامي  1975،و1976 .

بعد إكمال دراسته بجامع الزيتونة ومكوثه مدة 11 عاما في التحصيل العلمي والمثابرة والتدريس والاجتهاد  عاد  إلى أرض الوطن على  الرغم من  الإغراءات التي قدمت له من قبل  السلطات التونسية، ابتداء من تمكينه الحصول على الجنسية التونسية وتوفير له العمل والسكن وتزويجه هناك، إلا أنه آثر أن يعود إلى أرض الوطن. 

رحل بعدها إلى قسنطينة بمباركة والده لمباشرة حياته المهنية ،وفي قسنطينة وجد ضالته حيث 

تفتقت مواهبه ،وتفجرت  قدراته العلمية والمعرفية ،وتعمقت طموحاته التعليمية، فكان أول تدريس له بجمعية التربية والتعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين آنذاك والتي تخرج فيها جيل من المثقفين الرواد ورجال السياسة والأدب، ما بين  عام 1956 وعام 1957، ثم انتسب إلى جمعية السلام،بعدها انتقل إلى ثانوية الحرية العريقة بعد الاستقلال وكان ذلك عام 1964 ، ثم انتقل إلى الثانوية المجاورة وهي ثانوية يوغرطة.

قضى رحمه الله قرابة  40 سنة في التدريس عبر مختلف المراحل التعليمية، وقد درس بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الإخوة منتوري  مقاييس عديدة ،وقد تلقيت عليه مادة مصادر اللغة الأدب ،وقد كانت طريقته محببة إلى النفوس ،حيث يقربنا بأسلوبه السلس المرفوق بابتسامته الدائمة التي لا تغادر محياه كلما فاض بتقديم المادة المعرفية حتى صرنا نحس بمرافقة دائمة لتلك المصادر وأمات الكتب ,وقد أنفق في مدرجات وأقسام الجامعة قرابة 14 سنة.

 كان ذلك من عام  1980 إلى عام 1993،وحين أحيل على التقاعد لم يركن إلى الراحة كما هو ديدن الكثيرين إنما أنخرط في جمعية "النور للمحافظة على القرآن الكريم" كعضو بدءا ،ثم رئيسا لها  متطوعا انفق في إدارة مكتب الجمعية ردحا من الزمن استغرق من عام 1991 إلى عام 2014.  

 وللتذكير فإن جمعية النور للمحافظة على القرآن الكريم تأسست عام 1966 تحت اسم جمعية الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي، قبل أن تتحول إلى مركز ثقافي لتعليم القرآن عام 1978 ،وانطلاقا من سنة 1990 تحولت إلى ما هي عليه اليوم.

و تسهر الجمعية على القيام بعدة نشاطات خارج التعليم القرآني ، منها أعمال الخير و التشجيع، تنظيم زيارات لمراقبة المدارس، و أعمال أخرى تدخل في باب التضامن، مع تقديم محاضرات و المشاركة في المناسبات الوطنية و الدينية.

تولى الإمامة والخطابة والوعظ والإرشاد بمساجد قسنطينة مدة 24 سنة، منتدبا من قبل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف تارة ،ومتطوعا تارة أخرى، وقد كلف بخطبة الجمعة في مساجد عديدة بقسنطينة أذكر منها: مسجد عفان، مسجد حمزة، مسجد حسن باي ،ومسجد عمر بن العاص بالمدينة الجديدة.

عمل عضوا منتخب في بلدية قسنطينة في الفترة الممتدة من 1975 إلى غاية 1979. 

كان الشيخ رحمه الله مهتما بالشباب ذكرانا وإناثا، مجتهدا في تحفيظهم القرآن الكريم ، وقد تخرج في عهده زهاء 500 حافظا للقرآن الكريم  و حافظة.

كما كان مجتهدا و مواظبا على حضور مختلف الملتقيات والندوات والمسابقات المتعلقة بالقرآن الكريم. دون كلل ولا ملل. 

وقد كرم بعد وفاته في حفل بهيج من قبل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة.

لقي ربه ثالث أيام عيد الفطر في 03 شوال 1438 الموافق ليوم 27 جوان 2017.

و عن آفاق جمعية النور كما تقول الصحفية علجية عيش أثناء تغطية إعلامية لنشاط وآفاق جمعية النور:  كشف الشيخ بوجمعة جعلاب رئيس جمعية النور للمحافظة على القرآن الكريم عن عدة مشاريع، من بينها مشروع إنجاز دار القرآن بحي النخيل زواغي سليمان بالقرب من مسجد ابن العربي، و مدرسة جديدة للذكور لتعليم القرآن و حفظه قراءة و تجويدا، و قد سميت هذه المدرسة باسم أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب، بالإضافة إلى إثراء مكتبة الجمعية بجملة من الكتب في مختلف المجالات و مدرسة أخرى بأرض سبايسي قيطوني عبد المالك، و هو مشروع انطلق في سنة 2008 و تتربع أرضيته على مساحة 160 متر مربع و الجديد في برنامج الجمعية حسبما كشف عنه رئيسها هو فتح أقسام جديدة لمحو الأمية و هذا بالاتفاق مع الديوان الوطني لمحو الأمية، و ستكون هذا المشاريع جاهزة مستقبلا.

وقد قال فيه الأستاذ رشيد كويرة كلمة اعتراف بقوله :

الأستاذ الطيب بوجمعة جعلاب من الذين تركوا أثرا لا يزول في الطلبة والأساتذة وهو بدون شك فارس المنابر ومرمضها.

أذكر أنه كان يزور المدن والقرى التي يستفيد أهلها من خطبه ومن روحه الخفيفة التي تفتح أبواب النفوس وتشرعها قبل أن تفتحها قراءته وخطبه. يذكره معلمي الأول السعيد بورورو أطال الله عمره في الكركرة ويثني عليه . 

مراجع الترجمة:

تغطية علجية عيش نشرت  في جريدة  صوت الأحرار يوم 03 - 07 - 2013 

المركز الثقافي الإسلامي.قسنطينة.تكريم أسرة الشيخ بوجمعة جعلاب 23 جوان 2018.


باديس فوغالي

ليست هناك تعليقات