بحث عن مفهوم العلم

 

مفهوم العلم :

تعددت تعاريف العلم وسنورد ثلاث تعريفات هي :

1- العلم : سلسلة مترابطة من المفاهيم والقوانين والأطر النظرية التي نشأت نتيجة للتجريب او الملاحظة المنظمة .

2- العلم : نشاط إنساني هدفه زيادة قدرة الإنسان في السيطرة على الطبيعة .

3- العلم : كل منظم من المعرفة التي تم الحصول عليها عن طريق البحث والتفكير .

 وكل من التعريف الاول والثالث يشيران الى جانبين رئيسين هما :

أ-مضمون العلم او المكون المادي للعلم .

ب- المنهج العلمي في اساليب العلماء للتوصل الى مادة العلم .

  أهداف العلم : للعلم اربعة أهداف رئيسة هي :-

1- الوصف : Description

ان هدف العلم وصف الظواهر المختلفة وغيرها معتمدا في ذلك على الملاحظة واستخدام ادواته او اجهزته العلمية الخاصة .

2- التفسير Explanation

لايقف العلم عند وصف وفهم الظاهرة بل يتقصى معرفة اسبابها ويعتمد التفسير على دراسة المتغيرات التي تلازم الظاهرة وتسبب حدوثها .

3- التنبوء Prediction  .

عندما يصل العلم الى تعميمات تفسر الظواهر المختلفة يحاول الاستفادة من هذه التعميمات في التنبور مستقبلا والتنبوء يعني : استخدام معلومات سابقة لتوقع حدوث نتائج أو ظواهر مستقبلية .

4- الضبط والتحكم : Control   : ويعني ضبط العوامل والظروف التي تجعل ظاهرة معينة تتم على صورة معينة او منع حدوثها بما يتفق وصالح الانسان , ويعتمد ضبط الظاهرة على مدى صحة تفسيرها والتنبوء بها .

الطريقة العلمية في البحث :

كان ظهور الطريقة العلمية نتيجة لجهود علماء كثيرين وقرون طويلة من البحث ، وان أول ملامح هذه الطريقة ظهرت على يد الفيلسوف الانكليزي فرانسيس بيكون  Francis Bacon         ( 1561-1626) حين اقترح بناء النتائج على أساس مجموعة كبيرة من الوقائع والملاحظات التي يمكن جمعها وان المعرفة المكتسبة يجب ان تمحص وتنظم ثم تطبق .

ثم تطورت هذه الطريقة على يد مجموعة من العلماء ، إلى ان استطاع الفيلسوف الأمريكي (جون ديوي ) )1859 1952) ان يحددها في خطوات نشرها في كتابة (كيف نفكر)   How are we thinking  عام 1910 وقد كانت الخطوات هي :

1- الشعور بالمشكلة .

2- تحديد المشكلة .

3- وضع الفروض .

4- جمع البيانات والمعلومات .

5- اختبار الفروض.

5- الوصول الى النتائج والاستنتاجات .

ويحدد باحثون آخرون هذه الخطوات بما يأتي :

1- اختيار مشكلة البحث

2- تحديد مشكلة البحث .

3- تنفيذ إجراءات البحث .

4- تحليل البيانات .

5- استخلاص الاستنتاجات وصياغتها .

ومن الجدير بالذكر ان أكثر خطوات الطريقة العلمية اهمية هي تحديد المشكلة لان مشكلة البحث اذا كانت محددة فانها ستوجه البحث بدقة نحو الحلول ، اما اذا كانت غامضة فانها ستصرف من الباحث الوقت الطويل دون فائدة .

البحــث العلمــــي

هو عملية منظمة تهدف الى التوصل لحلول الى مشكلات محددة او اجابة عن تساؤلات معينة باستخدام اساليب معينة يمكن ان تؤدي الى معرفة علمية جديدة .

ومن هذا التعريف يمكن استنتاج ما يلي :

1- هناك مشكلة ما تحتاج الى حل والبحث العلمي يكفل حلها .

2- ان ثمة اساليب واجراءات متعارف عليها في حل المشكلة .

3- ان البحث العلمي يولد معرفة جديدة قد تشمل وصفاً او تفسيرا لظاهرة ما .

خصائص البحث العلمي :

يتميز البحث العلمي بالخصائص الاتية :

1- عملية منظمة تسعى الوصول الى الحقيقة .

2- عملية منطقية يسعى الباحث من خلالها للوصول الى حلول مشكلاته بخطوات غير متناقضة تدعم بعضها بعضاً .

3- عملية تجريبية تنبع من الواقع وتنتهي به .

4- عملية موثوقة قابلة للتكرار والوصول الى نفس النتائج .

5- عملية موجهة لتحديث اوتعديل او زيادة المعرفة الانسانية .

أهداف البحث العلمي :

أهمها مايأتي :

1- الكشف عن الحقائق والمبادئ والقوانين التي تفيد الإنسان في حل مشكلاته.

