ابن عسكر الشفشاوني محمد الحسيني كتاب دوحة الناشر

 

التعريف بابن عسكر الشفشاوني.

1 - عصر ابن عسكر الشفشاوني:

شهد القرن العاشر هجري/السادس عشر ميلادي؛ الذي عاش فيه ابن عسكر الشفشاوي؛ مجموعة

من التطورات و الأحداث المتغيرة في المغرب الأوسط» الذي كان يشهد أوضاعا صعبة و متدهورة على

جميع الأصعدة و تمثل ذلك في:

انهيار دولة الموحدين التي كانت تمثل أكبر قوة سياسية وعسكرية في المغرب الإسلامي؛ مما

أدى إلى ظهور ثلاث دويلات.

بروز بنو مرين الذين سعوا للسيطرة على المغرب الكبير غير أنهم اصطدموا بالحفصيين الذين

يعتبرون أنفسهم الورثة الشرعيين للموحدين؛ فكان من نتائج هذه الحروب أن عمت الفوضىء وعجز ملوك

بني عبد الواد في فرض سيطرتهم على المغرب الأوسطا.

ظهور رجال الدين والمتصوفة وحتى المرابطين اللذين انقسموا على أنفسهم» لكل طرف طريقة

ينادي بهاء فظهرت وحدات صغرى غير منظمة عفوية ومتنائرة”.

ظهور مجموعة من الامارات والمشيخات والقبائل المستقلة في المغرب الأوسط منها مشيخة

الجزائر التي تتصدرها قبيلة الثعالبة وإمارة كوكو» أما القسم الشرقي قلعة بني عباس والدولة الزيانية في

تلمسان» هذا التجزاً والانقسام ساعد على ظهور الأطماع الخارجية؛؟ فقام الاسبان باحتلال المرسى الكبير

سنة 911ه/1505م وبعدها وهران 914ه/1509م وباقي المدن*.


شهد المغرب الأقصى خلال القرن 16م؛ صراعات داخلية منيت بالوطاسيين في فاس والسعدين

في بلاد السوس اللذين سيطروا على مراكش!.


احتلال البرتغال للعديد من المناطق؛ مدينة سبتة 1413م,؛ القصر الصغير 1454م وأصيلا 

الأمر الذي فتح المجال أما السعدين للبروز كقوة في المغرب الأقصىء لأن الوطاسيين لم تكن

لهم القدرة على مواجهة الأطماع الخارجية؛* وهنا تظهر الدولة السعدية بكل قوتها حيث تمكنت  معركة واد المخازن من الانتصار على البرتغاليين ومقتل ملكهم سبستيان على اثرها.*


2 - مولده ونسبه:


هو محمد بن علي عمر بن حسن بن مصباح الشريف الحسيني الشريفي؛ عرف بابن عسكر»

قاضي شفشاونء” ينتمي إلى أسرة إدريسية كان أحد أجداده عسكر بن خالد بن عمر بن إدريس من حفدة

مؤسس حاضرة فاس؛ وأمه عائشة بنت أحمد من نفس السلالة الشريفة. وأبوه علي بن عمر". ولدب بشفشاونعام 936م/1529م وقرأ بها بالقصر الكبير وبعض المراكز البدوية في جبال غمارة وببلادالهبط ” نال حظوةٍ كبرى عند السعديين فولوه قضاء شفشاون ثم القصر الكبير وما جاورها من

المناطق الريفية؛ فكانت زيارته المتكررة للبلاط السعدي في فاس ومراكش قد أتاحت له فرصا للقاء مع


أحسن العلماء؛ فغدا شخصية مرموقة في عصرة.؟


تعلم في مسقط رأسه مترحلا من ناحية "جبالة"؛ متنقلا من قبيلة إلى أخرى؛ وتعلم على يد العديد


من المشايخ» كان يقطع الأوعار و الأوهاد ممتطيا نعليه؛ يعاشر كل من يتعرف عليه من خلال رحلته»


