المنهج العلمي

 المنهج العلمي :    

 


خطة البحث


مقدمـــــــــــــــــــــــة:

(1 :العلم و المنهج

(1-1 : تعريف العلم

(2-1 :تعريف المنهج

1-4): تعريف المنهج العلمي

2) أهدافه و أهميته:

- أهدافه

- أهميته

3)خصائصه

4)خطوات المنهج العلمي

 5) :أنواع المناهج

2-1):المناهج العقلية (الفلسفية)

2-2):المنهج البديهي (الاستنباطي)

2-3):المنهج الاستقرائي

2-4):المنهج الوصفي

2-5):المنهج التاريخي

2-6): المنهج النفسي

الخاتمة 

قائمة المصادر و المراجع

مقدمـــــــــــــــــــــــــة

من المشاكل التي يعاني الباحثين المبتدئين في أعدادأبحاثهم ( مقالات .مذكرات. رسائل وحتى الأطروحات) مشكلة منهجية البحث والأسلوب العلمي الصحيح الذي يجب إتباعهلا نجاز البحث على أكمل وجه وفي أحسن الظروف .وهذا يتطلب توفرمنهج متين للتفكير والتدبير. كما يستدعي توفر أساسسليم صلب ومتين

فالبحث العلمي لا يستخدم فقط في المستويات العلمية التي تتسم بالتخصص الدقيق .بل يمكن أن تتم عملية البحث في ابسط صورها في الحياة العلمية .فتأخذ بذلك أكثرمن مظهر وشكل .ذلك .لان المشاكل التي قد تصادفنا في حياتنا اليومية نحاول دائما أيجاد حلول لها بطريقة أوبأخرى .وهذا يعكس في حقيقته تطور الركب الحضاري عبر المراحل التاريخية .حيث يمكن سر هذا التطور في اعتماد الفكر على المنهاج السليم الذي يسعى دائما إلى اكتشاف المعرفة والتنقيب عنها وترقيتها واختبارها والقيام بتحقيقها عن طريق التقصي الدقيق والنقدالعميق .ليتم عرضها فيما بعد عرضا مكتملا موفرة الحلول مقدمة النتائج التي تمثل القيمة المضافة لهذا الفكر والجهد المبذول والمتواصل في سياق التراثي العلمي للإنسانية

لقد جاء تقسيم هذا البحث في محاور نوردها على النحو التالي:


1):حول مفهوم المنهج و العلم

1-1):تعريف العلم:

في البداية نحاول تعريف العلم, الذي يمكن اعتباره جملة من المعارف المنظمة, أو بعبارة أخرى اصح وأدق هو مجموعة من العارف والمفاهيم التي أمكن التوصل إليهاوالتحقق من مدى صحتها عن طريق استخدام أسلوب معين 

أذن ,هناك ارتباطا وثيقا بين هذه المعارف و الأسلوب المتبع للوصول إليها,وهذا مايعرف بمنهج البحث الذي يترجم الطريقة المتبعة في القيام ببحث علمي ,بمعنى السبل التي يتبعها الذهن الإنساني بهدف الوصول الى الحقيقة ومما سبق يمكن تعريف المنهج إلى انه

1-2):تعريف المنهج:

لغة:

"مجموعة القواعد التي يجب إنيلتزمها التفكير في محاولته للوصول إلى المعرفة"

كما يعرف ايضا:

"مجموعة القواعد العامة المصوغة من اجل الوصول الى الحقيقة في العلم"

اصطلاحا:

ومصطلح المنهج في اللغة الاجنبية يقابله كلمةméthode بالفرنسية ,ومن الناحية اللغوية تعني "الكيفية " او السبيل وكذلك الطريقة المتبعة في تعليم شئ معين


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الدكتور خالدي الهادي ,طبع في المطبعة الجزائرية للمجلات والجرائد.دارهومه,بوزريعة,المرشد المفيد في المنهجية وتقنيات البحث العلمي.سبتمبر1996

1-4):المنهج العلمي Scientific method : عبارة عن مجموعة من التقنيات و الطرق المصممة لفحص الظواهر و المعارف المكتشفة أو المرافبة حديثا ، او لتصحيح و تكميل معلومات أو نظريات قديمة . 