2- التحليل النقدي للآراء والأفكار والمذاهب الفكرية .

3- حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والصحية والزراعية والتعليمية وغيرها .

4- تفسير الظواهر الطبيعية والتنبوء بها وضبطها .

5- تعديل وتغيير المعلومات غير الدقيقة عن الظواهر المحيطة بالإنسان .

6- التخطيط للتغلب على الصعوبات التي تواجه الإنسان والتنبوء بمستقبل الحياة الإنسانية .

تصنيف مناهج البحث العلمي :

ويوضحها المخطط الاتي :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عناصر البحث العلمي :

ويشمل البحث العلمي اربعة عناصر هي :-

أولاً : مدخلات البحث العلمي : وتتكون من عنصرين هما :

1- الباحث : وما يتميز به من كفايات علمية ، منطقية وغيرها .

2- البحث : ببعديه مشكلة البحث والخلفية النظرية .

ثانياً : عمليات البحث العلمي : وتتكون من منهجية البحث وإجراءات البحث .

ثالثاً : مخرجات البحث العلمي : وتتكون من نتائج البحث والاستنتاجات والتوصيات .

رابعاً : الضوابط التقييمية للبحث العلمي : وتشمل المؤشرات ومعايير تقييم البحث في فعاليته .

لمعالجة المشكلة والمخطط الآتي يوضع هذه العناصر الأربعة :

 

 

المدخلات                            العمليات                                       المخرجات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


أولاً : مدخلات البحث العلمي :

تعريف الباحث :

الباحث :هوالشخص الذي يقوم باجراء عملية البحث العلمي وصولا الى حل مشكلة البحث .

كفايات الباحث : ان الباحث ينبغي ان يتميز بمجموعة من الصفات والخصائص ومنها :

1- الكفايات الشخصية للباحث :

 وهذه تتعلق بالباحث نفسه وشخصيته والفضائل التي يجب ان يتحلى بها واهمها طريقة تعامله مع الاخرين والتحلي بالصبر والاستمرارية ومعرفته للغات الاجنبية ورغبته في اكتشاف الحقيقة وان يكون متواضعاً لا مغرورا وتجنب مهاجمة الاخرين بشكل شخصي وان يتحلى بالسمعة الطيبة وتحمل المسؤولية ازاء بحثه .

2- الكفايات العلمية للباحث :

 ويقصد بها الأطر النظرية والتطبيقية للبحث العلمي التي هي مبعث بصيرة الباحث بمشكلة بحثه وقدرته في تحري المعلومة الدقيقة فيما يقرأ ويكتب وفيما يعرض من معلومات مع درجة عالية من التجرد من الاهواء الشخصية .

الكفايات المنطقية للباحث :

وهي توازي شعور الباحث بالمشكلة وتقرير معالجتها بناء على اسس منطقية مقنعة وتبدو لدى الباحث بشكل قدرات فردية في تقييم طبيعة المشكلة وكونها تستحق الدراسة ام لا .

الاتجاهات العلمية للباحث :

هناك عدد من السمات المميزة التي ينبغي ان يتحلى بها الباحث استناداً الى مجموعة من الاتجاهات العلمية التالية :-

1- الثقة بالعلم والبحث العلمي :

على الباحث ان يثق باهمية العلم من اجل ايجاد حلول مناسبة للمشكلات التي تواجهه .

2- الإيمان بقيمة التعلم المستمر :لاشك ان الحياة معقدة ومتغيرة باستمرار بطبيعتها لذا ينبغي عليه الدراسة والمتابعة المستمرة حتى تكون تفسيراته متماشية مع تطور الحياة .

3- التفتح العقلي : لا يلتقي البحث العلمي مع التزمت والجمود والتحيز والتعصب وليس هناك بحث موضوعي يلتقي مع التزمت والتعصب وعلى الباحث التحرر من الأفكار المسبقة .

4- تقبل الحقائق :

 يتميز الباحث العلمي بأنه يبحث عن الحقيقة لذا فهو مستعد لقبولها وان كانت مخالفة لراية ولا يؤثر ذلك في علاقته مع أصحاب الرأي المعارض .

5- التأني والابتعاد عن التسرع :

 لا يتسرع الباحث العلمي في إصدار أحكامه ولا يدعي معرفة لم يتوصل اليها بالبحث او انه لا يتملك برهاناً واضحاً عليها .

6- الاعتقاد بقانون السببية :

 ان يعتقد بان لكل نتيجة سبباً وان يبتعد عن التفسيرات الميتافيزيائية وان لا يؤمن مطلقا بالصدفة ولا يعتمد عليها في تفسير الظواهر .

7- الامانه العلمية :

 البحث العلمي امانة عند الباحث ، يلاحظ ويصف ويسجل ويعلن نتائجه كما هي عند قياسها ، فالحقيقة شيء وما يرغب فيه شيء اخر .

8- الشك العلمي .

9- الدقة العلمية .

