مقالة التمييز بين الاحساس والادراك

  مقالة منقول من صفحة استاذ خليل سيعداني 

هل يمكن التمييز بين الإحساس والإدراك


✅ مقالة التمييز بين الاحساس والادراك ✅ لشعبة الاداب والفلسفة ❣️ مقالة موسعة وثرية جدا ومنقحة 💥 دعواتكم لنا بالتوفيق للجميع.. معكم حتى النهاية عملا وليس قولا ❣️💯

هل يمكن التمييز بين الإحساس والإدراك ؟ / هل يمكن الفصل بين الإحساس والادراك ؟ / هل التمايز بين الإحساس

والادراك يقتضي ضرورة الفصل بينهما ؟


"طرح المشكلة" ‏ مقدمة: يتميز الإنسان عن غيره من الموجودات بكونه كائنا عاقلا وساعيا نحو بلوغخ المعرفة وادراك

العالم الخارّجي والتكيف معه؛ ولذا عرف العلماء المعرفة بأنها جملة ما يحصله الانسان من خبرات ومهارات وأفكار

وتصورات خول ذاته وحول العالم الخارجي؛ وبما أن امتلاك المعرفة خاصية يتميز بها الإنسان عن غيره؛ وهي غاية يهدف

لتحقيقها والوصول اليها لذا بحث الغلماء والفلاسفة عن وساءلها والطرق المؤدية اليهاء ومن بينها نجد وسيلة الإحساس

والادراك فالإحساس هو عمليّة فيزيولوجية أولية بسيطة تعبر عن تأثر احدى الحواس بإحدى المثيرات الخارجية؛ بينما الادراك

هو مجموعة من العمليات العقلية العليا المعقدة التي يتم من خلالها تفسير الظواهر الموجودة داخلية كانت ام خارجية بسيطة

كانت ام معقدة؛ ولكن العلاقة بين هاتين الوظيفتين المعرفيتين لدى الإنسان كانت موضوع جدل ونقاش حاد بين الفلاسفة؛

فذهب علماء النفس الكلاسيكيون إلى الْفَصَل التام بينهما لأتهما يختلفان من حيث الطبيعة والقيمة؛ بينما رأى علماء النفس

المعاصرين عكس ذلك حيث اعتبروا الإحساسن والإذراك وجهين لوظيفة نفسية واحدة متصلة يستحيل الفصل بين أجزائهاء


ومن هنا لابد من طرح السؤال التالي؛ هل يمكن الفضل بين الإحساس والإدراك؟ أم انه يمكن اعتبارهما وظيفة واحدة أم لا؟


"محاولة حل المشكلة" ‏ عرض الموقف الأول" الأطروحة الأولى" برى أنصار علم النفس الكلاسيكي ويمثله كل من

-العقليين والحسيين - أنه من الضروري الفصل بين الإحساين والإدراك؛ حيث رأى العقليون أمثال" أفلاطون "و"ديكارت”

وآلان” أنه من المستحيل إثبات أي صلة بين الإحساس والإدراك وذلك راجع للاختلاف بينهما من حيث الطبيعة والقيمة؛


وعليه فقد ميز أفلاطون بين عالمين الحقيقي والمزيف؛ الأول نرتقي إليه بالتأمل العقلي وفيه توجد كل الحقائق التي تعلمتها

النفس حين كانت في عالم المثل فالمعرفة تذكر والجهل نسيان يقول أفلاطون "أن إلعقل هو الضامن الوحيد الضروري لإدراك

الفكر"؛ أما العالم الثاني أي المزيف فهو العالم الذي تنقله الحواس وهو مجرد ضلال للعالم الحقيقي ومنه فالمعرفة التي تتم

بالإحساس ليست صورة كاملة عن الحقيقة بل هي مزيفة؛ ونجد أبو الفلسفة الحديثة "روني ديكازت" يؤيد هذا الفصل حيث

يؤكد أن العقل ملكة مستقلة وهو قادر على الوصول إلى المعرفة انطلاقا من مبادئه الخاصة الفطرية فقظ أي أن العقل يحصل