تستند هذه الطرق أساسا على تجميع تأكيدات رصدية و تجريبي و مقيس (قابل للقياس) تخضع لمباديء الاستنتاج .مع أن طبيعة و طرق المنهج العلمي تحتلف حسب العلم المعني فغن هناك صفات و مميزات مميزة تميز البحث و التقصي inquiry العلمي عن غيره من أساليب التقصي و تطوير المعارف .

عادة يضع الباحث العلمي فرضية hypothesis أو مجموعة فرضيات كتفسير للظاهرة الطبيعية التي يدرسها و يقوم بتصميم بحث علمي research تجريبي لفحص الفرضيات التي وضعها عن طريق فحص تنبؤاتها و دقتها . 

لنظريات التي تم فحصها و تقصيها ضمن مجال واسع و عدد كبير من التجارب غالبا ما تكون نتيجة جمع عدة فرضيات متكاملة و متماسكة تشكل إطارا تفسيريا شاملا لمجال فيزيائي كامل .

ضمن هذه النظريات أيضا يمكن أن تتشكل فرضيات جديدة يتم فحصها .

1-5):  تاريخ المنهج العلمي: 

أمّا عن زمن ظهور المنهج العلمي فيذكر آلان لارامي وبرنار فالي ذلك بقولهما: "إنّ فكرة المنهج قديمة ولكن فكرة منهج عام هي الأقل قدما، يعرف بانج (1938 bunge) المنهج العلمي بأنّه سلوك واضح وقابل لإعادة الإنتاج للتوصل إلى شيء مادي مفهوم" إنّ مفهوم المنهج هذا يكون قد ظهر أثناء الفترة الإغريقية الكلاسيكية مع منهج "أرخميدس" لحساب الأشكال المنظمة ذات الحواشي المقوسة". 

والحقيقة التي لا جدال فيها أن المنهج العلمي وبالرغم من بساطة جوهره فهو لم يكتسب دفعة واحدة وفي مكان محدّد، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فقد اكتسب بمشقة بالغة وساهم في ذلك علماء من مختلف الأمصار والعصور: "فقد عاش الإنسان قروناً طويلة يحصل ألواناً من المعارف ويصطنع أساليب للتفكير، بعيدة كلّ البعد عما نسميه اليوم بأساليب التفكير العلمي الصحيح، ثمّ تعرضت تلك الأساليب لحملات النقد المستمر على مدى عدة عصور وانتهت موجة النقد إلى اتّخاذ المنهج العلمي القائم على الملاحظة والتجريب، أداة لدراسة الحقائق الموضوعية ووسيلة لتحصيل المعارف العلمية". 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) موسى معيريش المنهج العلمي.. مفهومه وتاريخه  طبع 2011  


2): أنواع المناهج

أنواع المناهج:

ينقسم النهج الى انواع,ويرتبط التقسيم بطبيعة البحث في كل علم وادوات هذا البحث ,والغاية التي نتوخاها منه . نعرص هنا لستة مناهج رئيسية من بينها وهي

2-1): المناهج العقلية

ولا تعنى هذه التسمية أن ما يندرج تحتها كل المناهج العقلية وان ما عداها  من مناهج لا يستخدم العقل بل المقصود بكونها اعتمادها على أعمال الذهن والارتكان إلى التأمل على تفاوت في الدرجة فيما بينها وتستخدم العلوم التأملية هذا النوع من المناهج .وقد قدمت لنا الفلسفة مجموعة من الأساليب المنهجية في إطار ما يسمى "مناهج البحث الفلسفي وهي :

المنهج التحليلي: .السقراطي .ويعتمد على طرح الأسئلة وتصنيف الإجابات,ويهدف إلى التوصل إلى الماهيات.

المنهج التركيبي: ,قال به أفلاطون وأرسطو ومفكرو العصور الوسطى,ويتضمن عرضا برهاني للعلاقة العلمية بين الفكر والوجود

المنهج النفسي:ويعني بالبحث في أصول الأفكار .استخدامه "ديكارت" وإتباعه .كما  استخدمه التجريبيون الانجليز(3)

المنهج النقدي: : يهتم بتحليل شروط قيام المعرفة وحدودها(كانط)

المنهج الجدلي: :ويتأسس على التسليم بالفكرة ,ثم التسليم بنقيضها ,والتسليم الثالث بالمركب بينهما

