حضارة الصين

 

الموقع وأهميته، لمحة تاريخية،

الموقع وأهميته:

تقع الصين في الطرف الشرقي آسيا، أكبر القارات، وعلى الحافة الغربية للمحيط الهادي أضخم المحيطات على الإطلاق، كما تحدها من الجنوب أطول سلسلة جبلية في العالم، حيث توجد قمة إفرست، ومن الشمال تحدها صحراء غوبي.

  كانت هذه المنطقة التي ظهرت فيها حضارة الصين ذات بيئة قاسية، كثيرة المستنقعات والاحراش والفيضانات، ويسودها مناخ متطرف.

  ولكن إذا نظرنا على موقعها بالنسبة للشرق الأقصى فنجدها تحتل موقعا متوسطا على ساحل آسيا الشرقي الذي يكفل لها الاتصال بجزر المحيط ومن ثم بالعالم الخارجي.

لمحة تاريخية:

  تحتم طبيعة الصين الجغرافية على السكان الانعزال، ونظرا لقساوة البيئة وصعوبة المواصلات البرية تأخر الممالك. وأول أسرة حاكمة ظهرت في تاريخ الصيني أسرة شانغ، وذلك في مدينة أنيانغ، ثم تلتها أسر عديدة، أشهرها أسرة شو التي دام حكمها من سنة 1112 إلى 255ق.م، وفي عهدها ظهرت تعاليم كونفشيوس التي كان لها تأثير على المجتمع الصيني، لاسيما الصين الشمالية وحاول سكان المنطقة نشر تعاليم كونفشيوس في منغوليا، الأمر الذي أدى إلى احتكاكهم بالمغوليين وقيام حرب بين الطرفين أدت إلى دخول قبيلة تسين للصين، حيث تمكنت من تأسيس إمبراطورية عظيمة عرفت بالإمبراطورية الصينية نسبة إلى قبيلة تسين. وقد دام حكمها من سنة 255ق.م إلى سنة 241ق.م، والى هذه الاسرة يعزى تشييد سور الصين العظيم وذلك لحماية الامبراطورية من هجمات القبائل المحيطة بها، ومع ذلك فإن أتباع كونفشيوس تمكنوا من التغلب على التسينيين وأسسوا إمبراطورية حكمت من سنة 241ق.م إلى سنة 221م، ولم تكتف بما ورثته بل توسعت غربا بحجة المحافظة على الطرق التجارية الرابطة بين الصين والعالم الهندي من جهة والساسانيين من جهة ثانية، ونظرا لقيام العلاقات التجارية بين الهند والصين من ناحية واضطهاد البوذيين من قبل الكهان في الهند من ناحية أخرى، فقد انشترت البوذية بالصين، وبنفس الطريقة أي بواسطة التجارة نشر المسلمون الديانة الإسلامية في الصين حيث اعتنقها بض السكان.

نشأة الحضارة الصينية:

 نشأت الحضارة الصينية في العصر الحجري الحديث، وبلغت طور النضج على ضفاف النهر الأصفر الجنوبي في منتصف الألف الثاني ق.م، ومن العوامل التي ساعدت تطور الحضارة الصينية ملائمة المناخ، ووفرة المياه، والتربة الخصبة، وكثرة اليد العاملة، وتأثر الصين بالحضارة الهندية، ومع ذلك فقد اصطبغت الحضارة الصينية بصبغة محلية ذات طابع خاص يختلف عن الحضارات القديمة الأخرى، وذلك لتمسك الصينيين بعاداتهم وتقاليدهم.

مظاهر الحضارة الصينية:

المجتمع:

  تمتاز الأسرة الصينية بتمسكها الشديد بالدين والتقاليد القديمة، وبعد الأب صاحب السلطة والكلمة النافذة في العائلة، أما في القبيلة فإن مكانة الفرد تقاس بمركزه الاجتماعي أو العسكري أو الديني، وهذا يعني بأن الطابع العام للمجتمع الصيني هو النظام الهرمي، فالملك يترأس المملكة يساعده مجلس أغلب أعضائه من المحاربين والكهان، ويلي هؤلاء طبقة أرباب الأراضي الإقطاعية الواسعة، ثم التجار والصناع، وأخيرا العامة الذين يمثلون قاعدة الهرم الاجتماعي.

الحياة االقتصادية:

  كانت الحياة االقتصادية في الصين ناشطة وتعتمد على الزراعة، ولذلك أولوها عناية فائقة، فحفروا القنوات، وشقوا الترع لتوفير المياه االلازمة للزراعة فساعد هذا على ازدهار المنتوجات الزراعية وأ شهرها األرز، الذي يعتبر الغذاء الأساسي للسكان، كما كانوا يزرعون بعض الحبوب وغيرها من المحاصيل الأخرى والى جانب الزراعة كانوا يعتنون كذلك بتربية الحيوانات وتربية دود القز على أوراق شجر التوت.

