قارن بين المنطق الصوري والمنطق المادي ؟

 مقالة قارن بين المنطق الصوري والمنطق المادي ؟

طرح المشكلة

يتمثل المنطق في انه العلم الذي يهتم بمبادئ التفكير و يسعى إلى عدم الوقوع في الخطأ والملاحظ ان العقل الإنساني قد يسلك عمليات فكرية مختلفة في البحث عن المعرفة وفي طلب الحقيقة ومن بينها طريقتي الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي . ولاختلافهما من حيث التسمية و المنهج والهدف لهذا ساد الاعتقاد بأنه لا توجد علاقة بينهما لكن ينبغي الحذر من هذه الأحكام التي تبدو خاطئة . ومنه كان بالإمكان طرح السؤال التالي : ما الفرق بين المنطق الصوري والمنطق التجريبي ؟ وما علاقة كل منهما بالآخر في مساندة العقل على بلوغ الحقيقة ؟

محاولة حل المشكلة

وجه الاختلاف من خلال الوقوف على حقيقة كل من الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقر الي نجد أهم فرق بينهما في كون : أن الاستدلال الاستقرائي ينطلق من أحكام جزئية باتجاه أحكام كلية ويندرج نحو قوانينها العامة، أما الاستدلال الصوري فينطلق من أحكام كلية باتجاه أحكام جزئـ وقد بين ذلك برتراند راسل في قوله " يعرف الاستقراء بأنه سلوك فكري يسير من الخاص إلى العام ، في حين أن

الخاص"

ن استنتاج هو السلوك الفكري العكسي الذي يذهب من العام إلى

عملية الاستقراء تقوم على استنباط القوانين من خلال الرجوع إلى الوقائع والظواهر الطبيعية، أما عملية الاستنتاج فتقوم على انتقال الفكر من المبادئ إلى نتائجها بصورة عقلية .

بالإضافة إلى أن نتائج الاستدلال الاستقرائي تستمد يقينها من الرجوع إلى التجربة أي العودة إلى الموضوعات من أجل التحقق منها، بينما نتائج الاستنتاج تستمد يقينها من عدم التناقض بين النتائج والمقدمات والانسجام المنطقي بالإضافة إلى ذلك نجد أن النتيجة في الاستدلال الصوري متضمنة منطقيا في المقدمات يقول غوبلو "نتيجة القياس تحصيل حاصل عن المقدمات التي سبقتها ، ونجد على العكس من ذلك ففي الاستدلال الاستقراني يستهدف إلى الكشف عما هو جديد، لأنه يمنحنا حتى القدرة على التنبؤ

يهدف المنطق الصوري إلى انطباق الفكر مع نفسه أما المنطق الاستقرائي فهو يسعى إلى انطباق الفكر مع الواقع أوجه الاتفاق والتشابه ان الاختلافات السابقة لا تعني عدم وجود تشابهات بل العكس ويمكن ذكرها في مايلي:

كل من الاستدلال الصوري والاستقرائي منهجان عقليان وهما يهدفان إلى بلوغ الحقيقة، وكلاهما يسعى إلى الوقوف على النتيجة بعد حركة فكرية هادفة - كما أنهما نوعان من الاستدلال ينتقلان سويا من مقدمات وصولا إلى نتائج ، كما أن كلا منهما يهدف إلى بناء قوانين عامة أو استنباط ما يترتب عنها من نتائج - وكلاهما يتبع أساليب محددة في التفكير ويستند إلى مبادئ العقل

أوجه التداخل: إن عملية الفصل بين الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي تبدو صعبة خاصة في الممارسة العملية، فبالرغم من أننا نميل عادة مع النظرة التي تفرق بينهما باعتبارهما أسلوبين مختلفين من الاستدلال، إلا أن هناك نظرة توفيقية مثلها الفيلسوف كارل بوبر الذي يرى أن العمل الاستقرائي العلمي يحتاج إلى استنتاج منطقي صوري أي يمكن من خلال البحث الصوري إيجاد الصورة المنطقية للنظرية العلمية ومقارنة نتائجها بالانسجام الداخلي، وكذلك يوجد تكامل بينهما في صورة أخرى ألا وهي الرياضيات لان الرياضيات عبارة عن رموز عقلية صورية وهي اللغة التي تعتمد عليها العلوم التجريبية وهو ما ذهب إليه برتراند راسل حين قال اذا كان تفكير المجرب يتصرف عادة منطلقا من ملاحظة خاصة، ليصعد شيئا فشيئا نحو مبادى و قوانين عامة، فهو يتصرف كذلك حتما منطلقا من نفس تلك القوانين العامة، أو المبادئ ليتوجه نحو قوانين خاصة يستنتجها منطقيا من تلك المبادى" وهذا يثبت التداخل الكبير بينهما ويتجلى دور المنطق الصوري في التجريبي من خلال مرحلة وضع الفروض في الاستدلال الصوري يكتمل الاستدلال الاستقرائي

حل المشكلة

إن العلاقة بين الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي هي علاقة تكامل اذ لا يمكن الفصل بينهما أو عزلهما عن بعضهما فالذهن ينتقل من الاستدلال الاستقرائي إلى الاستدلال الصوري و يعود من الاستدلال الصوري إلى الاستدلال الاستقرائي بحثا عن المعرفة لذا يقول الدكتور محمود قاسم وهكذا" يتبين لنا أن التفرقة من هذين الأسلوبين من التفكيرم مصطنعة

ليست هناك تعليقات