حث كامل حول المفكر "هربرت سبنسر

 بحث كامل حول المفكر "هربرت سبنسر":**************


خطة البحث: 

المبحث الأول:

نبذة عن حياته وأهم المبادئ التي جاء بها. 

المطلب الأول: 

نبذة عن حياته. 

المطلب الثاني:

أهم المبادئ التطورية عند سبنسر.

المبحث الثاني:

أعمال سبنسر وأهم إسهاماته في علم الاجتماع.


المطلب الأول:

أهم أعمال سبنسر.

المطلب الثاني:

إسهامات سبنسر في علم الاجتماع.

المطلب الثالث:

المجتمع ومراحل تطوره.

قائمة المراجع


مقدمة: 

لقد تميز النصف الأخير من القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بظهور العديد من 

العلماء والفلاسفة في شتى المجالات تزامنا مع قيام الثورة الصناعية مما مهد للمجتمع الأوروبي 

الطريق نحو الانطلاق والتطور إلا أن هذا المجتمع كان يتخبط في دوامة من العنف والتشتت 

واللاتوازن إضافة إلى سيطرة رجال الدين ﴿الكنيسة﴾ والنظام الإقطاعي ﴿ملاك الأراضي﴾ 

والحروب الأهلية الدائرة بين أفراد المجتمع وهنا تنبه الفلاسفة الغربيون في ذلك العصر إلى 

ضرورة دراسة مجتمعاتهم وفهم ما يحصل بداخلها حتى يتسنى لهم معالجة مشاكلها فتبين لهم أن 

وجود علم يهتم بدراسة المجتمع أمر لابد منه من بين أهم هؤلاء الفلاسفة « أوغيست كونت. 

كارل ماركس. دور كايم. ماكس فيبر » وغيرهم الكثير من أصحاب الاختصاص الذي أطلق 

عليه اسم« علم الاجتماع سيسيولوجي » . وهنا جدير بنا ذكر المفكر العربي النابغة "ابن خلدون" 

وهو أول من أشار إلى هذا العلم وسماه ﴿علم العمران البشري﴾. ومن هنا نتطرق إلى الفيلسوف 

وعالم الاجتماع الانجليزي الذي نريد دراسته وهو "هربرت سبنسر" وهو أحد المجددين 

والمنظرين في علم الاجتماع الحديث وسنقوم في هذا المقام بذكر أهم أعماله ونظرياته ومؤلفاته 

في علم الاجتماع. 


المبحث الأول: حياته وأهم أفكاره

المطلب الأول: نبذة عن حياته

ولد سبنسر في ديربي بانجلترا في سنة 1820 لأسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة وقد نشأ في أسرة كاثوليكية محافظة ولم يتلق التعليم في المدارس النظامية الحكومية منذ البداية وخاصة أن والده وخاله قاما بتوجيه أولا بدراسة العديد من الكتب والعلوم ولاسيما العلوم الرياضية والطبيعية التي انشغل بها كثيرا قبل الاهتمام بالعلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية . كما كانت لسبنسر اهتمامات خاصة في علوم الأحياء والكيمياء . 

وبدأ حياته مدرسا ثم اشتغل في عمله المهني البعيد كل البعد عن العلوم الاجتماعية حيث عمل مهندسا في السكك الحديدية ولكنــه كان مشغولا بهذه العلوم والظواهر التي أقدم على دراستها وتحليلها. 

ولم يلبث أن ترك الوظيفة واشتغل بالأدب والسياسة و شئون الاجتماع وكتب مؤلفات ضخمة تدل على سعة العرض ودقة التحليل وعمق الفكر وأصالته . 

وكانـت مؤلفــاته مـرآة صـادقة للفكـرة التــي تشـبعـت بــها نفســـه وتبـلورت فـي تفكيـره وهـــي « النشوء والارتقاء » فحاول تطبيقها على الكائنات الحية في ميدان علم الإحياء ، وعلى الإنسان في ميدان علم النفس والأخلاق وعلى المجتمع في ميدان علم الاجتماع والسياسة توفي سنة 1903 .

