محاضرة كاملة عن علم الصّرف
محاضرات
الأستاذ/ بلقاسم منصوري / علم الصّرف/ السّنة الأولى جذع مشترك لغة
وأدب عربي/ المجموعة الثانية
مُلخّص
المحاضرة الأولى
علم الصّرف/ تعريفه/ موضوعه/ فائدتُه
1_ تعريف الصّرف:
الصّرف بمعناه اللّغوي: التّحويل والتغيير ومنه تصريف الرّياح وتصريف
المياه يقول الله تعالي ﴿وتَصْريفِ الرِّياِحِ والسَّحاَبِ المُسَخَّرِ بَيْنَ
السَّمَاءَ وَالأَرْضِ﴾ وأمّا اصطلاحا فيُقصدُ به العلم الذي يبحثُ في
التفسيرات التي تطرأ على بنية الكلمة لغرضي معنوي أو لفظي، ويُرادُ ببنية الكلمة
هيئتها أو صورتها الملحوظة من حيث حركتها وسكونها وعدد حروفها، وترتيب هذه الحروف،
فالتّغيير الذي يطرأ على الكلمة لغرض معنوي كتغيير المفرد إلى التثنية والجمع
وتغيير المصدر إلى الفعل والوصف المُشتق منه كاسم الفاعل واسم المفعول، وكتغيير
الاسم بتصغيره، أمّا التغيير في بنية الكلمة لغرض لفظي فيكون بزيادة حرف أو أكثر
عليها، أو بحذف حرف أو أكثر عليها، أو بإبدال حرف من حرف، أو بقلب حرف علّة من حرف
آخر، أو بإدغام حرف مكان حرف آخر.
2_ موضوعه واختصاصه:
موضوع علم الصّرف هو المفردات العربية من حيث البحث عن كيفية صياغتها لإفادة
المعاني أو من حيث البحث عن أحوالها العارضة لها من صحّة وإعلال والمُرادُ
بالمُفردات العربية الام المُتمكّن، والفعل المٌتصرّف دون ما عداهُما الحرف بجميع
أنواعه، والاسم المبنيُّ والأفعال الجامدة لا يجري البحث عنها في علم الصّرف ويذهب
ابن جني إلى أنّ السّبب في عدم اختصاص علم الصّرف بالحروف أنّ الحرف لا يصحُّ فيها
التصريف ولا الاشتقاق لأنّها مجهولة الأصل. ومجاله الميزان الصرفي وما يتعلّق
بالاشتقاق/ تصريف الأفعال / المُشتقات/ النسبة / التصغير/ وكل المباحث
الصرفية(الهمزة/ الاعلال/ الإبدال/ الإدغام/ الإمالة/ أحرف الزيادة... .
3_فائدة علم الصّرف: الحق
أنّ علم الصّرف من أجل علوم العربية موضوعا، ذلك أنه يدخل في صميم الألفاظ العربية
ويجري منها مجرى المعيار والميزان، وبه تُضبطُ الصّيغ، وبه يقف المتأمّل على ما
يعترى الكلم من إعلال وإبدال وإدغام.
4_ نشأة علم الصّرف:
لم يكن العلماء في أوّل الأمر يتكلّمون عن علم الصّرف وإنّما كانوا يتكلمون عن
العربية بصفة عامة ويُدرجون مباحث التصريف في ثنايا مباحثهم عن مسائل اللّسان
العربي بصفة عامة ولا يُميّزون بين مبحث وآخر ذلك لأنّ موضوعات العلوم لم تكن
يومئذ متمايزة منفصلة، ويجمع العالم مباحث النحو والصّرف والرّواية والبلاغة....
ثمّ تمايزت موضوعات العلوم بعضها عن بعض في مرحلة سُميت بمرحلة الانفصال، وصار
لعلم الصّرف مباحث خاصة به.