المذهب الحدسي: : قال به برجسون  وينادي بالإدراك المباشر للواقع عندما يمتزج الشعور بعملية التغيير والصيرورة امتزاجا تاما

منهج التدبر والاستبطان الميتا فيزيقي: ,ويهدف إلى إنماء الحقائق والقيم الكامنة بالانسان حتى تصل به إلى الله(2)

2-2):المنهج البديهي(الاستنباطي)the axiomatic method

ويستخدم في العلوم النظرية ولرياضيات من بينها على وجه الخصوص .ويستند الاستنباط الى مجموعة من الحدود الأولية والتعريفات والبديهيات والمصادرات .وينتقل منها ــ في إطار مجموعة  من القواعد الاشتقاق الصارمة ــ إلى ما يترتب عنها من نتائج أو نظريات .تتعلق التعريفات بتصورات خاصة بكل عالم .ففي الهندسة نعني بتحديد معاني حدود كالنقطة والخط

وفي علم الحساب نعني بتحديد معاني كالعدد الصحيح بالإضافة والنقصان.....الخ

إما البديهيات فهي قضايا واضحة بذاتها لا يبرهن عليها ,ولها خواص ثلاث (1):

الوضوح النفسي . الأولية المنطقية .الصورية.إما المصادرات فإننا نسلم بها رغم أنها ليست واضحة وضوح البديهيات  وان كنا نستنتج منها نتائج دون الوقوع في تناقض .تشكل مجموعة التصورات السابقة النسق الاستنباطي الذي ان اتسم بضرورة تربط بين مقدماته ونتائجه .الا انه لايتسم بالعمومية .حيث لا يتحتم على العلم (الرياضيات مثلا) ان يكون له نسق استنباطي بذاته ولا يتغير بل يمكن ان تتعدد الأنساق داخل العلم الواحد  تعدد مجموعة  الافتراضات الاولية التي ينطلق منها .ولا بد للنسق في هذه الحالة ان تتوفر فيه شروط منها :

استقلال مقدماته وبساطتها . وبالإضافة إلى كفاية عناصره المكونة للبرهنة على قضايا العلم موضوع البحث

2-3):لمنهج الاستقرائي the inductive méthode:

منهج البحث في العلوم التجريبية كالطبيعة والكيمياء  والاحياء .كما تستخدمه بعص العلوم الإنسانية كالتاريخ والنفس والاجتماع .يهدف الى الكشف عن اطراد الظواهر وانطوائها تحت قوانين بعينها .ويستلزم هذا المنهج تطبيقا دقيقا واعيا لمجموعة من الخطوات والاجراءت يمكن تصنيفها في ثلاث مراحل هي مرحلة الملاحظة والتجربة ومرحلة تكوين الفروض العلمية ومرحلة تحقيقها .إما الإجراءات فهي : الملاحظات وأدواتها منهج الاصطفاء

2-4):المنهج الوصفي: the descriptive méthode

وتستخدمه العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية. ويعتمد على الملاحظة بانوا عها بالإضافة إلى عمليات التصنيف والإحصاء مع بيان وتفسير تلك العمليات .ويعد المنهج الوصفي أكثر مناهج البحث ملائمة للواقع لاجتماعي كسبيل لفهم الظواهر واستخلاص سامته .ويأتي على مرحلتين (1)

الأولى مرحلة الاستكشاف والصياغة التي تحتوي بدورها على ثلاث خطوات هي تلخيص تراث العلوم الاجتماعية فيما يتعلق بموضوع البحث .والاستناد إلى ذوي الخبرة العلمية والعملية بموضوع الدراسة .ثم تحليل بعض الحالات التي تزيد من استبصارها بالمشكلة وتلقي الضوء عليها

اما المرحلة الثانية فهي مرحلة التشخيص والوصف وذلك بتحليل البيانات والمعلومات التي تم جمعها تحليلا يؤدي الى اكتشاف العلاقة بين المتغيرات وتقديم تفسير ملائم لها

2-5):المنهج التاريخي the historical méthode:


بحث حول المنهج التاريخي


 

مقدمــــة

1_تعريف المنهج التاريخي

2_ خصائص المنهج التاريخي

3_ أهمية المنهج التاريخي

4_ أهداف المنهج التاريخي

5_خطوات المنهج التاريخي

6_ نقد و تقييم المنهج التاريخي

خاتمـــة

المراجع


 