المعرفة حتى في غياب المعطيات الحسية؛. بل إن الأفكار الحسية لا قيمة لها لأنها تخدعنا كرؤيّة العضًا منكسرة في الماء

وكما يقول ديكارت "لا تطمئن لمن يخدعك ولو لمرة واحدة واني اختبرت الحواس فوجدتها خادعة" ولهذا يؤكد ديكارت أن

مصدر إدراك الأشياء والمعاني والعلاقات بين الأشياء والظواهر هو العقل؛ أما الإحساس فهو مجرد لواحق مرتبظة بالبدن

وكثيرا ما تكون خاطئة؛ لذا يقول أيضا "ديكارت" "إني أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب.أني)أراه

بعيني"؛ وللوصول إلي المعرفة اليقينية اقترح ديكارت منهجا مستلهما من المنهج الرياضي في كتابه الشهير "مقال في المنهج"»

وهو عبارة عن خمسة قواعد رئيسية وهي: "الشك في الأفكار ثم البداهة؛ ثم تقسيم المشكلة إلى أجزاء؛ ثم ترتيب الأفكار أو


  



إعادة بناء المشكلة؛ وفي الأخير مراجعة عامة للنتائج وإحصاءها" كما أكد على ذلك "آلان" أيضا حيث يقول هذا الأخير


"الشيء يعقل ولا يحس به" معتمدا في ذلك على مثال المكعب حيث يرى آلان أننا بالحواس لا يمكننا التوصل الى معرفة

شكله مغزّفة كاملة بينما العقل هو الذي يقدم لنا معرفة متكاملة م ورغم الاختلاف المذهبي ‏ إلا أن الفلاسفة الحسيين

يوافقون العقليين في هذا الفصل بين الإحساس والإدراك؛ فالعقل عندهم ملكة تابعة للإحساس وهو عاجز عن أنشاء أفكار ذاتية

خاصة به بل إن (العقل ) ليس أكثر من مستودع للخبرات والصور الحسية ومنه فكل المدركات العقلية ما هي في الحقيقة

سوى خبرات حسية تحصلنا عليها شيئا فشيئا نتيجة انطباع صور المحسوسات في العقل ومن هنا يقول التجريبيون "لا وجود

لشيء في الأذقان ملالم يوجد أولا في الأعيان" فلا وجود لأفكار فطرية كما يعتقد ديكارت وكما يقول جون لوك "العقل

صفحة بيضاء تسجّل عليهاالتجربة مآ تشاء" كما أكد الحسيون أن الطفل يكون معرفته ومكتسباته انطلاقا من الحواس؛ لهذا

نعتمد على الصور والرسؤمات والألوان لتعليمه إذ إن أفكارنا وتصوراتنا وما نحمله من معاني ومفاهيم ما هي إلا انعكاس لما

رأيناه وشاهدناه في الواقع يقولٌّ دافيد هيوم "إن الألوان والأصوات والحرارة والبرودة كما تبدوا لحواسنا لا تختلف في طبيعة

وجودها كما تكون عليه في الوّاقع". فالحواس هئالنافذة التي يطل بها العقل على الطبيعة؛ وبالتالي لا وجود لأفكار فطرية

أو مبادئ قبلية سابقة عن التجربة يقول جون لوك "لنفررض أن النفس صفحة بيضاء فكيف تحصل على الأفكار؟ إني أجيب

من التجربة" ومنه فالحواس هي نوافذنا نحو معرفة العالم الخارجيومادة المعرفة؛ ولهذا فمن "فقد حسا فقد معرفة" وبالتالي

فكل المعارف عند الحسيين بعدية مكتسبة بالتجربة الحسية فالبرتقالة مثلا يصل إلينا لونها عن طريق البصر؛ و رائحتها عن

طريق الشم ؛ وطعمها عن طريق الذوق؛ وملمسها عن طريق اللمس؛ فلو تناول هذه البرتقالة كفيفا يدرك كل صفاتها إلا لونها

؛ فالكفيف لا يدرك الألوان؛ والأصم لا يدرك الأصوات وعَلىئ هذا يكون الإحساس هو مصدر المعرفة ومن ثم وجب التمييز

بين الإحساس والإدراك وجعل الإحساس أعلى مرتبة من الإدراك.