5_ الفرق بين علم الصّرف
وعلم النّحو: إذا كان
علم النّحو هو العلم الذي يبحث في التغييرات التي تطرأ على أواخر الكلمات وأحوالها
المُتنقلة، فإن علم الصرف هو العلم الذي يبحث في التغييرات التي تطرأ على بنية
الكلمة وصورها المُختلفة من الداخل يقول ابن جني" فال2تّصريف إنّما هو لمعرفة أنف الكلم الثابتة والنّحو إنّما
هو لمعرفة أحواله المُتنقلة، ألا ترى أنّك إذا قُلت قام بكرٌ ورأيتُ بكرًا ومررتُ
ببكرٍ فإنّك إنّما قد خالفت بين حركات حروف الإعراب لاختلاف العامل ولم تغص بباق
الكلمة... فقد كان من الواجب على من أراد معرفة النّحو أن يبدأ بمعرفة التّصريف؛
لأنّ معرفة ذات الشيء الثابتة ينبغي أن تكون أصلا لمعرفة أحواله المُتنقلة"[1].من
خلال التعريف تظهر العلاقة التّلازمية التكاملية بين العلمين.
مُلخّص
المحاضرة الثانية
الميــــــــــــــــــزان الصّــــــــــــــرفي
1_ تعريفه: هو مقياس وضعهُ علماء اللّغة العربية لمعرفة أحوال بنية الكلمة ويُسمى
"الوزن" وقد تحده في الكتب القديمة "المثال" فالمُثل هي
الأوزان ولمّا كان أكثر الكلمات العربية يتكون من ثلاثة أصول (حروف) فإنّهم جعلوا
الميزان الصّرفي مكوّنا من ثلاثة أصول هي(فعل) الفاء/ العين/ اللام. وجعلوا الفاء
تُقابل الحرف الأوّل والعين تُقابل الحرف الثاني واللام تُقابل الحرف الثالث على
أن يكون شكلها على شكل الكلمة الموزونة فنقول: كَتَبَ فَعَلَ/ حَسِبَ فَعِلَ/
كَرُمَ فَعُلَ/ رُمْحٌ فُعْلٌ. وعلى هذه الطريقة تُقابل كل حرف بما يُقابلُه في
الميزان. ولهذا سُميَّ الحرف الأوّل فاء الكلمة والثاني عين الكلمة والثالث
لام الكلمة.
2_
وزن الكلمات الزائدة على ثلاثة أحرف: إذا كانت الكلمة تزيد عن ثلاثة أحرف ننظر
في الزيادة إذا كانت أصلية أو غير أصلية،
_
إذا كانت الحروف الزائدة عن الثلاثة أصلية بمعنى أنّها من صلب الكلمة حيث إنّ
حذفها يُؤدي إلى خلل في المعنى وإن كانت الكلمة رباعية زدنا لاما واحدًة في آخر
الميزان وإن كانت الكلمة خماسية لامين في آخر الميزان طمأنَ فعللَ/ دِرهمٌ
فِعلَلٌ/ غَضَنفَرْ فَعَلَلْ.
_
وإن كانت الزيادة ناتجة عن تكرير حرف من حروف الكلمة الأصلية كرّرنا ما يُقابلُه
في الميزان فنقول سَبَّحَ فعَّلَ/ علّمَ فعَّلَ.
_
إذا كان الحرف الزائد عن الثلاثة حرفا غير أصلي وغير مكرّر فإنّنا نزن الأصول فقط
بما يُقابلها في الميزان ثمّ نذكر الحروف الزائدة كما هي في الكلمة فنقول: فاتَحَ
فَاعَلَ/ انْفَتَحَ انْفَعَلَ/ افْتَتَحَ افْتَعَلَ/ تَفَتَّحَ تَفَعَّلَ.
_
هناك تاء الافتعال الزائدة أي أنّها حرف غير أصلي ويُضاف لمعنى مُعيّن وقد تتأثّر
هذه التاء بحروف الكلمة فتنقلب إلى حرف آخر كالطاء أو الدال مثلا: اضطَربَ اضتَربَ
افتعلَ/ صبرَ اصْطبرَ اصتَبَرَ/ ذكر اذدكَرَ اذتَكرَ افتعَلَ. ففي هذه الحالات
توزن التاء على أصلها وليست طاءً أو دالا.
_
إذا حُذِفَ حرف أصلي في الكلمة يُحذَفَ ما يُقابلُهُ في الميزان، قال قُلْ فُلْ/
باع بِعْ فِل/ وَصَفَ صِفْ عِلْ/.
