مقالة تبرير الاستقراء موسعة وثرية جدا علامة كاملة أن شآء الله

  

 مقالة الاستاذ  الفلسفة خليل سعيداني جزاه الله خيرا

مقالة التحدي - هدفنا العلامة الكاملة في الفلسفة

هل يمكن تبرير الاستقراء ؟ هل نتائج الاستقراء يقينية ؟

هل الاستقراء مشروع ومبرر أم أنه غير مشروع وغير مبرر؟


 💥 مقالة تبرير الاستقراء 💟✍️ للشعب العلمية والتقنية والتسيير 💯 مقالة موسعة وثرية جدا 🤩

طرح المشكلة - المقدمة : عرفت البشرية في العصر الحديث نهضة علمية واسعة وذلك بفضل اعتماد العلوم على

المنهج التجريبي حيث يعتبر المنهج التجريبي الاستقرائي بأنه منهج العلوم الحديثة والذي يهدف إلى دراسة الظواهر

الطبيعية؛» ولعل من أبرز القضايا العلمية التي شغلت اهتمام الفلاسفة والعلماء هي قضية الاستقراء والذي يعني انتقال

الفكر من قضية جزئية إلى قاعدة كلية؛ حيث وقع جدال واسع ونقاش حاد حول مشروعية الاستقراء ومدى صحة نتائجه»

حيث يرى أصحاب الاتجاه الأول أنه يمكن الوصول إلى اليقين في البحث العلمي بالاعتماد على الاستقراء؛ وان

الاستقراء مبرر ومشروع؛ وبين مِن يرى أن الاستقراء نسبي ويعتبرونه غير مبررء ومنه كان لابد من طرح السؤال

التالي : هل الاستقراء مشروع مبرر أم لا؟ بمعنى هل يمكن الاعتماد على الاستقراء في دراسة الظواهر الطبيعية؟ أم

لا؟ وهل الاستقراء منهج يحمل اليقين في كل الأحوال ام يمكن الشك فيه ؟


محاولة حل المشكلة - العرض - الموقف الأول - الأطروحة الأولى: يرى أنصار الطرح الأول أن الاستقراء مشروع

وله أساس منطقي يبرره؛ وينطلق أنصار هذا الاتجاهةمن فكرة مفادها أن العلم يقوم على القوانين العامة المستخلصة من

التجارب الجزئية؛ وما يبرر مشروعية الاستقراء هي مبادئ العقل كمبداً السببية والتعميم والحتمية


مبدأ التعميم ويعني أن صدق القضايا الكلية مرتبط بصدق القضايا الجزئية وما يؤكد التعميم هو الاعتقاد بوجود انسجام

في ظواهر الكون من خلال تشابه الظواهر الطبيعية مما يساعد القانون العلمي ويعزز تبرير الاستقراء؛ قال بوانكاريه

"قانون التعميم يصلح تطبيقه إذا كانت الظواهر متشابهة" أي أن الظوآهر الظبيعية تتميز بالثبات أي احتفاظها

بخصائصها الأساسية فهي مستقرة وغير متقلبة مثلا: عند ما يجري الباحث تجربتة على قطعة من الحديد فهو يسلم و

متأكد أن هذه القطعة ثابتة في ماهيتها و متشابهة مع غيرها من المعادن وهذا ما يجعل نتائج الاستقراء مبررة و يقينية».

لذا يقول لاشوليه "إن الحادثة الواحدة؛ الملاحظة بإتقان تبدو لنا قاعدة كافية لتأسيس قانوقئ يشمل ما مضى وما ما

هو آت" فالمنهج العلمي التجريبي يقوم على التعميم الاستقرائي لذا يقول انشطاين "انه بدن الاعتقاذ بان هناك انسجاما

داخليا في العالم؛ فإنه لا يمكن أن يقوم العلم"


مبدأ السببية الذي يعني أن لكل ظاهرة سبب أدى إلى وقوعها والدليل على ذلك أن العقل يحمل في داخله مبدأ فطريا

هو مبدأ العلية أو السببية فالظواهر المتشابهة والتي تمتلك نفس الخصائص تشترك في نفس السبب؛ فمثلا لو رأينا السبب

في ذوبان الحديد والنحاس والذهب والفضة لوجدنا انها تشترك في نفس السبب الا وهو الحرارة وهذا ما يزيد من قوة