في كتابه السياسي " الرجل ضد الدولة"قدم رؤية فلسفية متطرفة في ليبراليتها. كان سبنسر ، و ليس داروين ، هو الذي اوجد مصطلح "البقاء للأصلح ". رغم إن القول ينسب عادة لداروين. و قد ساهم سبنسر في ترسيخ مفهوم الارتقاء، و أعطى له أبعادا اجتماعيا ، فيما عرف لاحقا بالدارونية الاجتماعية .و هكذا يعد سبنسر واحدا من مؤسسي علم الاجتماع الحديث. عمل كمهندس مدني ، لكن كتاباته المبكرة 1848 شهدت اهتماما بالأمور الاقتصادية. حيث عمل كمحرر في جريدة "الايكونومست الاقتصادي".و التي كانت ، كما هي الآن ، جريدة اقتصادية مؤثرة و مهمة. عام 1851 انضم إلى مجموعة جون تشابمان ،التي كانت ترعى الفكر الحر و الإصلاح ،و بالذات تروج لفكرة التطور و الارتقاء . طلب تشابمان من سبنسر أن يبحث نظرية توماس مالتوس و يعرضها في العدد الأول من مجلة أشرف على إصداراها ،و رأى سبنسر في نظرية مالتوس قانونا عاما يصلح للبشر كما للحيوانات ،حيث تعمل الحروب و الكوارث و الأوبئة على تصحيح الزيادة السكانية . من هذه اللحظة فصاعدا اعتبر سبنسر كاتبا مهما ، و وجد تعبير "البقاء للأصلح " رواجا كبيرا ،و توالت كتب سبنسر التي شملت مواضيع مختلفة ، و كانت ترى مسألة التطور و الارتقاء في شتى الجوانب الاجتماعية.حيث لا مكان للضعيف في سباق الأقوياء. شكلت الدراوينية الاجتماعية في تلك الفترة بمثابة كفارة لضمير الإنسانية المتعب : حيث قدمت على أنها قانون الطبيعة الذي لا حياد عنه. كان سبنسر يمتلك علاقات وثيقة مع كبار الرأسماليين في عصره ، الذين تلقفوا أفكاره و رحبوا بها، و كان سبنسر قد أخبر كارينجي ، واحد من أهم رأسماليي عصره : أن صعود شخص مثله ، لم يكن نتيجة حتمية فحسب ، بل كان حقيقة علمية. كان سبنسر معجبا جدا بداروين ، و من اجله فقط ، حنث بيمينه بعدم دخول أي كنيسة ، حيث حضر القداس على روحه في كنيسة "وستمنستر" . 


المطلب الثاني: أهم المبادئ التطورية عند سبنسر

يعد "هربرت سبنسر"H.Spencer أحد رواد الفكر الاجتماعي الذي تناول نظرية خاصة في تنمية وتطور المجتمع هي « المماثلة البيولوجية » . 

ولقد أراد سبنسر في كتابة (( الاستاتيكا الاجتماعية )) أن يوضح أن التقدم سواء في مجال الكائنات العضوية أو المجتمع إنما هو تطور من ظروف تؤدي فيها الأجزاء المتشابهة وظائف متشابهة إلى ظروف تؤدي فيها الأعضاء أو الأجزاء غير المتشابهة وظائف غير متشابهة أي من الشكل الموحد إلى الأشكال المتعددة أو من التجانس إلى اللاتجانس .

وفي هذا المبحث سوف نتناول توضيح لأهم المبادئ التطورية عند "سبنسر" التي سارت عليها نظريته وإشارة إلى المراحل التطورية للمجتمع .

المبادئ التطورية عند "سبنسر"

يعد { المبدأ التطوري } الأساس الحقيقي لمذهب "سبنسر" فقد صاغ في كتابة المبادئ الأولى ثلاثة قوانين أساسية هي: 1- قانون ( استمرار القوة ) الذي يشير إلى وجود واستمرار نوع من العلة النهائية تفارق المعرفة . 

2- قانون عدم قابلية المادة للفناء . 3- قانون استمرار الحركة ويعنى أن الطاقة تتحول من شكل إلى أخر لكنها تستمر في هذه العملية .

ويرى أن هذه القوانين وما أضافه إليها فيما بعد يمكن أن تتمثل في قانون ( التطور ) الذي كان عنده بمثابة القانون السامي لكل موجود .

ويشرح (سبنسر) أرائه مستشهدا بالحياة الاجتماعية بأنها تشبه الحياة البيولوجية فالتطور الاجتماعي يقوم على فكرتين هما: 

-1التباين : ويقصد به الانتقال من المتجانس إلى اللامتجانس ، وقد قرر في هذا الصدد أن في الحياة ميلا إلى التفرد والتخصص . -2التكامل : وهذه الظاهرة تسير جنبا إلى جنب مع ظاهرة التباين بمعنى أن التفرد أو التخصص لا يؤدي إلى الاستقلال والاكتفاء الذاتي . ولكنه يؤدي إلى التضامن والتماسك واعتماد الأجزاء والوظائف بعضها على البعض الأخر .