_
وهناك تغيير يحدث في حروف العلّة يسميه الصرفيون الاعلال أو تغيير بإعلال فهو
يُوزن بحسب أصله قَال لا تُوزن على فَال لأنّ أصلها قول فَعَلَ/ بَاعَ بيَعَ
فَعَلَ/ دَارَ دَوَرَ فَعَلَ.:
ونلخص قواعد الميزان الصرفي، في الجدول التالي:
قاعدة الأصل |
قاعدة الزيادة |
قاعدة الحذف |
قاعدة القلب |
|
الأحرف الأصلية في الكلمة: كَتبَ فَعَلَ/ ثقُلَ
فَعُلَ/ حَسِبَ فَعِلَ. |
أصلية: كزيادة أصل من أصول الكلمة فتزيد لاما فأكثر
نحو دحرج/برهن بسمل زلزل/ زعزع/ فعلل
وخماسية نحو غضنفر زبرجد زيادة لامين فعللل. وزيادة بالتضعيف كلّمَ/ فَتَّحَ/
فَعَّل تضعيف العين. |
غير أصلية:كلما زيد حرف في الكلمة نُنزله كما هو في
الميزان: كاتب فاعل/ اشتهرَ افتَعلَ/ استغفر استفعل |
حذف الحرف الأصلي في الكلمة يُحذف في الميزان: وصف،
صِفْ عِلْ/ وقى، قِ عِ. |
حلول حرف مكان آخر وهو القلب المكاني للأصول مما يؤدي
إلى مكان أحرف الوزن أشياء لفعاء. |
مُلخّص
المحاضرة الثّالثة
القلب المكاني وأثرهُ في الميزان الصّرفي
1_ تعريـــــــــــفه: ظاهرة لغوية واضحة في اللّغة العربية وتبدو بوضوح خاصة
عند الأطفال حين يقلبون بعض الحروف في الكلمة مكان حروف أخرى: مَسْرَح مَرْسَح/
شمسٌ سمشٌّ: وهناك مجموعة من القواعد وَجب إتّباعُها لمعرفة القلب المكاني، وهي:
-
الرّجوع إلى المصدر: مثل ناءَ يَنَاءُ قلب مكاني لأنّ
مصدرهُ النّأيُ فوزنه فَلَع نأى على وزن فَعَلَ قدمت لام الكلمة على عينها نيئ ثم
ناء فَلَعَ.
-
الرّجوع إلى الكلمات التي اشتقت من نفس مادة الكلمة
فمثلا كلمة "جاه" فيها قلب مكاني ووردت اشتقاقاتها على: وجه/ وِجاهةٌ/
وجهةٌ/ واجهةٌ فالأصل فيها "وَجهٌ" فحرّكوا العين فَعَلٌ وهي لا تُناسبُ
الواو فأصبحت ألفًا "جَاه" من "جوْه" عَفلٌ.
-
أن يكون في الكلمة حرف علّة يستحق الإعلال تِبعًا
لقواعده ومع ذلك يبقى هذا الحرف صحيحا أي دون إعلال فيكون ذلك دليلا على حُدوث
قلبٍ في الكلمة فمثلا أيِسَ فيه الياء حرف علّة وهو مُتحرّك بكسرة قبله حرف علّة
وفتحة، إذا تحرّك وانفتح ما قبله قُلِبَ ألفًا وعلى ذلك كان ينبغي أن يكون الفعل
آسَ وأمّا قد بقيَ أيِسَ هذا دليل على أنّ هذه الياء ليست في مكانها الأصلي، وهي
في مكان آخر فإذا عُدنا إلى المصدر وهو اليأس عرفنا أنّ الفعل مقلوب من يئِسَ فإنّ
وزن أَيِسَ هو عَفِلَ ويَئِسَ فَعِلَ.
-
أن يترتّب عن عدم وجود القلب همزتين في الطّرف، فأنت
تعرف أنّ الفعل الأجوف أي الذي عينُه حرف علّة تنقلبُ عيْنُه همزة في اسم الفاعل؛
أي يُقلبَ حرف العلة همزةً تِبعًا لقواعد
الإعلال فنقول قال قائل/ سار سائر/ باع بائع. وإذا طبّقنا هذه القاعدة على الأجوف
مهموز اللام قُلنا جاءِ اسم الفاعل من جاء أصله جَايِئ بتقديم الياء التي هي عين
الفعل على الهمزة التي لام الفعل إذا انتقلت اللام التي هي همزة مكان العين
"الياء" قبل قلبها همزة فتكون الكلمة جائي على وزن فالع ثم جاءِ حُذفت
الياء وزنها فَـــــــالٍ كذلك في شاءَ / شائي /
شَاءٍ فَالٍ.