مقدمـــــة


يستخدم علماء الاجتماع و الباحثين في العلوم الأخرى المنهج التاريخي، عند دراستهم للتغيرالذي يطرأ على شبكة العلاقات الاجتماعية و تطور النظم الاجتماعية، و التحول في المفاهيم و القيم الاجتماعية، كذلك عند دراستهم لأصول الثقافات و تطورها و انتشارها و عند عقد المقارنات المختلفة بين النظم و الثقافات، بل أن معرفة تاريخ المجتمع ضرورية لفهم واقعه، و عليه و لأهمية المنهج التاريخي في مثل هذه الدراسات سوف نتعرف على خصائص و أهمية و خطوات هذا المنهج من خلال بحثنا هذا.


1)- تعريف المنهج التاريخي ” الإستردادي”:

أولا/ تعريف المنهج: و هو الأسلوب و الطريق المؤدي لمعرفة الحقائق أو الغرض المطلوب، كذلك نطلق عليه الوسيلة المؤدية إلى اكتشاف الحقائق و المعرفة العلمية.

ثانيا/ تعريف التاريخ لغة: أرخ، تأريخ، تسجيل حادثة ما في مكان ما و زمان ما.

ثالثا/ تعريف التاريخ اصطلاحا: عرفه ابن خلدون على أنه: ” إن فن التاريخ …لا يزيد على أخبار عن الأيام و الدول، و السوابق من القرون الأول، تنمى فيها الأقوال، و تضرب فيها الأمثال…و في باطنه نظر

و تحقيق و تعليل للكائنات و مباديها دقيق، و علم بكيفيات الوقائع و أسبابها عميق”. (1)

و هو تأريخ لماضي الإنسانية و الحضارات و ما تركه الإنسان من أثار مادية و ثقافية من خلال الكتابة و التدوين، و هو ذاكرة الشعوب و مرآة للأمة تعكس لنا حوادث الماضي و حقبات من الزمن و التي كانت نتيجة تفاعل بين الأفراد في مكان ما و زمان ما.

رابعا/ المنهج التاريخي ” الإستردادي”: و سمي كذلك بالمنهج الاستردادي لأنه عملية استرداد و عملية إسترجاع للماضي، و هو منهج علمي مرتبط بمختلف العلوم الأخرى ، حيث يساعد الباحث الاجتماعي خصوصا عند دراسته للتغيرات التي تطرأ على البنى الاجتماعية و تطور النظم الاجتماعية في التعرف على ماضي الظاهرة و تحليلها و تفسيرها علميا، في ضوء الزمان و المكان الذي حدثت فيه، و مدى ارتباطها بظواهر أخرى و مدى تأثيرها في الظاهرة الحالية محل الدراسة و من ثم الوصول إلى تعميمات

و التنبؤ بالمستقبل.


 

بعض أعلام المنهج التاريخي:

– العلامة ابن خلدون: و استخدم المنهج التاريخي في دراسته للعمران البشري في تحليله لمراحل تطور الدولة و هرمها.

– ماكس فيبر: كذلك استخدم المنهج التاريخي في دراسته لبعض الفرق الدينية البروتستنتية و تأثيرها في المجتمع أنذاك.

– كارل ماركس: أيضا هو استخدم المنهج التاريخي في دراسته لصراع الإنسان مع الطبيعة و تطور النظم في المجتمع عبر مراحلها التاريخية.


بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث التاريخي:

1_ أن تكون للباحث ثقافة واسعة في اللغات و لا سيما لغة البحث

2_ أن يكون قادرا على فهم و تحليل القضايا

3_ أن تكون له خلفية تاريخية على موضوع البحث و خاصة المصطلحات الخاصة بوثائق البحث

4_ كذلك يجب أن تكون له معرفة بالعلوم الأخرى كالأختام و النقود و الجغرافيا و ذلك لأنه لا يمكننا دراسة الحادثة التاريخية بمعزل عن العلوم الأخرى.