نقد ومناقشة : إن الاختلاف بين الإحساس والإدراك أمر صحيح لا يمكن إنكارة؟ لكنه لا يستلزم الفصل بينهماء فالاختلاف

لا يعني ضرورة الفصل بل قد يكون المختلفان متكاملان ومتصلان. فالإدراك العقلي يعتمد في الأساس على ما تنقله الحواس

لأن الإحساس هو الجسر الذي يعبره العقل أثناء إدراكه للأشياء؛ وهذا يعني أن للإحسائن وٌظيفة يؤديها في عملية الإدراك

وبدونه يصبح الإدراك مستحيلا؛ وهذا ما أغفله العقليون أما الحسيون فقد بالغوا في جعل الإحسّاس الأسساس الوحيد لكل معرفة

إنسانية فالعقل ليس مجرد تجميع للأحاسيس فقط بل وظيفته التفسير؛ وأيضا المعرفة الحسية تقع في الخداع والخطأ.


الموقف الثاني "الأطروحة الثانية". وبخلاف ما سبق يرى علم النفس المعاصر الممثل في الجشطالتيين والظواهريتين

أنه من المستحيل الفصل بين الإحساس والإدراك لأنهما يمثلان وجهين لظاهرة نفسية واحدة حيث ترى مدرسة الجشطالت

بزعامة كل من "كوهلر"و"كوفكا"و"بول غيوم” أن الإدراك هو مجموعة إحساسات وهو ما تدل عليه بوضوح كلمة جتنطالت

التي تعني " الشكل أو الصيغة " والصيغة هي وحدة منظمة ومتماسكة مكونة من مجموعة أجزاء متفاعلة ومتصلة فيما بينها

بحيث أن تلك الأجزاء المكونة للصيغة الكلية لا يمكن فهمها منعزلة عن الوحدة الكلية؛ ومنه فالصيغة الكلية هي آلتي تغطي

للأجزاء معناها وصفاتهاء يقول كوهلر "إن الصور المدركة تتركب من عناصر جزئية انتظمت فيما بينها وشكلت صورة كلية

 


ويكون إدراكنا للكل أسبق من الجزء" وعلى هذا الأساس ترى الجشطالتية أن عملية الادراك تمر بثلاث مراحل وهي النظرة

الاجمالية حيث ندرك الموضوع دفعة واحدة ثم نظرة تحليلية بمعنى ننتقل الى تجزئة الكل والوقوف على جزئياته ثم نظرة

تركيبية أي إعادة جمع الجزئيات في اطار الكل فنحن مثلا ندرك صورة الشجرة قبل الأغصان و الأوراق؛ كذلك الأمر في

سقوظ الأمطار فنحن لا نركز ذهننا على الحركات الجزئية للقطرات الصغيرة بل ندرك الحركة الكلية للأمطار المتساقطة التي

تفرض نفسها علينا كمعطى موضوعي مباشر لا تكون الأولوية فيه للعناصر الجزئية بل للأشكال الكلية ومن هنا تصبح

الصيغة الكلية هي أساس الإدراك الذي يعود إلى عوامل خارجية حسية موضوعية؛ يقول بول غيوم " إن الوقائع النفسية

صورء أي وخَآآت عضنوية تتحدد في المجال المكاني والزماني للإدراك" وعلى هذا فإن المدرسة الجشطالتية لم تأخذ بالعوامل

الحسية لوحدها ولا بالعوامل العقلية فقط بل أخذت بالإحساس والإدراك معاء ولتأكيد ذلك وضعت الجشطالتية مجموعة من

القوانين وتسمى بقوانين انتظام المجال الادراكي لأنها تحكم المجال الإدراكي للإنسان وتثبت العلاقة القائمة بين الإحساس

والادراك؛ ومن بين أهم هذه العوامل الشكل والأرضية: حيث يرى أنصار مدرسة الجشطالت أن العامل الأساسي المؤثر في

عملية الإدراك هو (الشكل والأرضية)؛ حيث ندرك الأشكال أولا ثم الأرضية بعد ذلك؛ لأن الشكل يكون أكثر وضوحا وأسهل