-
أن تجد الكلمة ممنوعة من الصّرف دون سبب ظاهر وأشهر
أمثلتهم كلمة أشياءَ/ وأشياءُ/ بأشياءَ على وزن أفعال وهذا الوزن ليس ممنوعا من
الصرف فنقول: أسماءَ وأسماءُ وأسماءِ دليل
على أنّ أشياء ليست على وزن أفعال" وهذا قول علماء الصّرف" وهي ممنوعة
من الصّرف "شيئ" والجمعُ منه شيْئَاء "فَعلاء" وألف التأنيث
الممدودة تمنعُ الاسم من الصرف، وهم يقولون إنّ كلمة شيئاء في آخرها همزتان بينهما
ألف والألف مانع غير حصين ووجود همزتين ثقيل لذا قُدّمت الهمزة الأولى التي هي لام
الكلمة "شَيْئَاء فَعْلاء" واخذت مكان الفاء فيكون القلب على النحو التالي: شيْئَاء فعلاء /
أشياء لفعاء والنتيجة أنّ أشياء ممنوعة من الصّرف لأنّ وزنها لفعاء وليس أفعال.
مُلخص المحاضرة الرّابعة
الفعلُ من حيثُ الصّحة والاعتلال
ينقسم الفعل باعتبار قوّة أحرفه وضعفها إلى قسمين صحيح
ومعتل:
1_ الفعلُ الصّحيحُ: هو الذي تكون أحرفُهُ الأصلية أحرُفًا صحيحة من غير حروف
العلّة "الألف والواو والياء" وما عداها صحيحة، وينقسمُ إلى ثلاثة
أقسام: سالم/ مهموز/ مُضعّف.
1_1: الفعل السّالم: هو الذي تخلو أصولُه من الهمزة والتّضعيف، ولا حروف علّة
مثل: كَتبَ/ ذهبَ/ جَلَسَ.
1-2- المُضعَّفُ: وهو نوعان:
-
مُضعَّف الثلاثي ومزيدُه: أنّ يكون عينُه ولامُه من جنس واحد "مدَّ استمدَّ/
مرَّ استمرَّ/ لمَّ ألمَّ"
-
مُضعَّف الرباعي ومزيدُه: زلزلَ/ دمدمَ هو الذي فاؤُهُ ولامُهُ الأولى من جنس،
وعينُهُ ولامُهُ الثانية من جنس.
- 1_3_
المهموز: وهو أن يكون أحد
أصوله همزة سواءً أكانت فاءً أم عينًا أم لامًا، مثل: أكلَ/ سأل/ قرأَ.
- 2_ الفعل المٌعتل: ما كان أحدُ
أحرفه الأصلية حرف علّة مثل: وعَدَ/ قالَ/ رمى وهو أربعة أقسام: مثال/ أجوف/ ناقص/
لفيف
- 2_1: المثال: ما كانت فاؤهُ حرف علّة "وعد/ ورث/
يئس"
- 2_2: الأجوف: ما كانت عينُه حرفُ علّة " باع/
قال"
- 2_3: النّاقص: ما كانت لامُه حرف علّة "رمى/
قضى".
- 2_4 : اللّفيف: ما كان فيه حرفان من حروف العلّة
أصليان نحو: "طوى/ وفى"، وهو قسمان:
§
مفروق: ما كان فيه حرفا العلّة مفترقين: "وفى/ وقى"، فرّقتهما عينُ
الفعلِ.
§
مقرون: ما كان فيه حرفا العلّة مُجتمعين "كوى/ عوى"
يُعرفُ
الصّحيح والمُعتل من الأفعال بالرّجوع إلى الفعل الماضي وتجريده من الزّوائد فمثلا
الفعل "لاكَمَ" صحيح لأن أصله "لكَمَ" يخلو من أحرف العلّة،
والفعل "اتّخذَ" فعل صحيحٌ مهموز لأنّ أصلهُ أخذَ والفعل
"اتّعدَ" مثال لأنّ أصله "وعدَ" أي فاؤه حرف علّة.