 

2)- خصائص المنهج التاريخي:

1- يعتمد على ملاحظات الباحث و ملاحظات الأخرون

2- لا يقف عند مجرد الوصف بل يحلل و يفسر

3- عامل الزمن، حيث تتم دراسة المجتمع في فترة زمنية معينة

4- أكثر شمولا و عمقا لأنه دراسة للماضي و الحاضر


3)- أهمية المنهج التاريخي:

1- يساعدنا في التعرف على البحوث السابقة

2- يساعدنا على معرفة تطور المشاكل و حلولها السابقة، و دراسة سلبيات و إيجابيات هذه الحلول

3- يساعد في التعرف تاريخ و تطور النظم و علاقتها بالنظم الأخرى و البيئة التي نشأت فيها

4- يمكننا هذا المنهج من حل مشاكل معاصرة على ضوء خبرات الماضي

5- لا يقتصر المنهج التاريخي على التاريخ و العلوم الاجتماعية فقط بل يتعدى استخدامه إلى العلوم الطبيعية، الاقتصادية، العسكرية،…الخ

6- يمثل تكامل بينه و بين المنهج المقارن.


 


 

4)- أهداف المنهج التاريخي:

1- التأكد من صحة حوادث الماضي بوسائل علمية

2- الكشف عن أسباب الظاهرة بموضوعية على ضوء ارتباطها بما قبلها أو بما عاصرها من حوادث

3- ربط الظاهرة التاريخية بالظواهر الأخرى الموالية لها و المتفاعلة معها

4- إمكانية التنبؤ بالمستقبل من خلال دراستنا للماضي

5- التعرف على نشأة الظاهرة


5)- خطوات المنهج التاريخي:

عند دراسة ظاهرة أو حدث تاريخي يتوجب على الباحث إتباع خطوات أثناء دراسته و هي كما يلي:

1- اختيار موضوع البحث: و نقصد هنا تحديد مكان و زمان الواقعة التاريخية، الأشخاص الذين دارت حولهم الحادثة، كذلك نوع النشاط الإنساني الذي يدور حوله البحث.

2- جمع البيانات و المعلومات أو المادة التاريخية: بعد الانتهاء من تحديد مكان و زمان الواقعة التاريخية يأتي دور جمع البيانات اللازمة و المتعلقة بالظاهرة من قريب أو من بعيد و تنقسم إلى مصادر أولية

و ثانوية.

2-1 المصادر الأولية: و تتمثل في السجلات، الوثائق، و الأثار، المذكرات الشخصية، محاضر اجتماعات…الخ.

2-2 المصادر الثانوية: و هي المعلومات الغير مباشرة و المنقولة التي تؤخذ من المصادر الأولية و يعاد نقلها و عادة ما تكون في غير حالتها الأولى و نجدها في الجرائد و الصحف و الدراسات السابقة أو الرقصات الشعبية المتوارثة الرسوم و النقوش و النحوت، الخرائط، التسجيلات الإذاعية و التلفزيونية .

3- نقد مصادر البيانات: و هذه مرحلة جد مهمة في البحث حيث يجب التأكد من صحة المعلومات التي جمعت و ذلك ليكون البحث أكثر مصداقية و أمانة و في ذلك قال ابن خلدون: ” و كثيرا ما وقع للمؤرخين و المفسرين و أئمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أو سمينا و لم يعرضوها على أصولها و لا قاسوها بأشباهها و لا سبروها بمعيار الحكمة و الوقوف على طبائع الكائنات و تحكيم النظر و البصيرة في الأخبار فظلوا عن الحق و تاهوا في بيداء الوهم و الغلط و لا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال و العساكر إذا عرضت في الحكايات إذ هي مظنة الكذب و مظنة الهذر و لا بد من ردها إلى الأصول و عرضها على القواعد.”(1)


 


و يكون النقد داخلي و خارجي

3-1 النقد الخارجي: و يتضمن التأكد من صحة الوثيقة محل البحث و هو بدوره ينقسم إلى نوعين:

3-1-1 نقد التصحيح: و هنا يتم التأكد من صحة الوثيقة ونسبتها إلى صاحبها و ذلك ب:

“التأكد من صحة الوثيقة الخاصة بحادثة معينة أو أكثر، لتحديد مدى صحتها و مدى صحة نسبتها إلى أصحابها، و ذلك لما تتعرض له كثير من الوثائق من حشو و تزييف، و إضافات دخيلة، أو تحريف لأسباب كثيرة و أشكال متعددة، فالوثيقة قد تكون مكتوبة بيد المؤلف و إنما بيد شخص أخر، و لا توجد سوى نسخته الوحيدة هذه، فيكون من واجب الباحث تصحيح الخطأ في النقل، قد تكون الوثيقة متعددة النسخ