وكثيرا ما يبيت في مساجد القرويين؛ وقد استفاد كثيرا من شيوخه كالدروس التي قدمها محمد بن عمرا المختاري


1-3 شيوخه: تلقى ابن عسكر العلم على عدة شيوخ نذكر أهمهم:

الشيخ الهبطي: أبو محمد عبد الله بن محمد الصنهاجي الطنجي المعروف بالهبطي؛ من أشهر فقهاء

القرن 10ه»؛ تلقى تعليمه بجبال غمارة؛ ثم انتقل إلى فاس؛ وأخذ عن شيوخها أمثال أبو محمد عبد الله

القسطليء أما الفقيه فأخذه عن الإمام المفتي أبي العباس أحمد الزقاق؛ أما التصوف أخذه عن أبي محمد

عبد الله الغزواني.


يعتبر الهبطي نموذج الفقيه الذي جمع بين علم الشريعة والتصوف؛ حتى أن الشيخ أبو العباس

العبادي قال فيه: "أن سيدي أبا محمد عبد الله الهبطي جندي هذا الزمان لقيه بفاس وأخذه شيخا له"؛ أما

بوزيد عبد الرحمن بن شريح قال: أن يبعث لكل أمة عن رأس كل سنة من يجدد لها دينها منهم سيديل الهبطي

 لقد جعل زاوبته مقرا لخدمة الشريعة؛ كما قام بجولات داخل القبائل يصحح فيها ما انحرف عن

الشريعة؛ ومن مؤلفاته: كتاب الإشادة بمدلول الشهادة؛ الألفية السنية في تنبه العامة والخاصة؛ وقد نظم

الهبطي ألفية في ألف وستة وستين بيتا وقسمها إلى خمسة أبواب؛ فكان الغرض منها تنبيه العوام إلى ما

أحدثوه من تغير في الدين؛ فهي تعد صرخة قوية للأمر بالمعروف؛ توفي الهبطي سنة ثلاث وستين

وتسعمائة هجري!.

عبد الوارث بن عبد الله اليصلوتي:السيد الصالح؛ سلالة الأخبار ونجل الأولياء الأبرارء أبو محمد سيدي

عبد الوارث بن سيدي محمد بن الوالي الكبير الشيخ العارف بالله أبي البقاء سيدي عبد الوارث بن عبد

الله من بني يصلو من قبائل غمارة له زاوية قرب داره بزقاق الحجر.كان من أهل العلم أخبرني عنه

الشيخ أبو عبد الله أنه ولد سنة ثمان وثمانين وثمانمائة. صاحب ابن عسكر سبع سنين ونيفا وقرأ عليه

رسالة ابن زيد في الفقه؛ ورجز بن سينا في الطب والمباحث الأصلية في علم التصوف*.


ألف تأليفات عديدة وشروح المباحث الأصلية؛ اعتمد في طريق الفتح الشيخ محمد عبد الله

الغزواني»” حيث ظهرت له كرامات كثيرة؛ غلب عليه الخمول حتى أنه لما استدعاه السلطان لم يحضر


مع الفقهاء» فكان يرى الفساد في لقائهم أكثر من الصلاح. توفي وعمره تسعين سنة".


أبو القاسم بن علي بن خجو:الفقيه المفتي بالبلاد الهبطية حيث كان فقيها نوازليا يستظهر الفقه المالكي؛

وكان يقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم” تفقه بحضرةٍ فاس وأخذ عن الكثير من شيوخها؛ ابن

القاضيء أحمد الزقاق ...وغيرهم. أخذ طريق التصوف عن الشيخ عبد الله الهبطي حيث كان هذا الأخير

يعظمه كثيرا ويعمل على فتاويه؛ وإذا أشكلت عليه مسألة يعود إليه." ومن مؤلفاته 'بغنيمة السلماني 'وآخر

 


سماه "بضياء النهار" 'وآخر سماه 'بالنصائح فيما يحرم من الأنكحة والذبائح". لما تغلب السلطان أبو عبد

الله محمد الشريف أرسل في طلبه حيث قال: 'ما رأيت فيمن رأيت أفضل من هذا الرجل علما وصلاحاء



توفي بفاس سنة ست وخمسين وتسعمائة”.


