مقالة المقارنة بين العلم والفلسفة للشعب العلمية والتقنية والتسيير واللغات

  

💥مقالة المقارنة بين العلم والفلسفة للشعب العلمية والتقنية والتسيير واللغات موسعة وثرية جدا 🤩

قارن بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية؟ ما الفرق بين العلم والفلسفة ؟

كيف نميز بين التفكير العلمي والتفكير الفلسفي ؟

طرح المشكلة - مقدمة: يتميز الانسان عن غيره من الموجودات بكونه كائنا عاقلا وساعيا نحو بلوغ المعرفة

وإدراك العالم الخارجي والتكيف معه؛ ولذلك يعرف الإنسان بأنه كائن تواق إلى المعرفة فيحصلها بعدة طرق تبعا

لاحتياجاته؛ فالمعرفة في مفهومها هي جملة ما يحصله الانسان من خبرات ومهارات وأفكار وتصورات حول ذاته

وحول العالم الخارجي. أو هي الادراك ووالوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل او التجربة الحسية المكتسبة؛

والمعروق أن المعرفة ميادين ومجالات فمنها المعرفة التي تحمل طابعا علميا تجريبيا والمعرفة التي تحمل طابعا

فلسفيا تجريدياء ولأنه يوجد بيتهمًا اختلاف ظاهري أي بين العلم والفلسفة من حيث الموضوع والمنهج والهدف

ساد الاعتقاد بأنه لا توجد علاقة بينهما لهذا كان لابد من التحذير من هذا الاعتقاد الذي يبدو مخطناء وعليه كان

لابد من طرح السؤال التالي ما الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟


عرض أوجه الاختلاف إن الاختلافات بين العلم والفلسفة عديدة نذكر منها.


- من حيث طبيعة الموضوع. المشكلة العلمية مجالها الطبيعة والظواهر المحسوسة وتسمى "الفيزيقا" مثال ذلك

دراسة طبيعة المعادن أو دراسة تركيبة الماء أو دراسة ظاهرة التركيب الضوئي أو دراسة عملية التنفس. أما

الإشكالية الفلسفية فمجالها ما وراء الطبيعة والمعقولات أي "الميتافيزيقا". فمثلا هي تبحث عن العلل الأولى

للوجود لذلك قال أفلاطون "الفلسفة هي البحث عن العلل الأولى للوجود". وكمثال أيضا نجد الفلسفة تدرس

الموضوعات اللامحسوسة كالحرية والديموقراطية والفن والأخلاق


- من حيث المنهج. المشكلة العلمية منهجها تجريبي استقرائي يقوم على الملاحظة والفرضية والتجربة واستخلاص

القوائين لذا يقول كلود برنارد " ان التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نملكها لنطلع على الأشياء التي هي خارجة

عنا" أما الإشكالية الفلسفية فمنهجها تجريدي عقلي تأملي. يقول هوسرل " من أراد ان يكون فيلسوفا وجب عليه

ان ينطوي على نفسه وينسحب داخلها"


من حيث اللغة. المشكلة العلمية تستعمل التقدير الكمي أي لغة الرياضياتٍ للتعبير عن قوانينها ونتائجها مثال ذلك

القوانين الفيزيائية التي غالبا ما تكون مصاغة كجمل رياضية رمزية؛ أما الإشكالية الفلسفية فهي تستعمل لغة لفظية

خاصة أي المصطلحات الفلسفية مثل مصطلح "الميتافيزيقا"


- من حيث التخصص. المشكلة العلمية محدودة وجزئية أي تهتم بموضوعات خاصة لأنها تتعلق بظاهرة معينة


مثلا ظاهرة سقوط الأجسام أو قانون الجاذبية أو وظيفة البروتين؛ أما الإشكالية الفلسفية فهي كلية شاملة لأنها

تتعلق بقضية عامة إنسانية متل موضوع الحرية والأخلاق والسياسة لذا يقول فاليري " الفيلسوف هو كل شخص

يكون لنفسة نظرة شاملة ومنظمة لكل معارفه "


- من حيث الهدف_الممشكلة العلمية تهدف للوصول إلى نتائج دقيقة تصاغ في شكل قوانين والوصول إلى الأسباب

القريبة التي تفسر من خلالها الظواهر الطبيعية ومعرفة كيفية حدوثهاء أما الإشكالية الفلسفية فهي تهدف للوصول

إلى حقائق وتصورات والبحث عن الأسباب القصوى البعيدة. لذا يقول فغنشتاين " ان غاية الفلسفة هي أن توضح

الأفكار وأن تعرفها بكامل الدقة"

أوجه الاتفاق والتشابه إن المتأمل في كل من العلم والفلسفة يجد إنهما يتشابهان من حيث :


أن كلاهما سبيل للمعرفة فالفلسفة والعلم كلاهما يقومان على البحث وطرح الأسئلة وبالتالي فغايتهما واحدة وهي

تحصيل المعرفة وزيادة الرصيد الفكري/ وهما يعتبران وسيلة لبناء المنتوج الثقافي والحضاري فالعالم والفيلسوف

لا يتركان وراءهما ارثا ماديا بقدر ما يكون ارثهما فكريا وثقافيا وحضاريا/ وأيضا نجد أنهما ينبعان من الشخص

الذي يتمتع بحب المعرفة والفضول المعرفي حيث نجد دائما العالم والفيلسوف يطرحان أسئلة لا تهم العامة من

الناس مثال ذلك سؤال ماهي سرعة الالكترون؟ وكيف يمكن تفسير حركته ؟ وهل الانسان حر أم مقيد ؟ / وكلاهما

يثير الحرج والحيرة والدهشة والإحراج مثال الحرج والقلق والحيرة التي أصابت سقراط بسبب أفعال السفسطائيين