و أماكن التواجد، بحيث يحتاج الأمر إلى تحديد أصليها من ثانويها”.(1)

3-1-2 نقد المصدر: و في هذه المرحلة يتم التأكد من مصدر الوثيقة و زمانها و مؤلفها، للتأكد من نسبها لصاحبها و للتحقق من هذه النقاط وجب إتباع الخطوات التالية:

3-1-2-1 ” التحليل المخبري، حسب طبيعة مادة الوثيقة، كاستخدام التحليل بالفحم المشع، بالنسبة للوثائق الكاربوهيدراتية، و لكل مادة أساليب تحليل خاصة بها.

3-1-2-2 دراسة الخط و اللغة المستعملة

3-1-2-3 فحص الوقائع الوارد ذكرها في الوثيقة، و مقارنتها بأحداث العصر المنسوبة إليه

3-1-2-4 تفحص مصادر الوثيقة و الاقتباسات”.(2)


3-2 النقد الداخلي: و نقصد بذلك التحقق من معنى الكلام الموجود بالوثيقة سواء المكتوب حرفيا أو المقصود بطريقة غير مباشرة و كذلك فيه نوعين:

3-2-1 النقد الايجابي: و الهدف منه تحديد المعنى الحقيقي و الحرفي للنص، و ما يرمي إليه الكاتب و هل حافظ على نفس المعنى في الوقت الحالي أم لا.

3-2-2 النقد السلبي: هنا يتم التحقق من رؤية الكاتب لمشاهدة الوقائع بدراسة مدى خطأ أو تحريف الوثيقة، كذلك مدى أمانته في نقل الواقعة، و التأكد من سلامة جسمه و عقله و سنه يلعب دور كبير في التأكد من هذه المعلومات، كذلك معرفة ما السبب الذي أدى به إلى كتابة هذه الوثيقة و الإحاطة بجميع ظروفه أنذاك.


4– صياغة الفروض: و هي عبارة عن حل مؤقت لإشكالية البحث و الذي على إثره تتم دراسة الموضوع

5- تحليل الحقائق و تفسيرها و إعادة تركيبها:

هنا يتم تحليل الظاهرة الراهنة و التي هي موضوع الدراسة في ظل الحقائق التي قام بجمعها و التنسيق بين الحوادث، و من ثم تفسيرها علميا مبتعدا عن الذاتية معتمدا في ذلك على نظرية معينة.

6- استخلاص النتائج و كتابة التقرير:

و تعتبر هذه أخر مرحلة في البحث حيث تكون عصارة البحث بالخلوص إلى النتائج التي كان الباحث قد وضع لها فروض سابقة في البداية و كتابة تقريره النهائي حول الظاهرة المدروسة.


6)- نقد و تقييم المنهج التاريخي:

من إيجابيات المنهج التاريخي أنه:

1_ يعتمد المنهج التاريخي على المنهج العلمي في تقديم البحوث

2_ النقد الداخلي و الخارجي لمصادر جمع البيانات الأولية و الثانوية

3_ قليل التكلفة في جمع البيانات


كما تؤخذ عليه بعض المأخذ نذكر منها:

1_ المادة التاريخية لا تخضع للتجريب و ذلك لانقضائها، مما يصعب إثبات الفرضيات

2_ يصعب تعميم النتائج المتوصل إليها و التنبؤ بالمستقبل و ذلك لارتباط الظاهرة التاريخية بظروف مكانية و زمنية معينة

3_ صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب مما يجعل الباحث الاكتفاء بالنقد الداخلي و الخارجي

4_ المعرفة التاريخية تعد ناقصة لما تعرض له من تزوير و تلف و تحيز في نقل الأحداث


خاتمــــــة


رغم الانتقادات أو المأخذ التي سجلت على المنهج التاريخي، إلا أنه يحتفظ بمكانته الخاصة ضمن


 

المناهج الأخرى، و يحظى بحصة الأسد من خلال اختياره في أغلب البحوث العلمية و ذلك لما له من أهمية في التعرف على ماضي و كيفية نشأة الظاهرة و تطورها عبر التاريخ مما يجعل الحلول ممكنة أمام الباحث و يسهل عليه تطبيق الحلول بطريقة علمية و موضوعية.