الاستقراء ويدعم نتائجه وهذا راجع لاشتراك جميع المعادن في نفس الخصائص وبالتالي اشتراكها في نفس السبب


وأيضا مثال تبحر الماء فهو مشروط بوجود درجة حرارة 100 لذا يقول كانط " إن الاستقراء يقوم على مبدا السببية

العام " ويقول ليبنتز ”ان كل ظاهرة لها سبب كافي يحدتها”


مبدا الحتمية الذي يعني أن نفس الأسباب تؤدى الى نفس النتائج مهما تغير الزمان والمكان قعتدما تلاحظ مثلا أن الحديد

يتمدد بالحرارة ثم تلاحظ أن الذهب والفضة والتحاس أيضا تتمدد بالحرارة قتتكون في أذهائنا قاعدة عامة وهي أنه اذا

وجدت المعادن والحرارة قان التتيجة هي التمدد ويكون هنا مبدأ الحتمية مؤسسا وصحيحا لاشتراك أفراد التوع في نفس

الخصائص؛ وتختزل عدد هائل من الظواهر في عينات وتكون قادرين على التتبؤ بوقوع الظواهر قبل حدوثها أي أتنا

اذا وقرتا نفس الأسبف فان ذلك يؤدي حتما الى نفس النتائج يقول بوانكاريه ” إن العلم حتمي وذلك بالبداهة "


نقد ومناقشة بالرغممن متطقية الحجج التي قدمها أصحاب الموقف الأول إلا أن هذه المبادئ التي اعتمدوا عليها تسبية

لاسيما إذا تبين ان السببية لا قيمة لها إلا إذا أكدتها التجربة. وان الثقة المطلقة في الحتمية تزعزعت بعد اكتشاف

اللاحتمية في الميكرو فيزياء؛ وأيضا تجافل هذا الموقف قاعدة أن البحث العلمي يتم بوسائل حسية وخطوات تجريبية

إثناء دراسة الظواهر الطبيعية؛ بمعتي ان كل ما يصل إليه العالم يجب التأكد مته تجريبيا وليس عقليا.


الموقف الثاني - الأطروحة الأولى: يرى أتصار الطرح التقيضٌ بان الاستقراء غير مشروع وغير مبرر ولا أساس

منطقي له ويتطلق أنصار هذا الاتجاه من قكرة مقادها انه لا يمكن أن تستخَلص القوانين العامة من التجارب الجزئية

لان الملاحظات والتجارب تتم فقط على العينات ولا تتم علئ جميع عناصر الظاهرة


التعميم غير مؤسس لآن صدق القضايا الاستقرائية قي العَاضيّ لا يعني صدقها في المستقبل قمثلا المرأة اثني أنتجبت

أربع أولاد لا نستطيع الجزم بأن الخامس ولد أو بنته وأيضا المثال الذي اعتمد عليه كارل بوبر حيث اعتقد أن ملاحظئتا

لعدد من البجعات البيضاء لا يعني هذا ان كل البجع ابيض وبالتالي يصبح التعميم غير مضمون لأنه لو صادقنا بجعة

سوداء لسقط الحكم المبتي على التعميم وحكما على بطلاته لذا يقول " كارل بوبر" متتقدا الاستقراء "انه لم يصمد أمام

الانتقادات التي وجهها له العلماء؛ والمنهج الذي لا يصمد أمام الانتقادات هو منهج خاطضئ" ومن ثمة قالإشكال

المرتبط بالمنهج الاستقرائي هو إشكال غير قابل لحل


كما أتكر ديفيد هيوم أيضا مبدا السببية "العلية" ورده إلى العادة أي اتنا تعودنا فقط على مشاهدة تتابع الظواهر كتتابع

الرعد والبرق أو تعاقب الليل والنهار وهو الذي جعلنا تعتقد أن الظاهرة الأولى سبب قي الثاتية غير أن الظاهرتين

متقصلتين وليس هناك علاقة سببية بيتهما أي أننا تعودتا على ان تسبق احدى الظاهرتين الأخرى مما جعلنا تعتقد ان

الأولي هي السبب في الثانية وبالتالي قالا عتقاد بوجود السببية عند هيوم مجرد عادة ذهنية لذلك يقول ”ان السببية التي

نعتقد بوجودها هي مجرد خرافة ذهنية لا وجود لها في الواقع”؛ ومنه شك هيوم قي نتائج الاستقراء وجعل مته مصدرا