فالمجتمع في نظر "سبنسر" جزء من النظام الطبيعي للكون ، وعلم الاجتماع هو محاولة لمعرفة نشأة المجتمع وتركيبة وعناصره وهيئاته و مراحل نموه وتطوره وما إلى ذلك من المظاهر التي تخلقها العوامل الطبيعية والنفسية والحيوية .

فالتطور الاجتماعي في نظرته ليس إلا عملية تطورية عضوية يسميها ( التطور فوق العضوي ) فالاجتماع الإنساني إذن هو أرقى صورة للتطور فوق العضوي0 


المبحث الثاني: أهم أعمال سبنسر وإسهاماته في علم الاجتماع

المطلب الأول: أهم أعمال "سبنسر"


لاشك أن سبنسر أحد دعائم الفكر الاجتماعي العلمي في القرن التاسع عشر وبالرغم من اتفاقه مع أوجست كونت في بعض الحقائق غير أنه لا يعترف بأن كونت أسبق منه وصولا إليها وأهم أعمالة هي :


-1نشر أول بحث له في الفلسفة الاجتماعية بعنوان: {الاستقرار الاجتماعي{Social statics من قبل أن يعرف تفصيلات تستحق الذكر من فلسفة كونت .


-2كتب سبنسر مؤلف بعنوان (( مبادئ علم الاجتماع )) ندرك من خلاله أنه يعتقد في روحة ليس في تفاصيل من كتاب ( كونت ) فلاشك أن كونت رسم الإطار العام وأن سبنسر ملء هذا الإطار .


-3ولقد أراد سبنسر في كتابة (الاستاتيكا الاجتماعية) أن يوضح أن التقدم سواء في مجال الكائنات العضوية أو المجتمع . إنما هو تطور من ظروف تؤدي فيها الأجزاء المتشابهة وظائف متشابهة . 


المطلب الثاني: إسهامات سبنسر في علم الاجتماع


كما قدم سبنسر بعد ذلك إسهامات بارزة في النظرية البيولوجية حيث تكلم عن تطور الكائن العضوي .

ومن أهم هذه الإسهامات التي قدمها سبنسر في مجال علم الاجتماع: 

1- المماثلة البيولوجية . 2- المجتمع ومراحل التطور .


أـ المماثلة البيولوجية : 

إذا كان المبدأ التطوري هو أساس نظرية سبنسر في علم الاجتماع لكنه مع ذلك قدم مبدأ ثانويا أخر لعب دروا رئيسيا في نسقه الفكري , ذلك هو المماثلة العضوية البيولوجية. 

فقد لاحظ عديدا من أوجه التشابه بين الكائنات الاجتماعية و الكائنات العضوية على نحو سبنسر التالي: 

-1يتميز كل من المجتمع والكائنات العضوية عن المادة غير العضوية بالنمو الواضح خلال الشطر الأكبر من وجودهما مثال الرضيع ينمو حتى يصبح رجلا والمجتمع الصغير يصبح منطقة متروبوليتارية والدولة الصغيرة تصبح إمبراطورية .

-2تنمو كل من المجتمعات والكائنات العضوية وتتطور في الحجم ، كما أنها تنمو في درجة تعقدها البنائي . ويقصد بذلك أن الكائنات البدائية بسيطة والكائنات العليا معقدة وكذا المجتمعات . 

-3يؤدي التطور سواء في المجتمعات أو الكائنات العضوية إلى تباينات في البناء والوظيفة ، وكل منهما يجعل الآخر ممكنا . 

-4يصاحب التفاضل أو التمايز التقدمي في البناء سواء في المجتمعات أو الكائنات العضوية تمايز تقدمي في الوظائف . وهذه قضية من قبيل اللغو. فكل عضو يؤدي وظيفة محددة لمركب الكائن العضوي ، كما أن التنظيمات المختلفة تؤدي وظائف مختلفة في المجتمع الذي ينقسم إلى مثل هذه التنظيمات . 


ولقد أدرك "سبنسر" أن هناك فروقا هامة بين المجتمعات والكائنات الحية يتمثل الفرق الأول في أن أعضاء الكائن الحي تكون كلا ملموسا ، أما أجزاء المجتمع فحرة الدعائم ومشتتة بدرجات متفاوتة .