للإدراك من الأرضية؛ فالوردة المرسومة على القماش شكلها أوضح. من الأرضية التي هي القماش؛ والبقعة السوداء المرسومة

على ورقة بيضاء تعتبر شكلها أوضح من الورقة.كأرضية يقول بؤل“غيوم "ان نظرية الجشطالت تسلم بان الصورة أو الشكل

هو المعطى الأول؛ ولا توجد مادة دون شكل" ؛ وأيّضا قانوّن البروز فالصور التي تكون بارزة هي الأولى بالإدراك من

غيرهاء فنحن لا ندرك قطعة من القطن فوق الثلج لتشابه اللونين» كما يصعب إدراك الكتابة باللون الأخضر على سبورة

خضراء بالإضافة إلى عامل التقارب: حيث أن الأشياء المتقاربّة في الزمان أو المكان يسهل إدراكها كصيغة متكاملة؛ فنحن

ندرك أسنان المشط ككل واحد؛ وليس سنة سنة؛ وندرك كراسي حجرة الجّلوس كوحدة متكاملة نتيجة تقاربهاء بعكس لو كان

كل كرسي منها في حجرة؛ عامل التشابه: فنحن ندرك الأشياء المتشابهة في الشكل أو الحجم أو اللون؛ كصيغ مستقلة تدرك

كوحدة منظمة؛ عامل الاتصال: فالأشياء المتصلة ببعضها أو التي تربط بينها خطوط أو علاقات تدرك كصيغ متكاملة مثل

أعمدة الإنارة؛ عامل الإغلاق: فنحن في إدراكاتنا نميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنهاء فندرك الأشياء الناقصة

كما لو كانت كاملة؛ فالدائرة الناقصة في بعض أجزائهاء ندركها كاملة؛ كما ندرك وجه الإنسان في صورة ما كما لو كان كاملا


 


حتى وإن كان ينقصه الأنف أو الأذن؛ فهذه العوامل كلها تثبت ووجود ترابط وثيق بين الإحساس والاذراك ‎ .‏ وفي نفس

السياق نجد الظواهرية بزعامة هوسرل وميرلوبونتي ترفض الفصل بين الإحساس والإدراك تحيث تَرى أن الإدراك ليس

تأويلا للإحساس فقط؛ بل هو امتلاك المعنى الداخلي للمحسوسات أي أن العالم الموضوعي الخارجي ليس ما نفكزّ فيه فقط بل

هو الذي نحياه بشعورنا ونقصد إليه؛ وعليه فإن كل شعور داخلي هو شعور بشيء موجود؛ أي أن الشعور الداخلي يقصد دائما

شيئا موجودا في العالم الخارجي ويمكن التوضيح أكثر بمثال الطفل الذي يفتح صندوق على قصد أن يجد فيه حلوى ولكن

وجد فيه أقلاما فهنا محتوى الشعور الداخلي مختلف عن المحتوى الخارجي فيصحح محتوى الشعور انطلاقا من الواقع ولهذا


اهتمت الظواهرية "الفينومينولوجيا" بوصف الظواهر كما تبدو في الذهن ثم تعود للوجود من أجل تصحيح هذا القصور أو

 


تثبيته يقول هوسرل " كل شعور هو شعور بشيء ما" وهو ما يسمى القصدية أي اننا نقصد شيئا موجودا في العالم الخارجي»

وأيضا فكرة المعايشة التي ركزت عليها الظواهرية فالعالم الموضوعي الخارجي ليس ما نفكر به فقط بل ما نحياه ونفقصد

اليه ونعيثته كتجربة مباشرة لهذا يقول ميرولوبنتي "الادراك تابع لشعوري فاذا كنت كنيبا رأيت العالم حزينا واذا كنت فرحا

رأيتة سعيدا فإلعالم ليس ما أفكر فيه بل ما أحياه وأقصد اليه" ومن هنا يظهر ترابط الإحساس والإدراك

نقد ومناقشة: نحن لا ننكر ما ذهبت إليه المدرستين الجشطالتية والظواهرية في الجمع بين الإحساس والادراك إلا أن الإحساس