3_
إسناد الأفعال الصّحيحة والمعتلّة إلى الضمائر: عند إسناد الأفعال الصّحيحة والمعتلّة قد تحدُث تغييرات
في بنية الأفعال في مختلف الأزمنة، وإليك خلاصة التغييرات التي تحدُث:
_
الفعل الصّحيح السّالم لا يتغيّر أبدا عند إسناده إلى جميع الضمائر
والأزمنة.
_
يحدُث تغيير في بعض الأفعال الصّحيحة المهموزة في صيغة الأمر؛ حيثُ تُحذَفُ
الهمزة إذا كانت في أوّل الكلام "أخذ/ خُذ" وأما إذا لم تقع في أوّل
الكلام يجوز الإبقاء ويجوز الحذف" سأل/ سل / اسأل".
-يحدُث
تغيير في الأفعال الصّحيحة المضعّفة، ففي الماضي يجبُ فك الإدغام مع
تاء الفاعل/ نا الفاعلين/ نون النّسوة، ويجبُ الإدغام إذا أُسندَ إلى ضمير ظاهرٍ /
ضمير مستتر/ ألف الاثنين/ واو الجماعة/ تاء التأنيث، وفي المضارع يجبُ فك
الإدغام مع نون النّسوة، ويجبُ الإدغام مع
ألف الاثنين / واو الجماعة/ ياءُ المُخاطبةُ، أو إذا أُسندَ إلى ضمير ظاهر أو
مستتر لم يكن مجزومًا، ويجوز الفك والإدغام مع اسم ظاهر أو مستتر كان مجزوما. وفي
الأمر يجب فك الإدغام مع نون النّسوة ويجب الإدغام مع ألف الاثنين / واو
الجماعة/ ياء المُخاطبة.
_
لا يحدث أيّ تغيير مع المُعتل المثال في الماضي وفي المُضارع والأمر
لا يحدث تغيير إلا إذا كانت الفاء ياءً، أما الفاء واوا في المجرّد الثلاثي مع كسر
عين المُضارع تُحذف الواو " أرِثُ/يَرِثُ/رِثْ/رِثَا" أمّا إذا لم
يتوافر الشّرطان أي أن يكون الفعل الماضي مزيدًا وتكون عينُه مفتوحة أو
مضمومة في المُضارع بقيت الواو دون حذف كالأفعال "واعدَ/ وَقَحَ"
غير أنّ مُعظم الأفعال المُستعملة الآن، والتي عينُها مفتوحة في المُضارع،
تُحذف واوها في المُضارع والأمرُ مثل"وسَعَ/ يَسَعُ/ سَعْ".
_
لا يحدُثُ تغيير في الماضي والمُضارع والأمر ما بقيت عينُ الفعل كما هي، أو
إذا انقلبت ألفا حسب قواعد الإعلال أكان الفعل مجرّدا أم مزيدًا مثل الأفعال
"حاوَلَ/ عوِرَ". أمّا إذا كانت عينُه منقلبة ألفًا "قال" في
الماضي تُحذفُ العين إذا اتّصلت بضمير رفع مُتحرّك/ وتُحذف العين في المُضارع
إذا جُزِمَ بالسّكون "لم أقُلْ" وفي الأمر إذا كان مبنيًّا على
السّكون "قُلْ" ما عدا هذه الحالات فإنّ العين تعودُ إلى أصلها في
المُضارع والأمر.
_
يَحدُثُ تغيير مع المُعتل الناقص في الماضي إذا كانت اللام ألفًا
حيث تُحذَفُ ويُحرّكُ الحرف الذي قبلها بالفتح للدلالة على الألف المحذوفة إذا
أُسندت إلى واو الجماعة/ تاء التأنيث، وإذا أُسندَ إلى غير الواو، فإنّنا ننظر إذا
كان الفعل ثلاثيا، تعودُ الألف إلى أصلها الواو أو الياء، وإذا كانت لامُه واوا أو
ياءً مثل "رضي" فحين إسناده إلى واو الجماعة تُحذف اللام ويُحرّكُ ما
قبلها بالضّم ليُناسبَ الواو "رضوا" أمّا إذا أُسندَ إلى غير الواو بقيت
اللام على أصلها. وفي المُضارع والأمر إذا كانت اللام ألفًا فإن اُسنِدَ
إلى واو الجماعة وياء المُخاطبة حُذفت الألف وبقي الحرفُ الذي قبلها مفتوحا
"يَسْعَوْنَ/ تَسعَيْنَ/ اسْعَوا" وإذا أُسندَ إلى ألف الاثنين/ نون
النسوة/ أو لحقتهُ نون التوكيد قُلبت الألفُ ياءً يَسْعَيانِ/ يَسْعَيْنَ/
لتَسعَينَّ. وإذا كانت لامُه واوا أو ياء "يدعو/ يرمي" وإذا أُسندَ إلى
واو الجماعة/ ياء المُخاطبة/ حٌذفت الواو أو الياء "اللام" وحُرِّكَ ما
قبلَ الياء بكسر "يدعونَ/ تَدْعينَ/ ادْعُوا/ ادْعِي" وإذا أُسندَ إلى
ألف الاثنين/ نون النسوة/ بقيت اللام كما هي "يدعوان/ ادْعُوَا/ يَدعُونَ/
ادْعُونَ".