عبد الله بن عجال الغزواني:هو أبو محمد عبد الله بن عجال الغزواني اشتهر بالتصوف وأصله من

غزوان؛ تعلم العلم في فاسء وأخذ عن حسن علي صالح الأندلسي؛ كما ذهب إلى القدس؛ ونصحه والده

بالذهاب إلى مراكش. التقى بأبي فارس عبد العزيز المعروف بالحرار صانع الحرير حيث عمل على

خدمته؛* ثم توجه إلى قبيلة بالهبط بني فزكار؛ فبني عين ماء فاشتهر وذاعت كرامته اشتهارا عظيماء”

فلما بلغ ذلك السلطان محمد بن الشيخ المريني خاف على ملكه فامر بنقله إلى فاس و سجنه حتى لا

يهدد مصالحه؛ و بعدها اعتذر منه فأطلق السلطان سراحه وفتح له زاوية بداخل الباب الفتوح ومن ثم

انتقل إلى مراكش وواجه رماة السلطان المريني؛ كان معروفا بلسانه الفصيح ونهيه عن المنكرء ‏ كانت

وفاته صبيحة يوم السبت الثامن من ذي الحجة خمسة وثلاثين وتسعمائة دفن بمراكش.


3 -2 إجازاته :


إجازة محمد شقرون هبة الله لابن عسكر: يعتبر ابن عسكر من تلاميذ الشيخ شقرون هبة الله

الذي لازمه عدة سنوات؛ فأخذ عنه علوم جمة فأجازه مرتين على الأقل» الأولى سنة 969ه/1561م؛

حيث ورد في إجازته".


وكانت هذه الإجازة جد مختصرة خلافا لغالب الإجازات المعروفة في تلك الفترة. والثانية سنة

اثنين وسبعين في عقائد الشيخ السنوسي وشروحها ومحصل المقاصد للشيخ ابن زكري حسبما أجازه في

ذلك شيخه أبو عثمان المنوي؛ كما أخذه عن الشيخين بإجازتهما في ذلك جملة وتفصيلا.


إجازة أحمد بن أحمد العبادي لابن عسكر: منح أحمد العبادي التلمساني الإجازة لإبن عسكر

مؤلف دوحة الناشر ".رغم أنه لم يلازمه طويلا إلا أنه أخذ عنه مروياته فأجازه العبادي في سلسلة المشايخ

الصوفية حسبما تقدم الكلام عنه في ترجمة الشيخ أبي الحجاح يوسف الشريفء* أجازهِ الحاجبين الأصلي

والفرعي:”أجازني والدي رحمه الله الحاجبين عن شيخه سيدي محمد بن عيسى البطوئي؛ وعن علامة

الوقت سيدي أحمد بن زكري؛ عن العلامة سيدي محمد بن العباس العبادي؛ عن مللانا الجد أي أبي أم


سيدي محمد بن مرزق شارحا البردية رحمهم الله".


4وفاته:

باعتبار بن عسكر من بين العلماء المفضلين عند السعديين كان هذا الأخير يقحم نفسه في كل ما

يحدث؛ بعد إنقسام الأسرة السعدية على نفسها للمرة الثانية إنحاز لمحمد المتوكل المخلوع و شاركه في


معركة معروفة بمعركة وادي المخازن".