- مذهب يوناني قديم - ودورهم في افساد اخلاق الناس والهم الذي أصاب اديسون عندما كان يتساءل باستمرار

عن سبب احتراق المصباح وعدم نجاح تجربته يقول كارل ياسبربس " تبدأ الفلسفة بقلق يجتاح الانسان ويولد

فيه الرغبة لتحديد الأهداف" / وبذلك تكون صيغة كلاهما استفهامية. مثل تساؤل باستور عن ظاهرة التعفن

وتساؤل كانط عن أصل المعرفة وما هو دور كل من العقل والحواس يقول غاستون باشلار" كل معرفة في نظر

الروح العلمية جواب عن سؤال وإذا لم يكن هناك سؤال فلا حديث عن الروح العلمية "/ كما أن كلاهما عمل

منظم منهجي يهتم بموضوع ما ويتماشى مع طبيعته. / كلاهما يعتمد على مهارات مكتسبة لتأسيش المعرفة / كما

ان كلاهما دليل على عظمة الإنسان وقدرته على الاجتهاد والإبداع لتجاوز جهله

*أوجه التداخل - من خلال ما عرضناه من اختلافات وتشابهات يمكننا القول أن العلاقة بين العلم والفلسفة تكاملية

لأن المشكلة العلمية هي نتاج الإشكالية الفلسفية لأن هذه الأخيرة هي التي عبرت عن حيرة الإنسان تجاه الوجود

ككل وما وراء الطبيعة وبعدها انشغل الإنسان بالظواهر الطبيعية وكيفية حدوثها. أي أن الحيرة الفلسفية تولدت

عنها الحيرة العلمية. ومنه اعتبرت الفلسفة أم العلوم جميعا ومن الأمثلة التوضيحية الحديث عن أصل الكون في

القديم يعتبر مبحثا فلسفيا. أما اليوم فهو تخصص علمي يسمى علم الفلك؛ وابضا تعمل الفلسفة على نقد العلوم

وتوجيهها والعمل على إعادة بناءها. وهذه تسمى الوظيفة الأبستمولوجيا أي نقد المعرفة العلمية من حبث مبادتها

ونتائجها لذلك قال غوبلو " لقد عملت الفلسفة على تلوين سائر العلوم فغذئها في حجرها حتى تكاملت وتحررت”


- كما أن المشكلات العلمية بدورها تصل إلى قضايا قد تدفع العقل البشري إلى تساؤلات فلسفية مثل التساؤل حول |

الاستنساخ وعلاقته بالإنسان والأخلاق. أي أن الاستنساخ أثار مشكلة أخلافية استدعث تدخل الفلسفة وهذا ما أدى

| الى نشوء نظرية جديدة في الفلسفة اسمها البيوتيقا أي أخلاقيات العلم وبالثالي فان المشكلاث العلمبة لخدم

الإشكاليات الفلسفية من جهة أخرى. لذا يقول المفكر الفرنسي لوي ألتوسير " لكي تولد الفلسفة أو تتجدد نشأتها

لا بد لها من وجود العلوم”

- لذلك يمكن القول أن المشكلات العلمية في كثير من الأحيان تتحول الى إشكاليات فلسفية مثل موضوع الاستتساخ

وصناعة الفيروسات لأن الفلسفة تبدأ من حيث انتهى العلم والعكس صحيح بمعنى أنه يوجد بعض الإشكاليات

الفلسفية التي اهتم بها العلم وتكفل بحلها وكشف غموضها مثل موضوع أصل الكون الذي كان يعد إشكالية فلسفية

فلما جاءت الفيزياء المعاصرة بدأت بتقديم تفسيرات علمية كنظرية الانفجار العظيم وبالتالي انتقلت الى كونها

مشكلة علمية وهنا بدأ العلم حيث انتهى دور الفلسفة


لهذا يبدو لي أن العلاقة بين الفلسفة والعلم تنطوي على جانبين؛ الجانب الأول وهو الفرق لأنه اذا نظرنا

من ناحية طبيعة الموضوع والمنهج والهدف نلاحظ بأن هناك اختلافا بينهماء ولكن من جانب آخر يوجد تكامل

بينما وهذا عبرت عنه نظرية فلسفة العلوم. فالعلم يعتمد على الفلسفة لأن المشكلات العلمية تنطوي على أبعاد

فلسفية بدليل فلسفة العلوم فالفيلسوف هو الذي يوجه العلم من الناحية المنهجية والمعرفية؛ وهذا من خلال تقييم

ونقد العلوم من أجل تحقيق التطور والابتعاد عن الأخطاء يقول ميرولوبنتي "الفلسفة لا تعتبر نوعا من أنواع

المعرفة بل هي من تنبهنا لعدم نسيان أصل كل معرفة وحدودها"

الخاتمة: إنه بالرغم مما يبدو لنا من مظاهر الاختلاف بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية؛ فإن التحليل والتعمق

في العلاقة بينهما توحي بأن كلا من هما يتداخلان فيما بينهما وظيفيا وهما لا يفترقان كثيرا. ونتيجتهما واحدة

وهي تحصيل المعرفة يقول هيغل " تظهر الفلسفة في المساء بعد أن يكون العلم قد قضى يوما طويلا '" أي أن

كلاهما يؤثر في الأخر ويتأثر به؛ لأن الفلسفة بدون علم هي أقرب الى الفراغ خاصة في عصتزنا الحالي والعلم

بدون فلسفة هو أقرب الى دمار الإنسائية الا في حالة ما إذا تقيد بقيود أخلافية فرضتها عليه الفلسفة.


 



 



 


 


ليست هناك تعليقات