_
اللفيف المفروقُ يأخذُ عند إسناده قواعد وتغييرات المثال من حيثُ الفاء،
وقواعد وتغييرات الناقص من حيثُ اللام في الماضي والمضارع والأمر؛ أمّا اللّفيف
المقرون يأخذُ قواعد الناّقص من حيث اللام، وتبقى العين دون تغيير.
مُلخص المحاضرة الخامسة
الفعلُ المُجرّدُ والفعل المزيدُ
ينقسمُ الفعل باعتبار حروفه إلى نوعين اثنين هما الفعل
المجرّد والفعل المزيد:
1_ الفعل المجرّد: هو ما تكوّن من حروفه الأصلية؛ أي أنّه لا يمكن أن يسقط
منه أي حرف إلا لعلّة تصريفية، فإن سقط منه حرف واحد في صيغة الماضي لم يَعُد
مُحتفظًا بمعناه مثل الفعل "جلس" فإنّ معناه لا يكون إلا بوجود الحروف
الثلاث مُجتمعة، وينقسم إلى قسمين:
1_1 الثّلاثي المُجرّد: للثلاثي المجرّد أبنية ثلاث:
_ فَعَلَ: بفتح العين وهو أخفُ الأبنية ولهذا استعمل في جميع المعاني التي استعمل
فيها الوزن "فَعِلَ /فَعُلَ" وتأتي في كثير من المعاني التي لا يأتي
عليها الحصر منها: حَبَسَ/ نَحَلَ/ نَهَبَ/ لَسَعَ/ لَدَغَ.
_ فَعِلَ: بكسر العين ويأتي لازما ومُتعدّيا إلا أنّ لزومه أكثر من تعديه لذا غلب
مجيئه في الأفعال الدّالة على النّعوت اللازمة والأعراض وكبر الأعضام فمثال ما دلّ
على النعوت الملازمة " ذَرِبَ لسانُه" ومثال ما دلّ على الأعراض "جَرِبَ" ومثال ما دلّ على الألوان
"خَضِرَ / صَفِرَ/ دَكِنَ" ويُلاحظُ أنّ هذه الأفعال ليست مادّة أصلية
لكنّها مأخوذة من أعضاء الجسم.
_ فَعُلَ: بضمِّ العين ولا يكون إلا لازما ولا يأتي إلا في أفعال الغرائز والطّبائع:
صَلُبَ/ قَرُبَ/ خَبُثَ. ولم يأت في اللّغة العربية فعل على مثال فَعُلَ يائي
العين إلا فعل واحدٌ "هيُؤَ/ يهيؤُ" ولا يائي اللام إلا قولهم
"نَهُوَ" المصدر نهيٌّ ولا مضعّف إلا ثلاثة أفعال إلا ثلاثة أفعال
"لَبُبَ صار لبيبًا من لبّ/ فَكُكَ من فكّ/ ذَمُمَ من ذَمَّ"
1_2 : الرّباعي المُجرّد: أمّا الرّباعي المُجرّد فله بناءٌ واحد
"فَعْلَلَ" ويأتي لازمًا ومُتعدّيًا والأكثر فيما ورد التعدي، فمثال ما
جاء منه لا زما: "حَشْرَجَ/ قَربَدَ (ساء خُلقُه)/ لَعْثَمَ" ومنه ما
ورد مُتعدِّيا مثال "دَحرَجَ/ بَعْثَرَ" وألحقَ الصّرفيون بهذا الوزن
أوزانًا أُخرى بزيادة حرف أو أكثر، لمعنى من المعاني، واستخدموه لنحتِ معاني جديدة
مثل "بَسْمَلَ"؛ أي قال بسم الله الرّحمان الرّحيم/
"حَوْلَقَ"؛ أي قال لاحولَ ولا قوّة إلا باللّه، "طَلْبَقَ"؛
أي أطَالَ الله بقاءَك، ومن المُلحقات أيضًا بفعلَلَ "فَعْوَلَ/ جَهْوَدَ
"(رفع صوته)، "فَيْعَلَ/ بَيْطَرَ"، فَوْعَلَ/ جَوْرَبَ"،
"فَعْيَلَ/ عَثْيَرَ (أثار التُّراب).
