كتاب تفسير القرآن العظيم المشهور بـ «تفسير ابن كثير»،

 إضاءة على طبعة نادرة لكتاب 

                         تفسير القرآن العظيم المشهور بـ «تفسير ابن كثير»،

هذه الطبعة قي أربعة أجزاء وقد طبع بدار احياء الكتب العربية مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه في مصر المحروسة في أوائل القرن الماضي .

 للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المعروف بابن كثير (المتوفى 774 هـ)، هو من أشهر كتب التفسير للقرآن الكريم في مدرسة أهل الاجتهاد (السنة والجماعة) ويُعدُّ من أشهر ما دُوِّن في موضوع التفسير بالمأثور أو تفسير القرآن بالقرآن، فيعتمد على تفسير القرآن بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، وكذلك يذكر الأحاديث والآثار المسندة إلى أصحابها، وأقوال الصحابة والتابعين، كما اهتم باللغة العربية وعلومها، واهتم بالأسانيد ونقدها، واهتم بذكر القراءات المختلفة وأسباب نزول الآيات، كما يشتمل على الأحكام الفقهية، ويعتني بالأحاديث النبوية، ، ويضعه البعض بعد تفسير الطبري في المنزلة، ويفضله آخرون عليه.

 و ابن كثير مُحدّث ومفسر وفقيه، ولد بمجدل من أعمال دمشق سنة 701 هـ، و مات أبوه سنة 703 هـ، ثم انتقل إلى دمشق سنة 707 هـ بعد موت أبيه، حفظ القرآن الكريم وختم حفظه في سنة 711 هـ، وقرأ القراءات وجمع التفسير، وحفظ متن «التنبيه» في الفقه الشافعي سنة 718 هـ، وحفظ مختصر ابن الحاجب، وتفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري، وكمال الدين وسمع الحديث من ابن الشحنة، وابن الزراد، وإسحاق الآمدي، وابن عساكر، والمزي، وابن الرضى، شرع في شرح صحيح البخاري ولازم المزي، وقرأ عليه تهذيب الكمال، ويعتبر من تلامذة ابن تيمية، وتولى العديد من المدارس العلمية في عصره كدار الحديث الأشرفية، والمدرسة الصالحية، والمدرسة النورية الكبرى وغيرها .

توفي في شعبان سنة 774 هـ، ودفن بجوار ابن تيمية في مقبرة البرامكة الكائنة حاليا ضمن حرم الادارة المركزية لجامعة دمشق ولهذه المقبرة قصة مع الاحتلال الفرنسي 

 له عدة تصنيفات أخرى أشهرها البداية والنهاية، وطبقات الشافعية، الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، والسيرة النبوية، وله رسالة في الجهاد، وشرع في كتاب كبير للأحكام ولم يكمله، وله شرح صحيح البخاري وهو مفقود.

منهجه في  التفسير وقد ذكره ذلك في مقدمة التفسير فقال:

تفسير أن يفسر القرآن بالقرآن، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له وان لم يكن  رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما الأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

واسلوبه في التفسير و منهجه قائم على :

1- تفسير القرآن بالقرآن: تفسير الآية بآية أخرى إن وجدت؛ حتى يتبين المعنى، ويظهر المراد، وقد يذكر ابن كثير عدة آيات في تفسير الآية الأولى، وكأنه يجمع بين الآيات المتشابهة والمتماثلة في المعنى، والمتحدة في الموضوع، فتأتي الآيات المتناسبة في مكان واحد.

2- الحديث النبوي من أهم مصادر ابن كثير في التفسير رواية الأحاديث: إن لم يجد ما يفسره بالقرآن فسره بالأحاديث النبوية، فيروي الأحاديث بأسانيدها غالبًا، وبغير إسناد أحيانًا. ويحشد الأحاديث الكثيرة في تفسير الآية الواحدة، حيث تُقدر الأحاديث المذكورة في تفسيره بآلاف الأحاديث.

3- التفسير بأقوال الصحابة: يُردِف ابن كثير في تفسير الآية ما وصله من أقوال الصحابة في تفسير هذه الآية، حسب المؤهلات التي يمتلكونها.

4- أقوال التابعين وتابعي التابعين: يذكر أقوال التابعين، وتابعي التابعين، ومَن يليهم من علماء السلف، وخاصةً أهل القرون الأولى.

الإسرائيليات: كان ابن كثير ينبِّه على الإسرائيليات في التفسيرو يذكرها ويعقِّب عليها بأنها دخيلة على الرواية الإسلامية،وأحيانا لا يذكرها بل يشير إليها، ويبيِّن رأيه فيها، وقد نوَّه على وجود هذه الإسرائيليات في مقدمة تفسيره، فقال: «تُذكر للاستشهاد لا للاعتضاد».

الأحكام الفقهية: يتعرض ابن كثير عند تفسير آيات الأحكام إلى بيان الأحكام الشرعية، ويستطرد في ذكر أقوال العلماء وأدلتهم، ويخوض في المذاهب ويعرض أدلتهم.

يعتمد على الشواهد اللغوية والشعرية العربية في فهم القرآن.

ينقل أراء الأعلام والرجال الذين نُقِل عنهم.

يعتمد على الاقتباس ممن سبقه من المفسرين، وينقل عنهم. 

يتبع ابن كثير في تفسيره مذهب السلف في إثبات الصفات كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تعطيل حسب قوله.

الكتاب مهم لطلاب كلية الشريعة وكلية الآداب تاريخ ومكتبات  رقم تصنيف الكتاب 228 / ك ث ي ت(1-4)

                                                                   إعداد لؤي علي عثمان

ليست هناك تعليقات