وجد أبو عبد الله محمد بن عسكر الشفشاوي بين جيف النصارى قتيلا يوم الإثنين 30 جمادى الأولى عام 986 ه -1578م 


التعريف بالكتاب دوحة الناشر:

1 - تأليفه:


لم تكن لابن عسكر مؤلفات كثيرة؛ ماعدا كتابه الوحيد متوسط الحجم. إلا أنه يتسم بسمة قوية من

الأصالة؛ ألف دوحة الناشر سنة 985ه/1577م أي قبل وفاته بعام واحدء! جعله كفهرس ذكر فيه

شيوخه وما قرأ عليهم من علوم وما أخذ عنهم من مبادئ التصوف”. ويتضح من عنوانه أن ابن عسكر

خصصه لتسجيل مناقب من كان للمغرب خلال القرن العاشر من مشايخ؛» حيث أن الأعلام الذين ترجم

لهم لم يكونوا كلهم علماء» ولكن كانوا من أهل الصلاح والبركة ومن التابعين لطريقة الشيخ محمد بن

سليمان الجزولي. يعد ابن عسكر في هذا الصدد المؤرخ الأول للحركة الجزولية” بالمغربء أضاف عليها

حلة أصلية أكسبها كثيرا من الحيوية.* حيث تكلم عن الرجال ومحاسنهم بصدق؛ وذكر كرماتهم”

وبتوسعه لهذا الفرس ذكر أعلام هذا القرن حتى الذين لم يعاصره.

2- دوافع تأليفه:


يبدو أن ابن عسكر أراد من كتابه هذا أن يساهم في كتابة تاريخ بلاده؛ وتخليد ذكرى شيوخه»

حيث يقول: "جعلت هذه الفهرسة التي سميتها ب 'دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن

العاشر بمشايخ المغرب لكونه وطني ومغرس شبابي  ومن ذا الذي لا تهزه عصبية وطنه؟” ذكر فيه


جميع من لقيه بالمغرب من مشايخ وأخذ عنهم رواية أو قراءة أو استفاد منهم بركة منذ نشأته إلى تاريخ

تأليف كتابه؛! يقول: "أعرف بمشاهير من مشايخ القرن العاشر بالمغرب وإن كنت لم أدرك البعض ولم

أعاصرهم؛ لكن أذكر من أمره ما ثبت عندي من علمه وفضله بالتواتر وبنقل العدل عن العدل.


كتب عن العلماء بدأ بعلماء غمارة والهبط وصلحائها بعد شيخه أبي الحجاج. بقوله كيف ولهذه

البلاد المزية التي لا تنكر على سائر بلاد المغرب بنشأة الغرتين العظيمتين المجمع على شرفهما وقطبا

نيتهما أبي الحسن الشاذلي؛ أبو الحسن الصغير شارح المدونة؛ وكذا أبو محمد الغزواني؛ وكذلك من

دوافعه؛ العلم الذي تلقاه عن شيوخه المذكورين من أجل رد الجميل وإعطائهم حقهم في التعريف.


بدأ بالكتابة عن شيخه أبي الحجاج لأنه أول من تلقى عنه العلم ؛* حيث إهتم بالقرب لله و خاف

من القادم ويتضح ذلك في قوله "اغفر لنا وارحمنا وكن لنا ومعنا حيث كنا وأين توجهنا”.



3 - منهجه:يتمثل منهج بن عسكر في ترجمة علماء القرن العاشر فيما يلي:


اقتصار كتابه على مشايخ القرن العاشر هجري»؛ حيث رتب هذه التراجم حسب المناطق الجغرافية

بادا بمن نشو أو دفنوا بالشمال المغربي بل بناحية جبالة حيث ولد القبطان مولاي عبد السلام بن مشيش

وأبو الحسن الشاذلى.


لا يوجد في الدوحة إلا القليل من المعلومات التاريخية ذات الطابع السياسي الصوفي؛ كما أنه لم

يذكر بعض التفاصيل عن نشاط الملوك السعديين الأولين اللذين عاصرهم؛ حيث أنه لا يتسم بالدقة من

حيث ظروفها الزمانية مثلا عاش بتطوان مع ذلك لم يحدد اسم المسجد الذي لقي فيه أحد المشايخ بل

اكتفى بذكر 'مسجد بشرق المدينة ”.


عدم ذكر ضبط التواريخ الوفيات: وقد اعترف بنفسه وقوله في ترجمة كل واحد أنه توفي في

العشرة الفلانية فلم أقل في السنة ولا الشهر لعدم التحقق!.