قائمة المراجـــــــع


1- عبد الرحمان ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، دار الهيثم، القاهرة، ط1، 2005.

2- عمار بوحوش، محمد محمود الديبات، مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط3،2001.

3- صلاح الدين مصطفى الفوال، منهجية العلوم الاجتماعية عالم الكتب، القاهرة، ط5، دس.

4- خالد حامد، منهجية البحث في العلوم الاجتماعية و الإنسانية، جسور، الجزائر، ط1،2008.

5- سامية محمد جابر و آخرون، البحث العلمي الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، دط،2003.

6- محي الدين مختار، الاتجاهات النظرية و التطبيقية في منهجية العلوم الاجتماعية، منشورات جامعة باتنة، ج 1،دس.

7- صلا الدين شروخ، منهجية البحث العلمي للجامعيين، دار العلوم، عنابة، دط، 2003

8- محمود عبد الحليم منسي، مناهج البحث العلمي في المجالات التربوية و النفسية، مصر، دط،2003

9- المنهج التاريخي\طــلب مساعدة حول بحث المـنــهج التاريخي – •[ منتديات طلبة الجزائر ]•.htm

10- المنهج التاريخي\المنهج التاريخي في مجال المكتبات والمعلومات بحث علمي في مفهوم المنهج التاريخي وعلاقة المنهج التاريخي بالعلوم الأخرى

هو منهج تعول عليه العلوم التي تدرس الماضي بسجلاته ووثائقه ويعتمد هذا المنهج  على الجمع والانتقاء والتصنيف وتأويل الوقائع  .ومن ثم كان العمل الأول للموا رخ هو الاهتداء إلى الواقعة التي اختفت في الماضي والتثبت منها .إذ أنها نقطة البدا في المنهج التاريخي  تتعقبها في الوثيقة وتناول الوثائق بالدراسة والتحليل عمل نقدي بالدرجة الأولى . والنقد التاريخي مرحلتان(2)

2-6):المنهج النفسي

تستخدمه كل العلوم  التي تجعل من السلوك الإنساني وتطوره موضوعا لها.ولا يعتمد المنهج هنا على التحليل الاستبطاني وحده وإنما يستند إلى إجراء التجارب  ودراسات علم النفس وفروعها تندرج تحت ما يسمى بعلم النفس التجريبي الذي ادخل مناهج الملاحظة المدعمة بالآلات العلمية كما تمارسها العلوم الطبيعية .كما تكتمل صورة المنهج النفسي بالإشارة إلى المنهج المقارن (4)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد محمد قاسم, المدخل الى مناهج البحث العلمي ص59 دار النهضة العربية  للطباعة والنشر بيروت طبعة اولى 1999نقل عن مراد وهبة: مادة الاستنباط , الموسوعة الفلسفية العربية ,اشراف معن زيارة ص64

(2) محمد محمد قاسم, المدخل الى مناهج البحث العلمي منقول عن محمد علي محمد:علم الاجتماع والمنهج العلمي ص186

(3) محمد محمد قاسم, المدخل الى مناهج البحث العلمي منقول عن بول موى المنطق وفلسفة العلوم ص256.267

(4) محمد محمد قاسم, المدخل الى مناهج البحث العلمي ص59 دار النهضة العربية  للطباعة والنشر بيروت طبعة اولى 1999نقل عن مراد وهبة: مادة الاستنباط , الموسوعة الفلسفية العربية ,اشراف معن زيارة ص64مرجع سابق


قائمــــــــــــــــة المراجــــــــــــــــع

1ـ خالدي الهادي ,طبع في المطبعة الجزائرية للمجلات والجرائد.دارهومه,بوزريعة,المرشد المفيد في المنهجية وتقنيات البحث العلمي.سبتمبر1996

2ـ قادي عبد المجيد. من تاليفه المرشد المفيد في النهجية وتقنيات البحث العلمي.دار هومة لنشووالتوزيع الجزائر سنة 1996

3ـ محمد محمد قاسم, المدخل الى مناهج البحث العلمي  دار النهضة العربية  للطباعة والنشر بيروت طبعة اولى 1999

4- موسى معيريش المنهج العلمي.. مفهومه وتاريخه  طبع 2011

ليست هناك تعليقات