 

 

الصناعة:

  اشتهر الصينيون بصناعة المنسوجات، وخاصة الحريريات منها، وصناعة الخشب والعربات والورق فيما بعد والخزف الصيني الذي بلغ من الشهرة أن عرف باسمهم، فيقال الخزف الصيني. وفي القرن السادس الميلادي أصبحت صناعة رسمية في الدولة إذ شملت كافة الأدوات المنزلية لذلك تفننوا في صناعته وزخرفته وأعطوه طابعا صينيا خاصا.

أما التجارة:

   فإنها كانت رائجة في الداخل أول الأمر، ثم توسعت فشملت الأقطار المجاورة كاليابان والهند الصينية، ووصلت أخيرا إلى فارس وبيزنطة والبالد العربية عبر الطرق التجارية البرية والبحرية، وكان لهذه التجارة أثر عظيم في تطوير الحضارة الصينية، وفي ازدهار الاقتصاد الصيني.

الديانة:

  عبد الصينيون عدة مظاهر طبيعية وبعض الحيوانات كالتماسيح التي تملأ انهار الصين، وكنتيجة لقيام الحركة الفكرية والفلسفية في أواخر القرن السابع بدأت بعض الديانات تجذب إليها أتباعا، ومن أشهرها:

أ-التائوية:

   وتدعو فلسفتها الدينية إلى البساطة التي كانت في العهود القديمة ونبذ كل ما هو جديد ومعقد.

ب-الكونفشيوستية:

  نسبة إلى كونفشيوس 401-551 ق.م أحد أعلام الحكمة والفلسفة المشهورين الذين أنجبهم الصين، وتدعوا تعاليمه إلى تحقيق السعادة في كافة أنحاء الامبراطورية الصينية، ولتحقيق هذه السعادة بنى فلسفته على تهذيب الأخلاق عند الفرد، فالأسرة ، فسكان الولايات، ومن ثم سكان الامبراطورية قاطبة.

 

 

 

ج-البوذية:

   وهي ديانة ظهرت في الهند أوال، ومنها انتقلت إلى الصين على يد بعض البوذيين الذين هاجروا على إثر اضطهاد البراهمانيين لهم، ومما ساعد على انتشار البوذية هو ذلك الشبه الموجود بينها وبين التائوية، وقد أثرت البوذية تأثيرا كبيرا على الصينيين، كما كانت عاملا مشجعا على تنشيط فن النحت والتصوير.

العلوم والعمران:

  استعمل الصينيون الكتابة بالصور، وهي عبارة عن رسوم اصطلاحية للدلالة على الأشياء، وهي أصعب الخطوط القديمة على الإطلاق ولا تزال كذلك إلى يومنا هذا .

  يمتاز التاريخ الصيني القديم بكثرة السجالات التي خلفها المؤرخون وهي محشوة بالأساطير كأسطورة الخليقة ومضمونها: أن خلق الكون تم في مدة طويلة دامت 11ألف سنة، واذا كانت كتبهم التاريخية لا تعدوا عن كونها أساطير فكذلك الحال بالنسبة للأدب، على أن هذا ال ينطبق على بقية علومهم كالهندسة والكيمياء...الخ إذ تتميز هندستهم المعمارية بالطابع الصيني، وأشهر آثارهم المعمارية على الإطلاق السور الصيني الذي شيدته أسرة تسين في القرن الثالث ق.م وقد اشتغل في تشييد هذا السور عشرة آلاف من العمال لمدة عشر سنين، ويعد بحق من أعظم ما خلفه القدماء، وفيه يقول الصينيون: لقد أهلك السور أجيالا من البشر وأنقذ أجيالا عديدة، والى جانب سور الصين العظيم نجد المعابد الدينية وهياكلها، وتعد هذه المعابد مراكز الاحتفالات الدينية.

الخلاصة.

أ-نشات حضارة الصين على ضفاف النهر الأصفر الجنوبي "هوانج هو" في الألف الثاني ق.م، وتتميز بطابعها الخاص، ومن أهم آثارها الخالدة سور الصين العظيم، وصناعة الخزف الصيني.

ب-ظهرت عدة إمبراطوريات في الصين أهمها إمبراطورية أسرة شو 255-1112(ق.م، وامبراطورية الصين نسبة إلى قبيلة تسين 241-255ق.م فإتباع كونفشيوس 241ق.م-221م.

 

ج-عاش المجتمع الصيني في ظل الإقطاع، ولم ينعم بالرفاهية إلا فئة صغيرة من السكان تتمثل في الأسرة الحاكمة والنبلاء ورجال الدين، وكانت لهم ديانات متعددة، أهمها: التائوية، الكونفشيوستية، والبوذية.

 

ليست هناك تعليقات