تلنيا وليس يقينيا وبالتالي فهو غير مبرر

 


بالإضافة إلى ذلك نجد هيزنبرغ يرى أن الحتمية ليست مبدأً مطلق و أن بعض الظواهر في فيزياء الذرة لا تخضع

لقوانين صارمة؛ الآمر الذي دفعهم إلى التسليم بمبدأ جديد هو اللاحتمية أي ان نفس الأسباب لا تعطي نفس النتائج

خاصة في مجال ظواهر الميكرو فيزياء يقول هيزنبرغ " أن الضبط الحتمي لا يصح في الفيزياء الذرية " ويقول أيضا

" ان الطبيعة عندما تجد نفسها في مفترق الطرق تختار الاتجاه المناسب اختيار حرا" فقانون السرعة مثلا يساوي

المسافة على الزمن فهذا لا يمكنه تطبيقه لقياس دوران الإلكترون حول النواة لان دورانه عشوائي ذو سرعة فائقة تصل

إلى حوالي 7 ملايير كلم في الثانية ولا يمكن التنبؤ بمساره ولا موقعه وكأنه يختار طريقه بنفسه


نقد ومناقشة: بالرغم من منطقية الحجج التي قدمها أصحاب الاتجاه النقيض إلا أن ديفيد هيوم برفضه للاستقراء

ورفضه لمبداً السببية والقوانين العامة يكون قد دمر العلم من أساسه فمثلا لا يمكن ان يقوم علم الفيزياء دون مبدأ السببية

ودون هذه القوانين آلتي تفسّر العلاقات الثابتة بين الظواهر؛ كما أن أنصار هذا الموقف اعتبروا الاستقراء باطلا ولكن

لم يقدموا عنه بديلا للعلم فقد اكتفوا بمجرد النقد


التركيب : من خلال عرضنا للموقفين نرى ان لكل موقف مبرراته الخاصة إلا أن نسبية مضمونيهما تدفعنا إلى

محاولة التوفيق بينهما أي أنه يمكن القول بأنه توجد الكثير بين الصعوبات في تبرير الاسثقراء الا انه يبقى استدلالاً

يتوجب العودة اليه في كل دراسة علمية ومنهُ فانه لا يمكنناً الاستغناء,.عنه وفي نفس الوقت لا يسعنا الادعاء بان نتائجه

مطلقة ويقينية؛ وعليه فانه يستحيل وضع حد فاصَلبِينٌ الامنتقراء التجريبي والمبادئ العقلية. بمعنى أن الاستقراء

يتأسس على المبادئ العقلية وعلى التجربة في آن وأخد؛ وعليه فانه وسيلة للجمع بين ما هو حسي وما هو عقلي.


وأنا بدوري اعتقد أن الاستقراء مشروع مبرر ومنهج يمكن الاعتماد عليه ولكن هذا لا يعني أن نتائجه مطلقة

وثابتة وهذا ما قصده "أرسطو" الذي يعتبر الواضع الأول للاستقراء؛ ولكنه انتقدة:واعتبره وسيلة ظنية في بلوغ المعرفة.

بمعنى ان الاستقراء منهج يقوم على الانتقال من الخاص الى العام ومن الحاضر الى-المستقبل وبالتالي فان نتائجه

ترجيحية احتمالية

حل المشكلة ‏ الخاتمة: في الأخير نستنتج ان الاستقراء لا يمكن اعتباره مبررا بطريقة تامة مادام ناقصا ونتائجه نسبية

من جهة ولكن من جهة أخرى لا يمكننا الاستغناء عنه؛ لان البديل عنه لم يحضر على الأقل”حتى وقتنا الحالي؛ ولذلك

فان مشكلة الاستقراء مازالت قائمة لأنه توجد فيه جوانب لم تكتمل ولكن تطور العلوم في الْعَصَرّ الحديث قد يصل بنا

الى الدقة والكمال شيء فشيئا من خلال تطور الوسائل التقنية والمناهج العلمية لذلك يقول براترند راسل "ان النظرية

التامة في العلم لاتزال فوق طاقة البشر" وعليه فانه يمكننا الحديث عن تطور مستمر لهذه العلوم التجريبية كلما تطور

منهجها؛ فكلما تطورت وسائل الملاحظة والتجربة والاستقراء كانت النتائج أكثر دقة ويقينا وثباتا.


 



 

 


 


 

ليست هناك تعليقات