استعمال اللغة العامية: استعمل ابن عسكر كثيرا من الكلمات العامية؛ وكان بالإمكان استبدالها

بكلمات فصيحة؛ من بين تلك العبارات : فلعة؛ أكلونى البراغيث.


ذكر كرامات: لا يخلو الكتاب من ذكرها مع خلط بحكايات أسطورية

4 - مصادر الكتاب:اعتمد ابن عسكر على مصادر كثيرة نذكر أبرزها:


ابن مريم محمد بن محمد بن أحمد أبو عبد الله الشريف المديوني؛ البستان في ذكر الأولياء

والعلماء بتلمسان الذي انتقاه من نيل الابتهاج للتنبكتي؛ وذكر أنه يقف على ترجمته؛ حيث أورد فقرة

طويلة من كتابه تتعلق بذكر مؤلفاته والأبيات الشعرية التي أوردها عند التمهيد لذكرهاء وأورد كذلك أسماء

الأولياء الذين ترجم لهم ابن مريم.*


لقد ترجم العديد من المؤلفين لإبن مريم منهم الحفناوي الذي قال عنه " الفقيه الصالح؛ المؤرخ

محمد بن أحمد الملقب ببن مريم الشريف المليتي المديوني؛ أما عن الباحثين المعاصرين منهم محمود

بوعياد الذي قال و رغم الأبحاث الطويلة في كتب التراجم المشرقية و المغربية لم نحظى بالعثور على

ترجمة وافية تعرف ببن مريم .




 


لكن بالإعتماد على الإشارة التي أوردها نويهيض عادل عند ترجمته لإبن عسكر تمكنا من

الحصول على ترجمة مفصلة لمؤلف البستان!؛ و ذلك من خلال تلميذه الفقيه عيسى بن محمد بن يحيى

الراسي البطوئي في كتابه”"مطلب الفوز و الفلاح في أداب أهل الفضل و الصلاح" 2


أحمد بابا التنبكتي؛ نيل الابتهاج بتطربز الديباج:هو أبو العباس أحمد بابا بن أحمد بن عمر بن

محمد أقيت التكروري السوفيء* ولد بقرية أروان بضواحي مدينة تنبكتو في 21 ذي الحجة عام 963ه

(26 أكتوبر 1556م) أقبل على طلب علم الحديث والمنطق سماعا عن أبيه؛ وعن جده؛ وكانت له مكتبة

خاصة فلم يلبث أن أصبح من صدور الفقهاء المالكية؛" وأخذ النحو على عمه أبي بكر بن أقيت و أجازه

في مكة الشيخ يحي بن محمد الحطاب؛ رغم المحن التي ابتلى بها التنبكتي إلا أنه تمكن من ختم نيل

الإبتهاج و إختصره في كفاية المحتاج.”


قال محمد بن يعقوب الأديب المراكشي في فهرسته عن أحمد بايا أنه من أهل علم و فهم وإدراك

حسن ألف تأليفات مفيدة جمع فيها العقليات والنقليات.؟ ترك ما يزيد عن أريعين مؤلفاء منها نيل الابتهاج

وكفاية المحتاج ونيل الابتهاج بتطريز الديباج؛ كان في حقيقة الأمر تكملة لكتاب إبراهيم ابن فرحون

الديباج المذهب في معركة أعيان علماء المذهب؛ وقد ترجم فيه لطائفة مهمة من الفقهاء المالكية المغاربة

والسودانيين ولخصه في كفاية المحتاج لمعرفة من ليس من الديباج؛ وكانت وفاته بمسقط رأسه بتنبكتو في

6 شعبان 1036ه/22 افريل 1627م.

