كتاب صورة الإسلام في عصر النهضة الإيطالية( في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين).
كتاب مهم جدير بالاقتناء والقراءة: صورة الإسلام في عصر النهضة الإيطالية( في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين).
المؤلف: د. عمر عبد المنعم إمام.
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة تاريخ المصريين، كتاب(رقم 364)، القاهرة، مصر.
تاريخ النشر: 2022م.
عدد الصفحات: 185 صفحة.
------------------------------------------
#ملحوظة: أصل هذا الكتاب، اطروحة(دكتوراه) نوقشت في عام 2015م، بـــ جامعة عين شمس. كلية الآداب. قسم التاريخ. شعبة التاريخ الأوروبي الوسيط، معنونه بـــ صورة الإسلام والمسلمين في الكتابات الإيطالية (القرنان الرابع عشر والخامس عشر الميلاديان)، في 177 صفحة.
إشراف ا.د. اسحق عبيد، و ا.د. عبد العزيز محمد عبد العزيز رمضان.
------------------------------------------
نبذة عن الكتاب:-
يهدف كتاب ”صورة الإسلام في عصر النهضة الإيطالية( في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين).”
إلى دراسة وتحليل تصورات ورؤى الكُتاب الإيطاليين عن الإسلام والمسلمين أواخر العصور الوسطى، وتُسلط الضوء على الأعمال الجدلية للإيطاليين، الذين اعتبروا الإسلام بمثابة عدو سياسي وديني للمسيحية. فقد ورث الإيطاليون عن أسلافهم في العصور الوسطى رؤى مشوهة عن الإسلام، وبطبيعة الحال تلك الرؤى قد دونها رجال دين استندوا إلى مصادر شديدة التمايز والتباين: كالحكايات الشعبية والأساطير المروية والمؤلفات الجدلية، غير أن هذه المعلومات المدونة كانت تُنتزع في معظم الأحيان من سياقها الأصلي ثم تُقدم إلى القارئ الأوروبي بصورةٍ مُتعمدة لترسم صورةً ذهنيةً اتسمت بالتلفيق والتشويه المخالف للحقائق. وقد حاول الباحث خلال هذه الدراسة توضيح تلك الصورة المشوشة عن المسلمين، التي كانت راسخة في أذهان الإيطاليين أواخر العصور الوسطى.
-----------------
يحتوي الكتاب على مقدمة، ودراسة تحليلية لمصادر البحث، يعقبها أربعة فصول، وخاتمة، وقائمة المختصرات، وقائمة المصادر والملاحق.
-----------------
الفصل الأول بعنوان ”صورة محمد في الكتابات الإيطالية” ويناقش الصورة القاتمة والمشوهة التي التصقت بالنبي محمد خلال العصور الوسطى، والتي ورثها الإيطاليون، وراحوا يفردون لها أعمالاً مثل الكوميديا الإلهية لدانتي أليجييري الذي أساء للنبي محمد في بعض أبياتها، وكتاب العالم المُسمى ”الديتاموندو” لفاتزيو ديللي أوبرتي، وهو عبارة عن محاكاة لكوميديا دانتي بما تحويها من رؤى مزعومة حول رحلة معراج الرسول، وكما يعرض للحولية الجديدة لصاحبها جوفاني فيللاني، التي لم تختلف كثيراً عما تم تداوله في العصور الوسطى من صورة مغلوطة لحياة محمد، ويُختتم الفصل بعرض لعمل الراهب ريكولدو دا مونتي كروتشه ”تفنيد القرآن” الذي زعم أنه ترجم بعض سور القرآن وراح يفندها ليوضح – على حد زعمه – كم الأخطاء والمغالطات التي به.
-----------------
جاء الفصل الثاني بعنوان: ”المسلمون في كتابات الرحّالة الإيطاليين”، ويتناول وصف لبعض الرحّالة الإيطاليين، الذين زاروا بلدان المشرق الإسلامي بهدف التجارة أو الحج، للعديد من الشعائر والعبادات الإسلامية كالصلاة والحج والزواج والطلاق، وغير ذلك من العبادات. ويرصد الفصل لأيديولوجيتهم الدينية والاجتماعية، التي تناولوا من خلالها عادات وتقاليد المسلمين التي شاهدوها. وانتهى الفصل بمناقشة ودراسة ما رصده ريكولدو لبعض المناسك الإسلامية من خلال زيارته لمدينة بغداد واحتكاكه المباشر بالمسلمين هناك، وهو العمل الذي تفرد فيه ريكولدو، ودوّن ما لم يدونه معاصروه من ممارسات إسلامية.
-----------------
أما الفصل الثالث المعنون بـــ ”الرؤى الإيطالية للمد الإسلامي (الأتراك العثمانيين)”، يرصد هذا الفصل الموقف الجدلي والاتجاه العدائي لرواد الحركة الإنسانية في إيطاليا من المد التركي الجارف الذي هدد أوروبا بأكملها، ويتضمن عدة عناصر؛ أهمها: أصول الأتراك العثمانيين من خلال وجهات النظر الإيطالية، ووصف الإيطاليين للأتراك العثمانيين ”بالبرابرة الجدد” الذين ساهموا في تدمير الثقافة والعلم باستيلائهم على العاصمة البيزنطية. ثم تناول الفصل سقوط القسطنطينية وردود أفعال الأدباء الإيطاليين التي تجسدت في كتاباتهم الأدبية التي هاجمت الإسلام، والذي كان يمثله الأتراك حينذاك، ومحاولة الإيطاليين لإحياء فكرة الحرب المقدسة ضد التركي المسلم.
-----------------
الفصل الرابع والأخير بعنوان ”أعلام المسلمين في كتابات الإيطاليين”، وفيه سلط الباحث الضوء على كتابات الإيطاليين لثلاث نماذج مسلمة كان لها دور بارز وفعّال في تكوين الفكر الأوروبي في العصور الوسطى، هذه النماذج هي: ابن رشد، وابن سينا، وصلاح الدين الأيوبي. كان لابن رشد تأثير كبير في فكر الأوروبيين عامة والإيطاليين خاصة؛ فقد تم تدريس بعض أعماله في العديد من الجامعات الإيطالية أواخر العصور الوسطى، كما كان ”للرشدية” و”المذهب الرشدي” دور كبير في جذب أتباع كُثر من الفلاسفة والأدباء الإيطاليين الذين أثنوا على جهود ابن رشد. إلا أنه ظهر اتجاه عدائي ضد ابن رشد وأعمال؛ تزعمه فرانتشيسكو بترارك، الذي صب غضبه عليه وراح ينعته بأقبح الألفاظ. أما ابن سينا فكان له دور كبير في تطور الفكر القانوني والطبي في أوروبا أواخر العصور الوسطى لدرجة أن دانتي أليجييري قد أكرمه في الكوميديا بوضعه بين الفلاسفة والأبطال القدامى العِظام. وبخصوص صلاح الدين الأيوبي؛ فكان له شأنٌ خاص في الكتابات الأدبية الإيطالية وبخاصة عمل بوكاتشيو ”الديكاميرون”؛ فقد أظهره في صورة فارس نبيل يتصف بكل صفات الكرم والشجاعة، ولم يقتصر دور صلاح الدين على قصة واحدة في الديكاميرون، بل تعداه في قصص عديدة أخرى.
-----------------
وفي الخاتمة عرض الباحث لأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
التعليقات على الموضوع