2_ الفعلُ المزيدُ: هو ما تكوّن من حروفه الأصلية مُضافًا إليها حروفًا
أُخرى، ويُمكن أن تُحذفَ لعلّة تصريفية، وتُسمى حروف الزّيادة، وقد جمعَها النّحاة
في (سألتمونيها) والحّاجة للفعل المزيد حاجة دلالية بهدف التوسّع في المعاني،
وينقسمُ إلى قسمين: مزيد الثلاثي ومزيد الرباعي.
2_1: مزيد الثلاثي:
أ_ المزيد بحرف: وهو ثلاثة أوزان:
أ_1
زيادة همزة قطع في أوّله ليصير على وزن "أَفْعَل" مثل "أخرَجَ/
أكرَمَ/ أَشَارَ/ أوفَى وتُضافُ لماني منها التّعدية مثال "لبسَ زيدٌ ثوبًا
(مفعول به واحد) ثوبًا/ أَلبَسْتُ زيدًا ثوبًا (مفعول به أوّل + مفعول به ثاني) /
الدّخول في الزّمان والمكان "أَبْحرَ / أَضْحى"/ الدلالة على الكثرة
أَشْجَرَ المكانُ (كثُرت فيه الأشجارُ).
أ_2 زيادة حرف من جنس عينه: أي تضعيفُها ليصير على وزن "فَعَّلَ" مثل
"كبَّر" لاختصار (الله أكبر)، و"قَتَّلَ للتّكثير (أكثر القتال
والقتل)
أ-3
زيادة ألف بين الفاء والعين ليصير على وزن "فاعل" مثل
"دافَعَ" "قَاتَلَ" للمُشاركة/ "تابَعَ" للمُتابَعة
.
ب_ المزيدُ بحرفين: من أوزانه "انفَعَلَ" يأتي لازما مثل
"انطلَقَ/ انْكَسَرَ/ انفَتَحَ" وهي (للمُطاوعة والاشتراك)،
"افْتَعَلَ" نحو افْتَتَحَ (للمُشاركة)،/ "تَفَاعلَ" مثل
(تبادَلَ/ تَقَابَلَ) (للمُشاركة) /"تَفَعَّلَ" مثل
"تَقَدَّمَ" (للتدريج) /"افْعَلَّ" احمرَّ، اصفرَّ (الأمراض
والعيوب).
ج_ المزيد بثلاثة أحرف: هي حروف الزّيادة التي تُضافُ في الفعل الثلاثي سواء في أوّله فقط، أو في أوّله
ووسطه، أو في أوّله وآخره، وكُلها تؤدي إلى إنتاج المعاني الجديدة منها
"اسْتَفْعَلَ" مثل اسْتَغْفَرَ (للطّلب)/ "افْعوْعَلَ"
اعْشَوْشَبَ/ "افْعالَّ" احمَارَّ/ "افْعَوَّل" اعلوَّط (
تعلّق بعنق البعير).
2_2 مزيد الرّباعي:
أ_ المزيد بحرف: ويأتي على وزن واحد تفعللَ مثل
"دَحْرَجَ /تَدَحرَجَ" "بَعثَرَ/ تَبَعثَرَ"
ب_ المزيد بحرفين: ويأتي على وزنين:
"افْعَنْلَلَ" احْرَنْجَمَتِ الابل (اجتمعت)، "افْعَلَلَّ"/
اقْشَعَرَّ، اطْمَأنَّ.
[1][1]ينظر ابن جني،
المنصف في شرح كتاب التصريف للمازني، تح: ابراهيم مصطفى و عبد الله أمين، 1954،
ص04[1]
التعليقات على الموضوع