أحمد المنجورء فهرس:هو أحمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله المنجور

المكناسي النجار الفاسيء' تعلم بفاس القرآن والحديث والفقه؛ وأخذ عن تلاميذ ابن الغازي وله ثلاث

مخطوطات لهذا الفهرس الأولى بخطه عليها تعليق الإمام محمد القصار وأحمد بن القاضي والثانية بخط

الأستاذ محمد المنوني؛ والثالثة بخط أندلسي بمكتبة بالرباط.من شيوخه ابن هارون. البسيتي التي اشتملت

عليهم فهرسته؛* وله ثلاثة عشرة مؤلفا عد الفهرس وهناك اختلاف في تحديد الولادة؛ توفي بفاس ودفن

خارج باب الفتوح"*.


الكتاني محمد؛ سلوة الأنفاس لمحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس:هو الشريف أبي

عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني له كتاب سلوةٍ الأنفاس؛ ترجم فيه للعلماء والصلحاء؛ أمضى

في تصنيفه أزيد من خمسة عشر عاما." ورد في هذا الكتاب ثلاثة مقدمات تقارب سبعين صفحة وينقسم

الكتاب إلى ثلاثة أقسام كبرى الأول عبارة عن مقدمة والثانية يحتوي على مشاهير مرتبين حسب الأحياء

التي دفنوا فيها والثالثة لائحة مرتبة أبجديا.وقد لمع منهجه في كتابه تاريخ هؤلاء الأعلام» حرر

موضوعات بنفسه ونقد مادتها التاريخية”. وأصدرت الخزانة العامة بالرباط فهرسا عاما لأجزاء الكتاب

الثلاثة. عام 1386ه1966/5م.


محمد الأفراني؛ نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي:هو أبو عبد الله محمد بن الحاج محمد

بن عبد الله الأفراني الملقب بالصغير؛ ولد بمدينة مراكش حوالي 1080ه (1670-1669) م؛ أخذ عن

كبار العلماء ومنهم عبد الحي الحلبي و محمد بن عبد الرحمن ابن عبد القادر الفاسي".كان الأفراني

خطيبا وإماما بمسجد ابن يوسف» يعد نموذجا للعالم المتفرغ لعلمه وتعكس هاته الصفات انشغالاته العلمية

والتي تؤكد قائمة مؤلفاته؛* حيث ألف النزهة ليسد بها الفراغ الذي خص به تاريخ السعديين. فاحتوى

الكتاب على مقدمة وواحد وثمانين فصلا مقسمة إلى ثلاثة أجزاء؛ الجزء الأول يهتم بالملوك السعديين

والتعريف بنسبهم وكيفية وصولهم بالملك؛ أما الجزء الثاني يهتم بفترة وفاة السلطان أحمد المنصور وبداية

ظهور الشرفاء السجلماسيين؛ أما الجزءِ الثالث فخصصه للحديث عن دولة الشرفاء .!


أحمد ابن القاضي المكناسي جذوة الاقتباس بمن حل من أعلام مدينة فاس:أحمد بن محمد ابن

أبي العافية المكناسي ثم الفاسي المعروف بن القاضيء ولد عام ستين وتسعمائة. وكان حافظا محققاء

ومؤرخا. كان له العديد من المؤلفات منها: درة الحجال في أسماء الرجال؛ وهو من المصادر التي اعتمد

عليها ابن عسكرء ألفه سنة 999ه/1591م أهداه للسلطان أحمد المنصور الذهبي فيه تمهيد عن بناء

المدينة. أما التراجم التي أوردها فهي منقولة عن سابقيه؛ ما عدا تراجم المعاصرين الذين نقلهم عن ذاكرته؛

حيث قدم تاريخ الولادة؛ فبعض المصادر التي نقل منها مفقودة. توفي بفاس عام 1025ه دفن خارج

باب الفتوح.”


العربي الفاسي الفهري مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن:أبو حامد المدعو العربي

بن يوسف بن محمد بن يوسف بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الجد الفاسي الفهري الأندلسي ثم مغربي ولد

بفاس يوم الاثنين السادس من شوال سنة 988ه-1580م. من شيوخه والده وعمه وقد اشتمل كتابه على

أقسام ثلاثة؛ الأول خاص بالشيخ وبأحفاده أما الثالث بأصحابه.” تضمن كتابه على مواضيع في التوحيد

والعقيدة وأيضا في الفقه وأصول الحديث؛ والتاريخ؛ والأنساب؛ والجغرافيا» أسائيد علمية وطرقية."توفي في

آخر الثلث الأول من الليلة الأحد الثامن عشرة من ربيع الأول سنة ثلاث عشر وألف*.


