مقالة المقارنة ميز بين المادة الحية والمادة الجامدة


ملاحظة: اعتماد طريقة المقارنة من أجل التعامل مع الموضوع، لأن صيغته الاستفهامية تقتضي المقابلة بين حدين يحتويان على نقاط اختلاف، كما يحتويان على معالم التشابه والتداخل.

I -  المقدمة (طرح المشكلة):
العلم هو تلك المعرفة المؤكدة بالتجريب، أو هو جملة المفاهيم التي تم الوصول إليها انطلاقا من اعتماد  الخطوات المنهجية المقترحة من طرف فرانسيس بيكون في مشروع الأورغنون الجديد، (الملاحظة، الفرضية، التجربة). والذي قد تعامل مع المادة الجامدة كما تعامل مع المادة الحية، لكن لم يبلغ الدقة على مستوى الظواهر الحية بنفس الكيفية التي بلغها على مستوى الظواهر الفيزيائية، نظرا لاختلاف طبيعة الأولى عن الثانية. ومن ذلك فإنه إذا كانت المادة الجامدة تنحصر في عناصر الطبيعة الثابتة فما حقيقة المادة الحية؟ وما أوجه الاختلاف والتشابه؟ بل ما طبيعة العلاقة القائمة بينهما؟    


II التوسيع (محاولة حل المشكلة):



                                   1- أوجه الاختلاف:
إن الدراسة النقدية لكل من الحدين تقودنا إلى تسجيل نقاط اختلاف جوهرية بينهما، وتتمثل في كون المادة الجامدة هي تلك العناصر الطبيعية الثابتة، والتي تعد موضوعا للدراسة في علم الفيزياء، بينما المادة الحية فهي تنفرد بعنصر الحياة وجملة من الوظائف الحيوية، مما يجعلها معقدة ومتجانسة  الأعضاء والأنسجة، هذا ما يمنع قابليتها للتجزئة، وفي الوقت ذاته تمتلك القدرة على التكيف مع التغيرات التي يفرضها العالم الخارجي. هذا ما أكده كوفيي من خلال قوله: "إن سائر أجزاء الجسم مرتبطة فيما بينها، فهي لا تستطيع الحركة إلا بقدر ما تتحرك كلها، والرغبة في فصل جزء عن الكتلة معناه نقله إلى نظام الذوات الميتة، أي تبديل ماهيته تبديلا تاما". المادة الحية هي مادة جامدة أضيف لها عنصر الحياة، مما يثبت الاختلاف ويجعلها غير قابلة للدراسة التجريبية، بنفس الكيفية التي تتم على مستوى المادة الهامدة. المادة الحية تفرض على المنهج التجريبي أن تعالج في شكلها الكلي،        (صعوبة العزل) بينما المادة الجامدة قابلة للتجزئة، وذلك لا يؤثر سلبا على طبيعتها. المادة الجامدة ثابتة، مقيدة بنظام الكون وخاضعة لمبدأ الانتظام ، بينما المادة الحية تتميز بالتغير والتركيب، وهذا ما ينفي إمكانية التنبؤ على مستواها.
                                          2- أوجه التشابه:
لكن وجود اختلاف بين الظواهر الحية والجامدة لا يمنع من تسجيل نقاط تشابه جوهرية بينهما، لأن كلاهما في الأصل مادة، وتشغلان حيزا من المكان. كلاهما قابل للملاحظة والدراسة الموضوعية. هذا ما أكده الطبيب الفرنسي كلود برنارد من خلال قوله: "إن الحياة هي الموت". ويؤكد أيضا: "إن المظاهر التي تبدو في الظواهر الحية، هي نفسها المظاهر التي تتجلى في الظواهر الجامدة، إنها تخضع لنفس الحتمية". نفس الطرح نجده عند الفيزيائي الألماني هيزنبرغ حيث أشار أن التفاعلات الموجودة في الطبيعة، ما هي إلا تلك التفاعلات التي تحدث على مستوى الجسم الحي". كذلك إذا كانت المادة الجامدة خاضعة لنظام الكون، فإنه من غير المعقول أن تكون المادة الحية خاضعة لنظام آخر لأن كلاهما جزء من الطبيعة.
                                      3- نقاط التداخل:
 إن العلاقة الموجودة بين المادة الحية والمادة الجامدة هي علاقة تداخل. فالمادة الجامدة جزء من المادة الحية، مادام الكائن الحي هو مادة وروح.  يمكن أن تتحول المادة الحية إلى مادة جامدة (الموت) ويمكن أن تساهم بعض أجزاء المادة الجامدة في بقاء المادة الحية، لأن الطبيعة هي المكان الذي يتواجد فيه الكائن الحي.


III - الخاتمة (حل المشكلة):
ختام القول يمكن التأكيد أن النظرة الأولية لكل من المادة الحية والجامدة توحي بوجود نقاط اختلاف بينهما، خاصة وأن الكائن الحي ينفرد بعنصر الحياة. لكن النظرة التأملية توحي بوجود أوجه تشابه لأن كلاهما في الأصل مادة، بل إن العلاقة الحقيقية بينهما تكمن في أن المادة الحية تنقسم إلى ما هو مادي وما هو روحي، ومن ذلك فلا معنى للحياة في غياب المادة. رغم أن الدراسات التجريبية لم تتمكن من الظواهر الحية بنفس الكيفية التي أحاطت بها الظواهر الهامدة.

                                        تحميل مقالة برابط مباشر :



او 


Microsoft Word




       لمزيد من مقالات اضغط هنا  اي استفسار ضعه في تعليق  الله ينجحك ولا تنسونا من دعائكم لنا 

ليست هناك تعليقات