أما الفرق الثاني يتمثل في أن الوعي أو الشعور يتركز في جزء صغير من كل كائن حي بينما هو ينتشر في الأعضاء والأفراد في المجتمع .

أما الفرق الثالث في أن أعضاء الكائن الحي إنما توجد لتحقيق الفائدة للكل بينما يوجد المجتمع لمجرد تحقيق الفائدة لأعضائه الفرديين .

ويرى سبنسر أن المجتمع ليس كائنا عضويا طالما أن هناك فروقا جوهرية بينه وبين الكائن العضوي.

وأكد أن المماثلة البيولوجية ماهي إلا معبرا أو صقالة لإقامة إطار متماسك من الاستقرار السوسيولوجي .

ويقول إذا مانزعنا هذا المعبر قامت الاستقراءات بذاتها .


المطلب الثالث: المجتمع ومراحل تطوره


ينطوي عمل سبنسر على خطين من التبرير حول تقدم وتطور المجتمع أو التطور الاجتماعي ويرتبط واحد منهما منطقا بمفهومه الأساس عن التطور ارتباطا أكثر فاعلية من الآخر .

-1الخط الأول: يطور من التبرير موضوعا مؤداه أن الحقيقة الرئيسية للتطور تتمثل في الحركة من المجتمعات البسيطة إلى المستويات المختلفة من المجتمعات المركبة . فالمجتمع المركب انبثق عن المجتمع البسيط . ومركب المركب عن المركب . ويتكون المجتمع البسيط من الأسرة ، أما المركب يتكون من أسر تتحد في العشائر , ويتكون مركب المركب ( كمجتمعاتنا ) من قبائل تتحد في أمم أو دول .

-2الخط الثاني : فهو ينطوي على اتجاه مؤداه أن نماذج من التطور مختلفة إلى حد ما تجرى . وعلى وجه التخصيص يحدث تحولا من المجتمع العسكري إلى المجتمع الصناعي ويتميز كل من النموذجين عن الآخر . فالتعاون الإجباري يشيع في المجتمع العسكري بينما يسود التعاون الاختياري في المجتمع الصناعي . 

وأوضح سبنسر أنه ليست هناك ضرورة ملحة لتحول المجتمعات خلال مراحل التطور المحددة . كما أن كل مجتمع لا يشبه الأخر تماما فهناك فروقا بين المجتمعات ترجع إلى الاضطرابات التي تتدخل في خط التطور المستقيم .

هذا عرضا عام موجزا لأراء ( سبنسر ) الاجتماعية . ولاشك أن له دورا هاما في تطور الفكر الاجتماعي . غير أن الإسراف في اتجاهاته البيولوجية قللت من قيمة أعماله.


الخاتمة: 

بعد تقديمنا لهذا الفيلسوف الانجليزي المعاصر وهو "هربرت سبنسر" يتضح لنا أنه من عمالقة علم 

الاجتماع ولم يتبين لنا هذا إلا من خلال أعماله الخالدة التي قام بها ونظرياته المهمة التي أوجدها 

فمن خلال تتبعنا لسيرته الذاتية نجد انه لم يتلقى ذلك التكوين العلمي العالي الذي يمكنه من


فهم وتحليل ودراسة الظاهرة الاجتماعية المعقدة إلا أنه تمكن من تثقيف نفسه والوصول بها إلى 

درجة الإبداع وأكبر شاهد على ما نقول مؤلفاته الكثيرة والمهمة والتي خولته في عصره 

ومكنته من فرض نفسه مفكرا يستحق الاحترام من طرف الآخرين. 


قائمة المراجع


المرجع الأول:

www.freetalaba.com﴿موقع الكتروني﴾

المرجع الثاني:

محمد علي محمد. تاريخ فكر الاجتماع ﴿الرواد والاتجاهات المعاصرة﴾. دار المعرفة الجامعية﴿الإسكندرية﴾ الطبعة الثانية. 1429ه-2008م. ص 145-162 

المرجع الثالث:

www.ssss2008.org﴿موقع الكتروني﴾

المرجع الرابع:

يحي مرسي عبد بدر. علم الاجتماع﴿ مقدمة في سوسيولوجية المجتمع﴾. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى. 2008م. ص 85 


المرجع الخامس:


http://v.3bir.com/23709/﴿موقع الكتروني﴾ 


المرجع السادس:


www.14october.com﴿موقع الكتروني﴾

ليست هناك تعليقات