والادراك هما اختلاف وَجَِب الاعتراف به؛ وأيضا نرى أن الجشطالتيين مالوا إلى التركيز على الشروط الخارجية والعوامل

الموضوعية وجعلت العقل مجرد مستقبل لما هو موجود في العالم الخارجي وقللت أيضا من دور الذات التي تدرك وما تحمله

من قيم وأفكار وميولورغبات: أما الظواهرية فقد مالت إلى التركيز على العوامل الذاتية لأنها غلبت الشعور الذاتي للإدراك

على الإحساس ودوره؛ وهو ما يؤدي إلى العجز عن الحكم المتفق عليه بين الذوات المدركة وهذا راجع لاختلاف الشعور بين

ذات وأخرى.

التركيب: من خلال عرضنا للموقفين نرى أنه يوجد اختلاف ظاهري بين الإحساس والادراك من حيث الطبيعة والقيمة

ولكن من ناحية أخرى نجد أنه يصعب التميِيز بينهمًا. فالإنسان يحس ويدرك في آن واحد وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية

الحديثة في علم الحياة والإنسان لان كل نشاط حسي يٍصاحبه نشاط عقلي وكل نشاط إدراكي يصاحبه نشاط حسي؛ فالإنسان

مادة وروح وهذا ما يؤكد عليه عالم النفس السؤييسري جون بياجيه حيث أعتبر ان الإحساس يؤثر في الادراك بدليل أن

المعرفة لدى الطفل تبدا بما هو حسي ثم ترتقي الى ما هو عقلي مثال علم الرياضيات لدى الطفل فهو يبدأ بما حسي وتسمى

مرحلة الادراك الحسي ثم المرحلة العقلية التجريدية وتسمى الادراك العقلي وبالتالي فلا إدراك بدون احساس؛ ومن جهته

فالإدراك أيضا يؤثر على الإحساس لأن الألوان والأصوات والروائح والحركات ماهي الا تنبيهات تصل الى المراكز العصبية

بواسطة الحواس أما تفسيرها وتأويلها فهي وظيفة العقل؛ وبالتالي فالإحساسبدونإدراك لا معنى له وهذا ما يؤكد عليه

الفيلسوف جون بياجيه في قوله " إن المعرفة ليست معطي نهائيا جاهزا وان عمليةالتجريب ضرورية في عمليه التجريد”

وحسب رأيي من هذا التحليل نصل إلى أن المعارف الإنسانية ناتجة عن تكامل وتفاعل بين الإحساس الذي يتميز بطابع

البساطة والإدراك الذي يتميز بطابع التعقيد وهذا ما يسمح بالارتقاء من عالم الصور الحسية إلى عالم الصور العقلية وفي هذا

الصدد يقر الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط بقوله "المعطيات الحسية بدون مفاهيم عقلية جوفاء و المفاهيم العقلية بدون معطيات


"حل المشكلة" خاتمة: من كل التحليل السابق نستنتج أن الإحساس والإدراك يبدوان ظاهرتين مختلفتين سواء في المصدر

حيث أن الإدراك عملية عقلية بينما الإحساس يتم بالحواس أو في الطبيعة حيث أن الأولى معقدة بينما الثانية بسيطة أولية لكن

هذا الاختلاف لا يعني أبدا الانفصال بل إنهما متكاملان ومتواصلان ضمن نسق المعرفة الإنسانية؛ فلا يمكن الاستغناء على

أي واحد منهما لذلك فيمكن اعتبارهما وجهين مختلفين لعملية نفسية إنسانية واحدة وهو ما يؤكد عليه الفيلسوف رايد "الإدراك

هو الإحساس المصحوب بالانتباه " وبالتالي فان الفصل بين الإحساس والادراك هو فصل نظري فقط أما من الناحية العملية

التطبيقية فان ذلك غير ممكن. بمعنى أن ادراكنا للعالم الخارجي هو محصلة لتكامل الإحساس والادراك معا يقول الله تعالي


في محكم التنزيل "توالله أحرمشم من بون اممانشو لا تعلمون حينا ومعل لحو السمع والأبسار والأؤندة لعلم تحشرون"

 

 



 


 


 


 


 


ليست هناك تعليقات