10- النظرة الايجابية للفشل .

أدوات البحث العلمي :

يحتاج أي بحث الى مجموعة من الوسائل والادوات التي يتم بواسطتها الحصول على المعلومات والبيانات وتتنوع الادوات التي تستخدم في البحوث العلمية تبعآ لتعدد وتنوع المشكلات والظواهر في مجالات العلوم المختلفة.

و لكل بحث اداته المناسبة له وان الباحث الناجح هو الذي يختار الاداة المناسبة لبحثه بدقة وفيما يلي استعراض لأهم هذه الادوات :

اولا : المقابـــلة :

وهي لقاء يتم بين الباحث والمستجيب بهدف الحصول على المعلومات بصورة شفوية ومباشرة وتعد اداةً لجمع المعلومات الخاصة بالبحوث التي لايمكن الحصول عليها باستخدام ادوات اخرى .

وتقسم المقابلة الى ثلاثة انوع هي :

1-المقابلة المغلقة : وتطرح فيها اسئلة تتطلب اجابات دقيقة ومحددة .

2- المقابلة المفتوحة : وتطرح فيها اسئلة غير محددة الاجابة .

3- المقابلة المغلقة – المفتوحة : وتكون فيها اسئلة مزيجا من النوعين .

ثانيا : الملاحظة :

وتعرف بأنها : الانتباه الى ظاهره ما او حادثة معينة بهدف الكشف عن اسبابها وقوانينها . وتقسم من حيث طبيعتها الى ثلاثة انواع :

1-الملاحظة البسيطة : وتتضمن صورا مبسطة من المشاهدة والاستماع دون اخضاعها للضبط العلمي .

2- الملاحظة المنظمة : وتتم في ظروف مخطط له ومضبوطة ضبطا علمية دقيقا وتختلف عنه البسيطة في انها تحدد لها ظروف الزمان والمكان ويستعان لها ببعض الوسائل الميكانيكية مثل كاميرات التصوير .

3- الملاحظة العارضة : والتي يستخدمها معظم الناس في حياتهم اليومي وتبنى عليها الكثير من المفاهيم وهي غير عملية وغير دقيقة لانها تتعرض للتحيز ولاتستخدم فيها ادوات وليس لها اهداف مسبقة .

وتعد الملاحظة المنظمة المقصودة طريقة علمية لدراسة الظواهر مثل دراسة السلوك المشاكس لعدد من الطلبة او تقويم اداء العاملين او دراسة التفاعل اللفظي داخل الصف .

ثالثاً : الاختبارTest                    

ويعرف بانه : اجراء منظم لقياس سمة ما .

وهو يعطي درجة او قيمة او رتبة ما للمفحوص ويمكن ان يكون مجموعة من الاسئلة او جهازا معينا و يستخدم في جميع الميادين فمثلا في التربية يستخدم لقياس قدرات الطلبة

ومستواهم التحصيلي وفي الادارة يستخدم لتحديد مستوى اداء العمال وتقويم انتاجهم وفي الهندسة يستخدم في اجراء وفحص المواد وفي الطب لتشخيص الامراض وفي التحليل وفي مجال علم النفس يستخدم الاختبار في قياس شخصية الانسان .

ويتصف الاختبار الجيد بما يلي :

1-الموضوعية : ونعني بها ان يعطي الاختبار نفس النتائج مهما اختلف المصححون أي عدم تاثيره بذاتية المصحح .

2- الصدق : والاختبار الصادق هو الاختبار الذي يقيس ماوضع الاختبار من اجل قياسه .

3- ثبات الاختبار: وتعني ان يعطي الاختبار نتائج متقاربة او نفس النتائج اذا طبق اكثر من مرة في ظروف متماثلة .

رابعاً :الاستبـــيان ( الاستبانة ) :

وتعرف بانها : اداة لجمع البيانات المتعلقة بموضوع بحث محدد عن طريق استمارة يقوم المستجيب بتعبئتها .

وتتجلى اهميته بما يلي :

1- اكثر اقتصادا في الوقت والجهد مقارنة ببقية ادوات البحث العلمي.

2- تتيح الفرصة للمستجيب لابداء رايه بحرية وخاصة عندما لايطلب منه ذكر اسمه .

3- يمكن تطبيقها وتفريغ بياناتها بيسر وسهولة .

وهي على انواع اهمها :

1-الاستبيان المغلق ( المحدد الإجابة) : ويتضمن فقرات لها اجابات محددة للمستجيب مثال ذلك الفقرة الاتية :

* تحقق لي مهنة التعليم اهداف في الحياة    ( موافق – لا ادري - غير موافق ).

2- الاستبيان المفتوح : وفيه يسمح للمستجيب الاجابة عن الفقرات بحرية وباجابات مفتوحة . مثال ذلك الفقرة الاتية :

* ماهي برأيك اسباب رسوب الطلبة في مادة الرياضيات ؟

 

 

ليست هناك تعليقات