كتاب الصراع على سوريا (- دراسة للسياسة العربية بعد الحرب 1945-1958م)

 إضاءة على كتاب الصراع على سوريا 

                (- دراسة للسياسة العربية بعد الحرب 1945-1958م)

سورية منطقة المصالح الحيوية: هي مركز العالم القديم وهي مركز الصراعات قديما وحديثا ومركز لتجاذب وتنافر المصالح الدولية والاقليمية الكبرى.

نظرا لما يجري في سوريا و المنطقة (بلاد الشام والعرا ق واليمن ) بشكل خاص وما يجري في العالم العربي بشكل عام منذ نشوء الحراك العربي والذي اطلق عليه بالربيع العربي زورا وبهتانا هذا الحراك الذي خطط وركبه التطرف الاسلامي المتمثل بالإخوان المسلمين الاخونجية و أخواتهم القاعدة و الدو اعش من جهة اليمين و من جهة اليسار العلمانيين والليبراليين العرب  الجدد و كل يغني على ليلاه وكلاهما  مرتبطون بالغرب الاوربي و الأمريكي من حيث يعلمون أو لا يعلمون  وبدؤا يعيثون في البلاد العربية بشكل عام والبلاد الشامية و اليمنية والعراقية بشكل خاص يعيثون فسادا و خرابا ودمارا وتركبت المشاريع السياسية وتناحرت وتصارعت فيما بينها و الخاسر الوحيد هي دولنا الوطنية المجروحة  و شعوبها المجروحة . 

يقسم المؤرخون تاريخ سوريا بعد الاستقلال إلى مراحل ثلاث مراحل رئيسية: 

أولها: مرحلة ما قبل الوحدة 

وثانيها: مرحلة الوحدة والانفصال حتى عام 1963، 

الثالثة هي: ما بعد عام1963م (مرحلة ولادة الاستقرار السياسي).

وربما بمرحلة رابعة (الربيع العربي) والصراع على  سورية وما تلاه.

يعالج الصحفي باتريك سيل في كتاب الصراع على سوريا المرحلة الأولى ما قبل الوحدة مع مصر من عام   1945م– 1958م.

ويقول باتريك في مقدمة كتابه  "إن هذا الكتاب ليس مع أي زعيم عربي أو ضده، مع أي حزب أو دولة أو مبدأ أو ضدها، فقد أردت أن أفسر وأكشف ماضي بعض المشكلات المعاصرة من مراحل تاريخ سوريا بأكبر قدر من الحيادية". 

  يتناول كتاب الصراع على سوريا المرحلة التاريخية المهمة من تاريخ سوريا يعالج كتاب "الصراع على سورية" فترة هامة من تاريخ القطر العربي السوري من مرحلة الاستقلال حتى قيام الوحدة بين القطرين السوري والمصري. جاء هذا العمل التاريخي السياسي الفكري ذو أهمية كبيرة للباحث والقارئ العربي للتعرف على تلك المرحلة من تاريخ سوريا.

ويستند باتريك سيل في اظهار أهمية موقع هذا البلد المفصلي في منطقة حساسة من العالم و الغنية بالثروات الطبيعية وأهمها النفط، والتي لم تعرف الاستقرار طيلة عقود بسبب التنافس الشديد للهيمنة عليها وبسبب التحديات التي خلفها تنامي الدور الصهيوني بعد قيام دولة إسرائيل، وإنما أيضاً إلى حالة الضعف والتهميش التي كان يعانيها المجتمع السوري بعد الاستقلال في عام 1946، وإلى الدور المتعاظم للجيش في الحياة السياسية، حيث بدأت الانقلابات العسكرية التي تناوبت على السلطة في سوريا منذ انقلاب حسني الزعيم عام 1949 وحتى استلام الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1970 للحكم في سوريا (بداية مرحلة  الاستقرار السياسي التي امتدت ثمارها الى بدايات عام 2011م ).  

 اعتمد سيل على ما توفر له من تقارير صحفية وإذاعية، وعلى مقابلات شخصية مع بعض من السياسيين الوارد ذكرهم في الكتاب، مثل ميشيل عفلق وعصام العطار وشكري القوتلي وغيرهم.

وينقسم الكتاب إلى 23 فصلًا، يبدأها بذكر الأهمية الاستراتيجية لسوريا، أو ما أسماها “مرآة المصالح المتنافسة على المستوى الدولي”، والمحاولات الحثيثة للسيطرة عليها بصورة الوحدة بعد استقلالها، كالهاشميين الذين تمثلت رغبتهم بمحاولات الملك حسين وابنه فيصل بمشروع الهلال الخصيب، ومحاولات العراق الحثيثة لمشروع وحدة يضمن له قيادة الشرق، “فمن يريد أن يقود الشرق الأوسط، لا بد له من السيطرة على سوريا”، بحسب باتريك.

يتدرج الكتاب بعدها لذكر الأحزاب السياسية على الساحة السورية آنذاك بالتفصيل، تأسيسًا ومنهجًا وعقيدة وأداءً سياسيًا، كالوطنيين القدامى والحزب القومي والحزب الشيوعي وحزب البعث وسواها، متناولًا الانقلابات في فترة تميزت بالنشاط السياسي والتقلب المستمر وعدم الاستقرار، إلى حد الوصول لأول انتخابات حرة عام 1954. ويتابع في ذكر الظروف والمصالح المتشابكة التي أدت لولادة الوحدة السورية المصرية وهو ما يختتم به باتريك الكتاب.

فالكتاب عبارة عن بحث تاريخي قيّم لمرحلة مهمة في تاريخ وأحداث حصلت خلال اثني عشر عامًا مليئة بالنشاط السياسي في سوريا، ولعلّها تكون من الجذور المؤسسة لكل ما مرت به سوريا حتى اليوم. 

تُرجم الكتاب للغة العربية وطبع للمرة الأولى عام 1968،والطبعة التي بين أيدينا هي طبعة عام 1986م ترجمة سمير عبده و محمود فلاحة والناشر دار طلاس قياس الورق 16سم و ويقع فيما يزيد عن 430 صفحة من القطع المتوسط  .

الكتاب مهم لطلاب كلية العلوم السياسية والآداب قسم التاريخ والمهتمين بالشأن السياسي والتاريخي لسوريا ما بعد الاستقلال الأول عن الدولة العثمانية والاستقلال الثاني عن الدولة الفرنسية عام 1946م 

رقم تصنيف الكتاب 956,1 / س ي ل ص .           اعداد لؤي علي عثمان




ليست هناك تعليقات