أحمد المقري؛ روضة الأس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من الأعلام الحضرتين مراكش

وفاس: أحمد بن محمد المقري فقيه نحوي وصفه مترجموء بالمالكي المغربي وذكروا أنه يلقب بشهاب


الدينء"! أبو العباس أحمد بن يحي بن عبد الرحمن بن أبي العيش بن محمد المقري القرشي؛ تشمل

الروضة على مقدمة و ثلاث أبواب؛ قسمها الأول على أربعة وثلاثين اسما من أسماء العلماء والأدباء

الذين لقيهم أثناء وجوده بمراكش وفاس وهذا هو قسمها الثاني؛ تبلغ صفحات الكتاب 326 صفحة من

الحجم المتوسط في كل صفحة 21 سطرا.!

5 - القيمة العلمية للكتاب:


يعتبر كتاب دوحة الناشر من بين الكتب القيمة والغنية بالمعلومات التي تخص الجوانب العلمية

والثقافية والدينية وحتى التاريخية ودليل ذلك ما احتواه من العلماء الذين هاجروا بحثا عن حياة علمية ثقافية

من المغرب الأوسط إلى المغرب الأقصى في القرن 10ه/16م؛ ويمكن تصنيف المعلومات التي وردت

فيه إلى مايلي:

الجانب العلمي:


ذكر علماء القرن العاشر اللذين أخذ عنهم رواية أو استفاد منهم؛ كما أنه تحدث عن تواجد العديد

من مشايخ العلم وطلبة المغرب الأوسط في المغرب الأقصى خاصة في حاضرتي مراكش وفاس أي تواجد

جوامع مشهورة وشيوخ كبار لهم زاد من المعرفة؛ أينما ذهبوا أو ارتحلوا من مكان إلى أخر بحثا عن طلب

العلم؛ لأن المراكز بالمغرب الأوسط لا نكاد نجدها إلا بعض الزوايا والكتاتيب التي انتشرت بالمناطق

الريفية.

الجانب الديني:


في عهد بن عسكر ومن خلال كتابه يتضح أن عصرهِ كان يطغى عليه الطرق الصوفية؛ حتى أن

بن عسكر تأثر كثيرا بالطريقة الصوفية الشاذلية الجزولية؛ فكانت نظرته للحياة تتجه بالدرجة الأولىل للكرامات والخوارق.*


 


نجد أنه تكلم عن الكرامات تقريبا في كل التراجم التي ذكرهاء' حتى أنهم في ذلك العصر من شدة

تمسكهم بالصوفية فكان الرعية يثقون فيهم أكثر من السلاطينء الكرامات فكر لا يكتفي بمجرد الإيمان بل

يتعداه إلى الممارسة الفعلية باجتهاد النفس للآخرة؛ وإيثار الخلوة على المشاركة والتحلي بالصبر.


الجانب التاريخي:

يتضح من خلال الكتاب أن الأحداث التاريخية التي عاصرها ابن عسكر صعبة جداء ومتدهورة في


المغرب الأوسطء حيث اختفت قوةٍ الموحدين؛ وسعى بنو مرين للسيطرة على المغرب الأوسط"وكذلك

المغرب الأقصى الذي شهد صراعات مما أدى إلى انقسام الأسرةٍ السعدية على نفسها”.

الجانب الاقتصادي :


بالنسبة للمغرب الأوسط كان الوضع متدهورا وذلك نتيجة عدم الاستقرار الناجم عن الصراعات

الداخلية إضافة إلى الغزو الإسباني؛فالزراعة كادت تتوقف مما أدى للجوع؛ حتى الصناعة أصيبت في

الصميم.مثال ذلك أحمد بن زكري التلمساني لما توفي شيخه تركه في الحياكة؛ بينما شهد المغرب

الأقصى تطورا في معظم المجالات الزراعية والصناعية.”

الجانب العمراني:


يزخر المغرب الأقصى بالعديد من المنشآت العمرانية و التي بفعلها هاجر العديد من علماء

الجزائر للمغرب الأقصى؛ نظرا لكبرها وإتقانها وكذا الشيوخ المتواجدين بها منها:جامع القروبين الذي تواجد به أحمد الونشريسي، و الجامع الكبير الذي كان إماما به، بالاضافة للمدرسة المصباحية التي درس بها و المسجد الجامع بفاس.


خاتمة  


وما يمكن استنتاجه من هذا الفصل أن ابن عسكر كمؤلف أو حتى كشخصية.لقد تمكن من

الوصول إلى تجسيد فكرته المتمثلة في ذكر رجال العلم والشيوخ الذين أخذ عنهم؛ ولم يغفل أي واحد من

المغرب ولا حتى علماء الجزائرء رغم أنه لم تكن له مؤلفات أخرى؛ فقد وضع بصمته الخاصة من خلال

مؤلفه 'دوحة الناشر".


نجد بعض المؤرخين اللذين اهتموا بحياته وبمؤلفه الذي عمل محمد حجي على تحقيقه حيث ترجم

ابن عسكر لثلاثة وخمسين ومائة عالم.وذكر أهم شيوخه الذين أخذ عنهم العلم والذين أجازوه؛خاتما كتابه

بالدعاء لهم بالخير وأن يحفظهم الله.

يعتبر كتاب دوحة الناشر لابن عسكر من المصادر الهامة الذي مكن المؤرخين من الاعتماد

عليه لمعرفة علماء القرن العاشر الهجري؛ وكذا معرفة أهم وأدق التفاصيل عنهم. ورغم أن بن عسكر

أطال في التعريف ببعض العلماء؛ وأجاز في البعض الآخر .فهو يبقى كتابا مهماء



بعض مراجع ومصادر سعدتني في هذا بحث 

غطاس‏ عائشة» الدولة الجزائرية الحديثة و مؤسساتهاءمنشورات المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و

ثورة أول نوفمبر 1954 الجزائرء 2007

بن خروف عمارء العلاقات بين الجزائر والمغرب 1039-987ه/1659-1511م؛ رسالة لنيل شهادة ماجيستر في

التاريخ» إشراف: ليلى الصباغ؛ كلية الآداب؛ قسم التاريخ.جامعة دمشق» 1483/1420

فكاير عبد القادرء أثار الاحتلال الاسباني على الجزائر خلال العهد العثماني 12-10ه/18-16م,؛ رسالة لنيل درجة

الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصرء إشراف:عمار بن خروفء كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية؛ قسم التاريخ؛ جامعة

الجزائر» 2009-2008.


الناصري(أبو العباس بن خالد)؛ الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى؛ تح:جعفر الناصري؛ دار الكتاب؛ الدارا البيضاء1955 .



كريم عبد الكريم ؛ المغرب في عهد الدولة السعدية؛ جمعية المؤرخين المغارية؛ الرياط 2006


لنبين أحمد شوقيءتاريخ خزائن الكتب بالمغربتح: مصطفى طوب ىالمطبعة والوراقة الوطنية؛ مراكش.2003


السملالي (العباس بن إبراهيم)الأعلام بمن حل بمراكش وأغمات والأعلام؛ تح:عبد الوهاب بن منصورء المطبعة

الملكية. ط2» الرباط» 1430ه/1999م

حجي محمد؛ موسوعة أعلام المغرب؛ دار الغرب الإسلامي؛ ط2 ؛ تونس .2008 

ابن عسكر (محمد الحسيني الشفشاوني)؛ دوحة الناشر من لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر»

تح:محمد حجيء دار المغرب » الرياطه ‏ 1977









ليست هناك تعليقات